حمامة بيضاء


مصطفى جمعة | ليبيا

عندما التقينا
أنا و السحاب الفضي أخيراً
كانت أجدبت أمنيتي
منذ أن رفرَفتْ راية رحيلي
راح قلبي كشَعْركِ
الذي تعبث به الريح
متناثراً في كل مكان
والآن ها أنا أتيت
لاشيء غير الشتاء
والسماء الرمادية
وغصّة في حلق كلماتي..
وعلي شاطيء الشرود
حطت نورسة
لتشهد وحدتي..
معلق أنا علي حاجبيك
أخشى السقوط في ظلك الاحمر
و لست أدري
إلى متي سأقاوم وداعة السواد ...
عندما التقينا
و الغروب يحين في حدسي
و ظلى في خيالات الأمس مفقود.. لاحت حمامة بيضاء علي نافذتي مهجور أنا ..
لايزورني الحمام..
مظلم قصري من ألف عام
أعددت لها متكئا
علي شرفات أفكارى
تسْمر فيه قيثارة ونايٌ حزين
ليس في عزفي
ما يغري حمامة بيضاء بانتظارى..
وها دروبي التي بهتت معالمها شارفت علي النهاية..
فإلي أين يقودني إغواء عينيك ؟؟ حمامة بيضاء لا تخشي حزني
صوت أنثي ينادي من بعيد
يُرجعه صدى رفرفة جناحيها تتساقط الأسرار
زغباً من الرّيش الخافت
يوحي لي أنني قد أحيا
بعمر لحظةٍ في شَعْرِهَا
تختصِرُ الأبديّة..

 

تعليق عبر الفيس بوك