أخـيرًا أعـود


محمود سيد قرني | مصر
ما الذى يدفعك للعودة إلى الكتابة؟ وما السر فى هذا الحنين الجارف إلى تلك السنوات؟ تعلم أن عقارب الساعة لا تعود للوراء، وما كان كان وانقضى والأحلام تبدلت وتشكلت لتناسب آخرين.
قلمك الذى تركته منذ عشرين عاما، متصلب فى يدك عصيٌّ عليك، متكبرٌ متعجرفٌ، لا يلين لك يرفض أن يستسلم لحنينك بعد هذا الغدر، الذى كان منك وتركك إياه دون مبرر، أهلكك. عشرون عاما منذ أول مجلة أنشأتها ضمن خطة.. تخيّر لى وقتها أغلب الموضوعات والمشاركين أستاذ لي.
ثم ماذا...تعود الآن..بعد عشرين عاما تعود لتكتب وقلمك المهجور على استحياء يلين لك، غلبه الشوق، كما غلبك، نظرت إليه فرفق بك.. عودة وحنين ذكريات تتدفق جاهزة للسرد وأفكار  وأحلام تبحث عن أوراق تسكنها دون صد.
فى الحقيقة أنا لا أنبش فى الماضى لأستعيد ذكرياتي،  ولكن بحاجة إلى قلم يؤنسنى، فيما بقى من الرحلة وأمنياتى ألا يكون قد شاخ قلمى، ومرضت مفرداتى، وضاع مع الأيام رونق كلماتى.
أعود إلى قلمى الصبور، إلى خواطرى، وقصصى وكتاباتي، وحلم أول رواية وكأنى أبدأ من جديد، فأوراقى القديمة فارقتنى غاضبة، لإهمالي لها سنين عجاف طالت، تاهت أو ضاعت كأشياء كثيرة غيرها.
أعود إلى نفسى التى أهواها وتهوانى، أعود وقد أضافت السنوات لى تجارب كثيرة، ونضجا ومواقف، وقراءات، لها ثمنها، حتى وإن سكن عنفوان مشاعرى وحماسى.
أعود راجيا فى كتاباتى رضا ربى، ورضا نفسي. وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الآية: 100 – سورة التوبة).

 

تعليق عبر الفيس بوك