رصاص الشائعات

ربا جمال الشنفرية

هل أنت شخص يستمتع بسماع الفضائح والشائعات؟ هل تحلو لك هفوات الآخرين؟ هل تسمع أمرًا وتحوّره بأشكال مختلفة وتضيف عليه بهاراتك الخاصة ليصبح أكثر حماساً ثم تنشره لغيرك؟!

أتظن بأنّ الله لايراك؟ وأنك ستنجو هكذا بلا عقاب ولا حساب؟ أتعتقد بأنّك عندما تختلق قصة بشعة في حق فلان أو علان ستصبح شخصًا مميزًا يحب الناس الاستماع لقصصه؟ إليك نظرة المجتمع! المجتمع يتقبلك بقوة يهتم لما تقوله ويستمتع بأكاذيبك ويتلذذ بالنميمة معك حول الناس إلا أنك ما أن تقلب ظهرك لأفراد المجتمع هؤلاء حتى تصبح أنت الضحية لأحاديثهم.

لا تستغرب عزيزي فنحن نعيش في الدنيا كالمثل القائل "كما تدين تدان".

أصبحنا وللأسف نعيش بين أفراد يهتمون لقول أمور كاذبة ونشرها عن الآخرين فقط للمتعة، ونتمسك بأي طرف خيط رفيع قد يجرنا إلى أخبار عنهم. أهكذا علمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟ أهكذا حثنا ديننا الإسلامي الحنيف؟

يخجلني ويؤسفني أشد الأسف أن نصل ما نحن عليه الآن من حالٍ مائل، وقلة في الخوف من الله، فإن كنا نؤذي عباده بهذا الشكل، فنحن نعصيه وبشدة.

لا تكاد تشرق شمس يوم جديد إلا ونسمع شائعة جديدة، ألا تخشون من عذاب الله؟ أيود أحدكم أن يتسبب في مصيبة لأخيه؟ أتريدون أن تظلموا عباد الله بغير وجه حق!

والشائعة هي الخبر الذي ينشر دون تثبّت، وهذه الإشاعة طلقة رصاص ما إن تخرج من شخص حتى تصل لأكبر عدد ممكن في أسرع وقت ولا يمكن إيقافها.

ومن الأسباب الجديرة بالذكر عن أصحاب الشائعات هي أنهم يكرهون الطرف الآخر بغالبية الأحيان أو لمجرد الفضول أو تمضية الوقت.

لقد كانت الإشاعات موجودة منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم فاتهم بالسحر والشعوذة واتهمه الكفار بكثير من الأمور ونشروا عنه شائعات غير صحيحة، هذا وهو خير البشرية فما بالكم بما يحدث الآن!

يقول تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات: 6].

فيجب على ناشر الإشاعات أن يخشى الله وقبل أن يتحدث بأي شيء يتذكر قوله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيدٌ) [ق:١٨].

وعلى المتلقي ألا يبادر بتصديق أي شيء بلا دلائل وأن يحث من أخبره على التأكد قبل نشر أي شيء.

أخيرا.. إخوتي حفظنا الله وإيّاكم من شر الشائعات ومن كل الشرور والمصائب وجعلنا وإيّاكم من صفوة خلقه وأحسنهم خلقاً.. فالدنيا يوم لنعشه بأخلاقنا الرفيعة.

تعليق عبر الفيس بوك