إلى شادي.. الخطاب السادس

 

 

منال السيد

 

عزيزي/ ... شادي

 

تحية دافئة من قلب البرد،

 

أما بعد،

 

لم يكن لديَّ علم أني سأشعر بالبردِ في غيابك مثلما أشعر الآن.. ولكن يا عزيزي ذهبت لمكان لقائنا الأول.. الذي شهد نبضاتنا لأول مرة وكان شاهدا على نظرتنا الأولى التي طالت إلى حدٍ لا حد له خلال لحظات قلة.

 

أتذكر حنينك وقتها لهمسي وجنوني؟ أتذكر كم كنت تتمنى أن أخرج من عباءة صمتي؟

أتذكر كم مرة رفعت فيها رأسي لأعلى ليتلاقى بؤبؤانا؟

 

وقتها لم أتمكن يا حبيبي من التحكم في دموعي حنينا إليك.

 

ضحكت فجأة عندما تذكرت موقفا معينا..

 

كل شيء هنا يسائلني عنك.. خاصة صوت المطر.. الطريق الطويل الذي متى كنا نسير فيه نملؤه ضحكا وربيعا.

كل الأنس الذي كان يملأ أرواحنا والسكينة التي ننثرها على جانبي الطريق.. وذاك الرصيف الذي شهد أول شجار بيننا.. وذاك الشجار الذي كنا نلهو فيه ضحكين.

الطرقات والحواري والشوارع تسائلني عنك بكل لوم ولوعة..

أتعلم يا عزيزي كم مرة لاموني في حبك؟!

وكنت أتساءل اليوم هل لنا سلطة على قلوبنا؟

وقتها دفعني جنوني إليك ودفعتك أشياء كثر إليّ.. فما كان منك إلا أن اقتربت وحاصرتني بكلك ففي كل وقت أراك.. وطوال يومي يرن هاتفي باسمك فصرت غايتي ومرادي.. وظل خاطري يغني

"لا تخف ما فعلت بك الأشواق

واشرح هواك فكلنا عشاق"

 

وعلى الرغم من أنني كنت خجولةً جدا.. ولأول مرة أخرج من عباءة خجلي كانت معك..

 

أتذكر يا عزيزي كيف كنت أركض فيك بغير حراك؟!

 

أتذكر كم مرة أعجبت بفلسفتك في التحاور وكل إجاباتك المذيلة بعلامات التعجب؟!

ههههه لقد حاورني شخص يقربك اليوم مثلما كنت تحاورني.. نفس الأسلوب والطريقة.. بين طيات حروفه كنت أشعر بالحنين إليك لوقت-حمدت الله أنه مر بسلام- كان يتكشفني مثلك حين كنت أتذاكى عليك..

 

أتعلم كم مرة حاولت أن أخفي حبي وحنيني إليك.. كم مرة حاولت أن أقول "نعم أحبه" فتخرج كيف تقول ذلك؟

 

أتعلم كم كان عليّ أن أخفي جانبا مني لا يعلمه إلا الله وأنت؟!

أتعلم كم هي رغبتي في الأحلام المستحيلة؟!

الشيء الوحيد الذي أنا على يقين منه أنك تعلم من أنا وتعلم ماذا يعني أن أقول أحبك.. وحده رجل مثلك يعلم ماذا يعني أن تقول امرأة مثلي بلى على قدر كل الأوقات التي واظبت فيها على قول لا "من أجل أن أهديك تمنعي".

سأظل هنا يا حبيبي وسط الذكريات التي تؤلمني.. أظنك الآن تشعر أني لست بخير في كل الأوقات التي يظنون فيها أنّي بخير.. بكل خير..

أنا يا حبيبي أكره كل شيء هنا دونك.. هذا فصل الشتاء يا عزيزي.. فصل الرؤى والأحلام النضرة.. الفصل الذي حولناه بدفء قلوبنا لربيع ينبض بالأمل.

أنا هنا وأنت هناك.. ولكن كل ما هنا شاهدٌ على نظرتنا الأولى.

تعليق عبر الفيس بوك