العـــيــد


د. أحمد جمعة | مصر

-١-
العيد يا حلوتي
أن يشرق من عينيكِ
وجهي
بينما تتقد ملامحكِ بالبسمات،
أن يسد العالم فواتير سعادته المتأخرة
من وجهكِ القمحي
الذي صنعتِ منه لأطفال الملاجئ
للعيدِ كعكًا
على شكل قبلات،
أن تصنعي من صوتكِ وسادة
للساهرين الخائفين في وحدتهم وصمتهم
للذين لا يجدون ولو كتف طيف
يسندون عليه رؤوسهم
رؤوسهم التي أثقلها غياب الأحبة،
أن تضفري شعركِ المموج الجميل
بشعر غابة تجف
وتضعينها على صدر اخضراركِ
الأبدي،
أن ترقعي نهر الحياة الذي
عبثت به ملوحة الأيام
في أرواحنا
بريقكِ السلسبيل،
أن تصنعي من ضحكاتكِ
عرائس
وتوزعينها على أطفال الحروب
ومن كفيكِ
أسِرّة
ينام عليها الذين أجهدتهم غربتهم
بينما من حولهم أهلوهم
لا يعلمون،
أن تعبري بنا من هذا الهلاكِ
الذي تكابده قلوبنا
-التي شققها الألم-
في قوارب ابتسامتك
لبر أمان!

-٢-
العيد يا حلوتي
ألا تقف الورود في حدائق حبنا
على أطراف جذورها
مرتجفة البتلات،
أن يسقط من فم البنادق الرصاص
خاشعًا عند قدمي طفلة
بينما في الهواء كبارودٍ تتطاير
الضحكات،
العيد يا حلوتي
فرحة المناجل -التي انحنت
حزنا على الحقول-
حين يعود من حروب العالم فلاحُها
ويطهّر يديه بالفؤوس
من نجاسة البنادق،
تمايل الياسمين في الشوارع القديمة
حين يمر زاهيًا
متخذًا طور امرأة حسناء،
العيد يا حلوتي
رقصة القوارب انتصارًا
على مسارح الأمواج
في البحر الذي تعاظمت أسماكه
من جثث الشهداء،
أغاني المطر
التي ترتلها البلابل باكرًا
بينما يداعب الاخضرار أشجار صمتنا الأسيف
في صحاري الكلمات،
العيد يا حلوتي
ألا تسيل من عينّي طفلة يتيمة دمعة
بينما تمر من أمام محلٍ
للعرائس،
ألا يموت في طفل طفولته
بينما من العجز
لم تشتر له أمه كأقرانه
ملابس جديدة
للعيد!

 

تعليق عبر الفيس بوك