وفودُ عمانَ وفود الرحمن


أبو نبراس البوصافي مسقط

ألا يا كعْبةَ اللهِ اسْتعِدِّي
وفودُ عمانَ يكْسوها البهاءْ
//
على تلكَ البقاعِ نزلْنَ طوْعًا
وحادي الإبْلِ يرْتجزُ الحُداءْ
//
ثوى ما بينَ أسْوارِ الحَجُونِ
وما بينَ الصَّفا يحلو البكاءْ
//
نقلْنَ لواعجَ العُشَّاقِ طُرًّا
وصارَ حديثُها ضيْفَ السَّماءْ
//
لواعجُ من مياهِ الْماسِ تُرْوَى
غدائِرُها جَداولُ منْ ضِياءْ
//
شموخُ الروحِ والقلْبُ المُصَفَّى
بإكسير الحياةِ مع النَّقاءْ
//
سياطُ الاشْتياقِ غدوْنَ سربًا
تحطُّ هناكَ في حُضنِ المَساءْ
//
على عرَفاتَ تُبّتذَلُ القوافي
وتعتنقُ العُيونُ سَنا الوَلاءْ
//
وفي نفْسِ الحجيجِ غُصونُ حُبٍّ
هُناكَ تَخضَّرتْ من دونْ ماءْ
//
نُفوسٌ الناسِ يا قومي سراجٌ
يزيدُ بريقَها وهْجُ الدُّعاءْ
//
سُموُّ الأصْفياءِ على بِلادي
شموسُ مَعزَّةٍ فيها الإباءْ

(2)
إلى الميقاتِ عرَّجَ بي فُؤادِي
وجسْمي في عُمانَ لهُ يُنادي
//
عليهِ ملابسُ الإحْرامِ زانتْ
أيُعْقلُ أنْ يَحُجَّ بغيْرِ زادِ
//
على لبَّيْكَ منْ فجٍّ عميقٍ
أراقَ صراخَهَ بين العِبادِ
//
هناكَ قلوبُنا حجَّتْ لديْهمْ
ونحْنُ على أرائكَ أوْ وِسادِ
//
حِنينُ العاشقينَ أسالَ دمْعاً
لَتُجْريهِ الحوَاضرُ والبوَادي
//
متَى النَّسْرينُ يأْخُذُني إليْهمْ
وينْشرُني الصَّباحُ بكلِّ وادي
//
وأرْحلُ في جناحِ الوجْدِ لمَّا
يُعانِقُ سمْعَنا صوْتُ المُنادي
//
أنامُ وليْتَ في عرَفاتَ نوْمي
أُضَمَّخُ في هوَى تلكَ البلادِ
//
أسيرٌ بين قضْبانِ الحشَايا
ولسْتُ براجعٍ عنها وغادِي
//
أُلامِسُ تُرْبَها فأفُوحُ عِطْراً
فرائِصُهُ عليَّ لَفي ازْدِيادِ
//
ألا مَنْ كانَ فيها قدْ تَلَالاَ
كبَدرٍ شبَّ ما بيْنَ السَّوادِ
//
خُذوا منِّي الدُّموعَ ورَصِّعوها
على أيِّ الدُّروبِ وأيِّ نادِي

 

تعليق عبر الفيس بوك