ذاكرة العطش


عبير محمد | المنصورة – مصر

أيها المتسكع
مع الريح على أرصفة الشتاء
 وظلال الردى تلسعك
 بخطوات السراب وذاكرة العطش
 تتعرى غصون  القلب المحترقة
 وهي تتعقب آثار أقدام مبعثرة
و تمتمة شفاه  ظامئة
بشقاء المسافات
وخيال حلم لم  ينفك  من أساه
 يجره الأنين بألف وألف آه
 أنا من أنطقتك أيها الحجر  
وبشفاهي استفززت أنين أحلامك اللاهثة
الجمر واللهب يستيقظان بتلك اللذة الخبيئة
 كشمعة ترفض الانطفاء الأخير   
أنا ابنة الزيتونة  الشامخة  
ومن تلك الأرض الطاهرة
 التى تنبت الياسمين
فكن  حافظا لي
من تلك الوجوه العابثة بالسكون
ونكِّر عرشي بالياسمين
***
تضرع من أجلي
تضرع في يوم ميلاد
لكيلا تقترب مني الأقنعة الزائفة
 الملطخة بدماء الأبرياء
أنا أنثاك.....
فلا تتكبر أيها الحجر المصقول بأمواج
شواطئ الوجد  
أنا من جعلت منك ماء الحب يتفجر
عطرا وشعرا
لتنشد قوافيك
 في حقول العشق
لترفرف كالفراشات
 لتغرد كالعصافير
وتحلق كما الأغاني في الأثير
 بعيدا عن ضجيج الفوضى  
وتتبع ما أوحي إليها
 وتهتدي بهالتي الحبلى بالضوء
فها هو سديمها
يتفتق دموعا من نور
 في سماء  بعيدة عن شياطين
 الإثم والغرور
أيها الحجر النيزكي
 توهجْ كما تشاء
فلا سماء لك سوى قلبي
لتحط في معارجه
على مدرج الأضلاع
كطفل أبصر النور.

 

تعليق عبر الفيس بوك