ضيوف الرحمن


أحمد بن هلال العبري | سلطنة عمان

نفرَ الحجيجُ وقد بقيتُ مكاني
فهنا جَنانيَ راتعٌ بجِنان
//
وهنا اكتمالٌ كم سعيتُ لأجلِه
فالقلبُ عاشَ بخامسِ الأركان
//
من كلِّ فجٍ ها هنا تكبيرةٌ
لبَّى  بها رَغَبا ذوو الإيمان
//
وكأنَ مكةَ في بهاءِ جلالِها
تُنسي الغريبَ الشوقَ للأوطان
//
في مشعرٍ رحماتُه مشهودةٌ
بين الورى بتنزلِّ القرآن
//
أنا ما أتيتُ وإنما ربي قضى
توفيقَه فالحمدُ للرحمن
//
أنا ما وقفتُ كما يليقُ، وكم أرى
شيخا جرَتْ عيناه كالوديان
//
وعلى عصاه يسيرُ نحوَ حصاتِه
كي يستظلَّ وزادَ في الإذعان
//
عرفاتُه خُلدٌ وفي ساعاتِها
يرقى بكلِّ دقائقٍ وثواني
//
وأراه ينظرُ للسماءِ برغبةٍ
وبرهبةٍ كالنبضِ للخفقان
//
وأنا أُردِدُ في لساني ذكرَ مَنْ
بِسَناه تسعدُ في الحسابِ لساني
//
وأسيرُ للبيتِ الجليلِ مُلبّيا
وخُطاي عَطَّرها غبارُ مكان
//
وليَ المُنى بمِنى وأعظمِ ليلةٍ
بمبيتِ مُزدلِفٍ كما اليقظان
//
وأعودُ للركنِ الشريفِ  وكلما
ودّعْتُ أسودَه لثمتُ يَماني
//
وشربتُ زمزمَه بغرفةِ صائمٍ
لأعودَ منه بشربةِ الريان
//
رباه هذا عبدُكم بحماكم
فاكتبْ ليَ التوفيقَ بالغفران
//
واسكبْ عليَّ فيوضَ تثبيتٍ على
نهجِ الصراطِ وآيةِ الميزان
//
ميزانُ رحمةِ مُنعمٍ  وموفَقٍ
 للباقياتِ وجنةِ الرضوان  
 

 

تعليق عبر الفيس بوك