"من بابل إلى نيويورك".. الخوف والعنف والحب في الثقافات البشرية بين دفتي كتاب

 

عمّان- العُمانية

يضمّ كتاب "من برج بابل إلى أبراج نيويورك" مقالات وحوارات مترجمة من اللغة الفرنسية إلى العربية حول الخوف والعنف والحب.

وينطلق المترجم الجزائري مدني قصري كما يشي عنوان الكتاب، من الحضارة السومرية مرورًا باتجاه العصر الحديث، لمعاينة مشاعر الناس بين مفردات وإن بدت متضادة إلا أنها تتشابه في بواعثها. وهو ما أكده عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد في كتابه "الحب والحرب".يشتمل الكتاب على مقالات وحوارات مختارة من صحف ودوريات أجنبية، تنطوي على عمق فلسفي ووعي بالتاريخ وتحولاته، وتسعى إلى تنشيط فضول الإنسان وتزويده بجرعة من القلق، بسبب ما تنطوي عليه المشاعر الإنسانية من تعقيد، رغم محاولات الإنسان إخفاء ذلك.وفضلاً عن حسن اختياراته التي تكشف عن ثقافة واسعة، يتضح معرفة المترجم العميقة باللغة التي يترجم منها، ملامساً روحها بحكم معايشته لها، وهو بالإضافة إلى ذلك حاذق في اللغة العربية، يدرك ما تفتقر إليه من معرفة إنسانية تضيف إلى ألوانها لوناً جديداً.في التمهيد الذي يحمل عنوان "ماذا تفعل هذه الكلمات؛ آسف، شكراً، سامحني"، يقول المترجم: "إن العالم كله من حيث لا ندري من صنع أيدينا.

وإذا أردنا التغيير ينبغي أن نتخلى عن الأشياء غير الحسنة، وهذا لا يجعلنا مذنبين، وإنما يحمّلنا المسؤولية. وأن الإنسان ما يزال يقع تحت رحمة الغرائز النفسية، ويمكن أن ينقلب ضد ذاته".ويضيف: "المشكلة أننا إذا لم نقم بذلك التغيير للسيطرة على الأشياء السيئة، وإن لم نضحّي، فإننا من غير وعي سنقوم بدفع ثمنه من ذواتنا وبطريقة مأساوية".وتتناول المقالات والحوارات جملة من القضايا السياسية والفلسفية والجمالية، وهو ما تشي به عناوينها: "بين العدوانية الطبيعية والعنف" لروبرت مسراحي وأنرديه كونت سبونفيل، "من برج بابل إلى أبراج نيويورك" لأنيك دي سوزينيل، "التعليم وفلسفة السعادة" لبرونو جيولياني، "البشر لا يمكن أن يعيشوا من دون غذاء عاطفي" لبوريس سيرولنيك، "الحب طريقنا للحضارة" لبول سالومون، "الجمال تجل من تجليات الخالق" لجاكلين كيلين.

ويشتمل الكتاب أيضاً على مقالات مترجمة تتعق بالنفس البشرية والمشاعر وقضايا الإنسان، ومنها: "لولا الخوف لانقرض الإنسان، ولكن كيف تجاوزتُ الخوف" لكريستوف أندريه، "كواليس التحليل النفسي" لفرانسيسكو شامبينيو، "كن سعيداً وعش عمراً أطول" لكريستوف أندريه، "رسالة شامبوليون المصري" لكريستيان جاك، و"الانفعالات الديمقراطية" لمارثا نوسبوم.يشار إلى أن قصري ترجم عدداً من الكتب الفرنسية  إلى العربية، منها، "ما قاله يونج حقاً" (1996)، "فتاة البرتقال" (2003)، "القرن الحادي والعشرون لن يكون أمريكياً" (2003)، "سرّ الصبر" (2006)، "الحلم المكسور" (2010)، "سيكولوجية الإبداع" (2014) و"عالم أنّا" (2015).

 

تعليق عبر الفيس بوك