قصة قصيرة: دم أخضر


علي السباعي | العراق

1 - تلتمع أجساد الخيول المتعرقه تحت شمس الصباح الساطعة، الرجال فوقها مراجل مستعرة، عيونهم تدمع من فرط الريح القوية، على يمينهم كان النهر يجري مضطرباً محملاً بدوامات الغرين الحمر بلون/ الدم/.
2 - ترجل الرجال عن خيولهم هتف بهم رجل ربعة، تلتصف عيناه ببروق الشر:
((يا رجال! لنستل روح الغادر أمام عياله)) قعقعة الأسلحة بأيديهم، تعالت صيحات النسوة المستجيرة، صراخ الأطفال يملأ المكان استغاثة، الرصاص ينتهك السكون، دوامات التراب تتصاعد محتجة على انتهاك البارود، يسحب خلف جسده رجلاً كهلاً، رصاصات حاقدة اغتالت الصمت/ تدفق الدم/ الشمس تبكي دمها المراق/ ارتوت خيولهم بالدم/ وعادت قوية كالريح.
3 - انهمرت دموع الجياد، تكوي مقلها بتساؤل يتيم: ((لم قتلوه أمام نسائه وعياله؟))
4 - سائس الخيل يبكي أخاه، تساءل مخنوقاً بالعبرات: ((لماذا قتل الشيخ أخي؟)) تجيبه زوجته: ((ادعت زوجة الشيخ الصغرى أنه نظر لها باشتهاء)) ضرب كفه بظاهر فخذه حسرة، عيناه الحمراوان تغرقان في بحر الدمع، صاح مستاءً: - ((متى...؟)) تومي برأسها تسأله: ((ماذا؟)).
5 - تطلعت إلى الشمس الغاربة، وهي تعانق النهر، ذكَّرها لونها بمنظر / الدم/ بادرته متأثرة: ((لماذا لا نهرب؟)) توقف عن البكاء، يتلفت ذات الشمال واليمين، يجيبها مرتاباً:
((لأنني جبان يا امرأة…! جبان!!)).

 

تعليق عبر الفيس بوك