فنجانُ قهوتِنا


رشا دنانة | مصر

فنجــانُ قهــوتِنا يا خِـــلُّ قـــد بَـــرَدَ
عـلَّقْــتَ في مِعطـفي مستــأذنًـا وَرْدا
//
كنــا كمــا الصبــحُ والإمسـاءُ يطلُبُنا
ويشعــلُ الشوقَ في ضدٍ هوى ضَدَّا
//
والآن قــــد شــردت مــن حـكايتـُنـا
والبحـــرُ يأخُــذُها كيْ تسكـنَ اللحـدَ
//
ضَلَّــت مراكبـــنا هـــل دلَّنـــا أحـدٌ؟
أبكــي هنـــا وجــعِي أشكو به وجدا
//
أشجـــانُ ذاكـــرتي صـارت كرابيةٍ
ودمــوعُ أوردتي عــاشت لتسقـــيها
//
هل كان ذا ولــهٌ يلهـــو بنــا زمنــا؟
والخمـــرُ ســاعيـــةٌ دومًا لظــاميها
//
في ذلك الكهــفِ قــد دندنتُ أغنيتي
ووردةُ الأمــسِ بالأشــواقِ ترقيـها
//
الزهـــرُ لا يأتـــي والـروض يابسةٌ
ما بـــالُ أزمنتـــي كُفَّـــتْ مآقيـــها
//
فالــدَّمعُ ممتـــنعٌ والوقــت محتضـرٌ
وغصــونُ كرمتِــنا جــفتْ معانيـها
//
ومعطفي في يـدي ما زلــتُ أحمِلُهُ
ما عأأأاد يُدفئُـــني حــزني يُمــزّقهُ
//
عـــرافـــتي قرأتْ فـنجـانَ قهوتنِا
واستعبـــرتْ ألمًـا بالقـــولِ ترتُقُهُ
//
باحــتْ معـــزيةً قلبــي بوحـشَتِهِ
لن ألتقــي أبـدا من عشتُ أعشقُهُ
//
من عِــشتُ أنظــرهُ ليـلا مناجـيةً
وأقطـــعُ العمـرَ ترحـالًا وأرهقُهُ
//
يا وردة زبُلتْ والشـوقُ يشعِلُها
وتصـطلي شغـفًا مثلي وتعـشقُهُ
//
من ذا سيُفْلِتُـنا من أسـرِ ربقَتهُ؟
من ذا لقلبي أنا يُصغي ويعتَقُهُ

 

تعليق عبر الفيس بوك