بالفيديو: في سويسرا.. طلاء السجون باللون الوردي

ترجمة- رنا عبد الحكيم

اكتست عدة سجون سويسرية بلون وردي وبشكل خاص لون يسمى "Cool Down Pink" كوسيلة للحد من السلوك العدواني للسجناء، وعلى الرغم من أن هذا الإجراء اعتمدته دول أوروبية أخرى في السنوات الأخيرة، إلا أن هناك من وجد أن ذلك يمثل "إجراءا مهينا".

فمن المعروف أن الألوان لها تأثير كبير على نفسية الإنسان، ويقال إن اللون الأحمر يمكن أن يحفز الشهية، ولهذا السبب من الأرجح أن تراها مستخدمة في المطاعم، بدلاً من اللون الأزرق، الذي يبدو أنه يقلل من الشهية، فيما يرتبط اللون الوردي عادة بالسعادة والرحمة، لكن أيضًا بالضعف والأنوثة، وهذا ما يجعل القرار مثير للجدل.

ويقول علماء النفس إن اللون الوردي من الممكن أن يكون له تأثير مهدئ على الأشخاص، لكن على الجانب الأخر استخدامه في نظام العقوبات أمر مهين ومرتبط بقوالب نمطية للجنس والغرض منه التلاعب.

وكان الباحث ألكسندر شاوس أول من نشر فكرة استخدام اللون الوردي في السجون للحد من عدوان السجناء، والذي أجرى سلسلة من التجارب في أواخر سبعينيات القرن الماضي لإظهار قوة اللون على سلوك الإنسان.

وأُعجب ضباط البحرية جين بيكر ورون ميلر ببعض النتائج التي توصل إليها شاوس بأنهم قاموا بطلاء السجون في قواعدهم البحرية بنفس اللون الوردي الفاتح وأبلغوا بعد ذلك عن تغيير جذري في سلوك السجناء. على ما يبدو، كانوا جميعا أقل عدوانية إلى حد كبير. أصبح اللون يعرف باسم بيكر ميلر بينك واستمر في استخدامه من قبل العديد من حراس السجن طوال الثمانينات. وبعد ذلك قرر شاوس إجراء المزيد من تجارب الألوان على النزلاء، وهذه المرة وجد أن اللون الوردي الفاتح لم يكن له تأثير مهدئ على الإطلاق. ليس ذلك فحسب، لكنه أبلغ عن مخاوف من أن اللون قد يجعل السجناء في الواقع أكثر عنفًا. تم تأكيد شكوكه بعد 30 عامًا، عندما أجرى عالم النفس أوليفر جينشو اختبارات صارمة للتحقق مما إذا كان بيكر ميلر بينك قد هدأ بالفعل السجناء العنيفين. واتضح أنه لم يحدث.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن "بيكر ميلر بينك" هو لون وردي زاهي وساخن، وفي عام 2011، قررت عالمة النفس السويسرية دانييلا سبات إجراء تجاربها الخاصة مع ظلالها الخاصة من اللون الوردي، وهي نسخة أكثر شحوبًا اسمّتها "Cool Down Pink". وتم طلائه في زنزانات 10 سجون في جميع أنحاء سويسرا، وعلى مدار أربع سنوات، أبلغ موظفو السجن عن سلوك أقل عدوانية بشكل ملحوظ في السجناء الذين تم وضعهم في الزنازين الوردية مقارنة بالزنازين العادية. ولاحظت سبات نفسها أن السجناء كانوا أيضًا قادرين على الاسترخاء بشكل أسرع في الزنازين الوردية.

لكن بينما قد يكون علماء النفس وموظفو السجن راضين عن "كول داون بينك" وتأثيره في الحد من العدوان، يبدو أن السجناء أنفسهم ليسوا سعداء بذلك. وقال سجين سابق في سجن سويسري لصحيفة "تليجراف" البريطانية إن احتجازه في زنزانة تبدو وكأنها "غرفة نوم صغيرة لفتاة" أمر مهين للغاية.

ويدعي آخرون أن مجرد ارتباط اللون بالأنوثة والضعف هو صورة نمطية وتمييزية وجنسية.

تعليق عبر الفيس بوك