حيثيات.. وقراءات

يوسف عوض العازمي

 

"والمرء إذا لم تحبل به الكآبة ويتمخض به اليأس وتضعه المحبة في مهد الأحلام، تظل حياته كصفحة خالية بيضاء في كتاب الكيان". مصطفى لطفي المنفلوطي.

 

للأدب ونقد الأدب ونقد النقد الأدبي حيثيات ومتوافقات ومتناقضات، ومداخل ومخارج، إنك في هذه اللحظة تتحدث عن اللغة وحول اللغة ولأن اللغة وكيف اللغة، أي تدور وترجع وأنت حول هذه اللغة، واللغة هي أهم شيء يحتفظ به الإنسان، هي المتكلم بها، المكتوب بها، فرحتك هي لغة، وغضبك هو لغة، هي اللغة التي نكتب بكلماتها ما تكنه المشاعر إلى شعر، رأس ماله ومحتواه هو اللغة، إذا كان الماء قد خلق منه كل شيء، فاللغة هي الناقلة الأمينة لكل شيء في خاطر ولسان وقلب الإنسان.

تندرج حول هذه اللغة لهجات، وألسنة وحتى الكلمة تتغير وتتبدل عندما تكون في حالة الضحكة أو تخفيض الصوت أو رفعه، الإيحاء له رنة داخل النفس، اللفظ المنفرد له ألف معنى في عدة حالات، إحالة المعنى لحاله الأول يرتبط بسياق الظرف الواقع، والنسق الصوتي في إلقاء الكلمة بحسب وقعها النفسي في النفس داخلا وعند اللفظ خارجا.

حتى في القراءات اللغوية في تشكيل الآراء المتشكلة بإيحاءات فكرية متفلسفة على أنقاض أفكار متأخرة تأرجحت بين السالب والموجب، والآتي والذاهب، والراغم والمرغم في مسارات الفكر العربي المعاصر المغلوب على أمره فكريا وثقافيا وفلسفيا وحتى دينيا!

كتابة المقال ليست كتابة تقرير روتيني، حصل كذا وسنعمل كذلك، بل المقال هو بذاته وبنيته الأساسية قطعة أدبية، بغض النظر عن مستواها، ولا تحدثني عن مقال لا يحمل رائحة أو نكهة أدبية، لأنَّ للمقال حق على الكاتب، بأن يجتهد للوصول لصيغة تميزه عن غيره من المقالات، لا بأس من اقتباس آية أو حديث أو قول أو حكمة، أو حتى ومضة قصيرة معبرة، حتى يشعر الكاتب قبل القارئ بأنه أمام اجتهاد أدبي، قد يصيب في جودته أو يخيب، وللكاتب وقتها أجران أجر المجتهد وأجر المحاول للاجتهاد.

alzmi1969@