◄ البرنامج يدعم الشباب في التحول إلى رواد أعمال يشار إليهم بالبنان
◄ "100 مبتكر عماني" ساهم في تحويل أفكار رائدة إلى مشاريع ناجحة على أرض الواقع
أكّد عدد من المشاركين في برنامج "100 مبتكر عماني" في نسخته السادسة الذي يقام ضمن فعاليات جائزة الرؤية لمبادرات الشباب (النسخة السادسة 2019)، أنّ البرنامج يسهم في تعزيز القدرات التقنية للمشاركين، ويضع أقدامهم على أول طريق الاختراع، وفق أسس علمية ومهنية رصينة.
وقالوا إن البرنامج الذي ينفذه خبراء ومتخصصون في مركز الاستكشاف العلمي بإبراء، يجسد الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، من خلال الشراكة بين جريدة الرؤية وشركة أوكسيدنتال عمان- الراعي الحصري للجائزة- من جهة، ووزارة التربية والتعليم المشرفة على مركز الاستكشاف العلمي بإبراء من جهة أخرى، مشيرين إلى أن البرنامج يحفز الطاقات الإبداعية لدى الشباب ويساعدهم على إطلاق العنان لإبداعاتهم، وهو الشعار الذي ترفعه جائزة الرؤية لمبادرات الشباب.
إبراء- العنود المحروقية
وقال شهاب بن حمد الشافعي -مشارك في دورة مئة مبتكر عماني 6- أن المبتكر قادر على أن يتحول إلى رائد أعمال، موضحا أنّه شرع في ابتكار جهاز لإعادة تدوير الإطارات وتحويلها إلى عوازل صوت وحرارة ومياه للمباني. وأضاف أنّ لا قيمة لفكرة المبتكر بدون العمل عليها وبذل الجهد والعرفة، فالفكرة إن لم تتجسد واقعا فلا قيمة لها ولن يصبح بمقدور المبتكر أن يصبح رائد أعمال إلا إذا سعى في إنزال ابتكاره على أرض الواقع ومن ثمّ السوق؛ كما يجب أن تكون الفكرة من مشكلة أو طلب، وتكون متلائمة مع القوانين والتشريعات وأن يكون المبتكر ملماً ببعض مهارات ريادة الأعمال".
ودعا الشافعي المؤسسات المختصة إلى الأخذ بأيدي المبتكرين ورسم خارطة لهم وعمل التسهيلات اللازمة لتحويل الفكرة إلى منتج يوجد في السوق ومتاح للجميع. ففي الوقت الراهن ممكن ولكن تقتصر على بعض المجالات بسبب عدم توفر البيئة المناسبة والكوادر القادرة على الأخذ بيد المبتكرين وتحويل أفكارهم إلى منتجات من الممكن دخولها إلى السوق.
وقال حاتم بن عبدالله الحاتمي -مشارك في دورة مئة مبتكر عماني- إنّ العمل الأساسي في تميز رائد الأعمال عن غيره من المنافسين هو الابتكار. فالمعروف أنّ الابتكار هو خلق منتج جديد من العدم يكون حلا لمشكلة يواجها الناس حتى يساعدهم في التخلص منها؛ لكنه لا يقتصر على ذلك فحسب وإنما هو العمل على ما هو موجود ليتلاءم مع التطور الحضاري في مجتمعاتنا. وأضاف: "أؤمن بأنّ المبتكر قادر على أن يصبح رائد أعمال بشرط الاستمرارية ليكمل جميع المراحل المطلوبة لكي يصبح رائد أعمال لتكون له بصمته على البلد الذي يعيش فيه. وأردف الحاتمي أنّ العالم يزخر بأصحاب الأفكار لكنّ الفكرة لا تعني شيئا في ريادة الأعمال مهما كانت عظيمة في نظر صاحبها؛ إلا إذا كانت تتمتع بقابلية التنفيذ، مستشهدا بمقولة ألبرت آينشتاين: "ليست الفكرة بأنني فائق الذكاء بل كل ما في الأمر أنّي أقضي وقتا أطول في حل المشكلات"، مشيرا إلى أنّه إذا كان الإنسان قادرا على تنفيذ فكرة تحل مشكلة يواجها الناس في مجتمعهم فهناك فرصة لتصبح هذه الفكرة منتجا في الأسواق.
