وحيداً أرصدُ ظلّي


المهدي الحمروني| ليبيا

ادع لي
أن أكون أنا
حين أقرأ وحيك
لأن عطرك سينثر نبرة حضورك
في صوتي
ببحٍّ هجين
كيف ماكنت!
كوني ما أحسسته عن قرب
كالروح القابضة على الروح
كوني في محراب استيعابك لجوهر سؤال التنزيل
خذي القصيد بقوة
إلى خاصة الوحي
وقدّاس التقاة
ومقامات المرسلين
ومنزلة خطاب التصوف
أىُّ قصاصٍ أناله منك على مصاف وجودي؟
وأيُّ حدٍّ يقيمه سيفك على عذل التماسي؟
كم أنت كثيرةٌ على هذا الكون
وشحيحةٌ على نصٍّ يتهيّأُ لقدومك
متلعثماً على عتبة سن رشده
يُرتّبُ صلاته الطاعنةُ في البوح
لانتهاز مساء براحٍ خليٍّ ومقمر
لاينبغي لك الردة عنه
كنبيةٍ لم تهتدي لمن بُعِثت بعد
ستتقين الله فيه
وتدخلين بيته آمنةً مبايعةً
وملكوته الهامس بمسارب دمي
يهدم أسواره لفوج فتحك العظيم
ويحطّم أوثانه لعفوك الصافح

ها أنا بأوبةٍ من ثواب
في كامل عافيتي
أجدني بحاجةٍ ماسة لتشخيصك
أفتقدك كما لو أنني فطيمك
كما لو أنك منزوعةً عنوةً مني
في أوزار الحرب
وغبار النزوح
كتولّي أصدقاء قدامى عن صراطٍ ألوفٍ من الشوق
أيُّ نخاسةٍ تُجَرجَرُ الروح صوبها
بعيداً عن أسرك الناعم
وأيُّ زنازين يُطلق إليها سراح الخطى
في ربقة انتظارك الجائر
أكشفي عن حجابك لمرةٍ واحدة
كمنتصف آبٍ صيفٍ مقمر
على أُهبة ذكرى مولدي
لحائطٍ يغادره المعني
في طللٍ يستوقف الرثاء
كلجّةٍ بين مدٍّ وجزرٍ على صخرةٍ صلدة
من شرانق الأرق
ومسارٍ لمفازٍ لاينتهي في درب الريح
وحيداً أرصد ظلّي
لأحاوره بهذيانٍ شاب
لحُلمٍ مُسِنٍّ
يؤدّي لوهم
صداي

 

تعليق عبر الفيس بوك