تحديات الابتكار
من جهتها، أكدت العنود بنت خلفان الشيادية -مشاركة في دورة مئة مبتكر عماني- أن هناك الكثير من التحديات والعوائق التي من الممكن أن تمنع المبتكر من أن يصبح رائد أعمال، ولكن إذا كان الإنسان يملك الطموح أو الفكر الذي اكتسبه خلال التعليم والتطوير والتدريب المستمر فيمكنه أن يصبح رائد أعمال. وقالت إنّ على رائد الأعمال أن يحمل في جعبته أفكارًا رياديّة متميّزة فعلا ويسعى إلى تطبيقها على أرض الواقع؛ لذلك ينبغي على رائد الأعمال أن يكون مبتكرا إلى حدٍ ما فهي صفة تكاملية ضرورية ليصبح قادرا على إيجاد حل للمشكلات، ويجب أن يحمل المبتكر فكرة يؤمن بها.
أمّا لميس الحنشية - مشارك في الدورة- فترى أنّ التكاليف المالية هي من أكبر التحديات التي المبتكر فهناك بعض المشاريع التي تحتاج إلى سيولة مالية بشكل مستمر، كما يصعب على المبتكر في بداية الأمر تأمين راتب مناسب له من العمل؛ لذلك من الأفضل إذا كنت على رأس العمل عدم ترك العمل إلا عند التأكد من النجاح والاستمرارية وتأمين جميع المصاريف اللازمة لإدارة المشروع ومنها راتبك الخاص.
ويوضح البراء بن حمد البدوي أن فرص تحويل أحلام المبتكرين وإبداعاتهم إلى مشاريع ترى النور وتعود بالفائدة عليه وعلى مجتمعه رهينة بتوافر البيئة المناسبة للتطور، معتبرا أنّ برنامج المئة مبتكر عماني يقوم بدور رائد في هذا الصدد. وقال: "نعاني كمبتكرين من هذه المشكلة ونناشد الجهات المختصة بتأسيس حاضنات للابتكار تدعمنا وتساعدنا على طرح أعمالنا في السوق والمنافسة محليا ودوليا؛ لنقود عمان نحو مستقبل متطور ومزهر".
فيما قالت تهاني الشعيلية إنّ العصر الذي نعيش فيه هو عصر الإبداع والتكنولوجيا ولا مجال للتراخي؛ فمن لا يتقدم ويواكب متطلبات العصر سيتقادم بلا شك، وحري بالشباب الذين يمتلكون مهارات الإبداع والابتكار أن يعملوا على تطبيق أفكارهم، موضحة أنّ القرن الحادي والعشرين مليء بالفرص التي تمكن الشباب من تطوير أفكارهم وإخراجها للعالم كمنتج تستفيد منه الإنسانية، علما بأنّ السلطنة لا تدخرا جهدا في سبيل تحفيز الشباب لإنزال ابتكاراتهم وإثبات ذواتهم في هذا المجال الواعد، فهناك جهات عديدة تهتم بشأن الابتكارات في السلطنة وتحتضن أفكارهم لتعينهم على ولادتها كمنتج يتحول من حلم إلى حقيقة ومن خيال إلى واقع يسهم في تطور الحياة ويختصر على الإنسان الكثير من الجهد والوقت والمال، فالعالم يفاجئنا كل يوم بابتكارات جديدة.
وترى الشعيلية أنّ تضافر جهود الجهات الحكومية والخاصة والمبادرات الأهلية في السلطنة من شأنه أن يخلق جيلا مبتكرا، وبلادنا الحبيبة عمان تزخر بالكثير من العقول التي تمثل كنوزا بشرية يجب أن تستثمر فهي مستقبل البلاد؛ لا سيما في ظل حاجة السلطنة لتنويع مصادر الدخل، مؤكدة أنّ الاستثمار في العقول البشرية والاهتمام بالناشئة من الروافد الحقيقية للتنمية. وأثنت الشعيلية على برنامج المائة مبتكر عماني، وقالت إنّه يأتي ضمن الجهود المقدرة التي تؤتي ثمارا ابتكارية على مدى سنوات، فقد استفدنا من التجارب والبرامج المنفذة والتي ساهمت في توسيع مداركنا وزادت من همتنا وزرعت فينا العديد من القناعات وصقلت مهاراتنا، وكانت بمثابة خارطة طريق. فقط أرجو توسيع هذه المبادرة الرائدة لتشمل عددا أكبر وأماكن أخرى بالسلطة لاكتشاف المزيد من العقول المفكرة.