تشريع للحد من حوادث الإبل السائبة

ناصر بن سلطان العموري

 

حوادث فظيعة ومآسي تشهدها طرقنا نتيجة الإبل السائبة وكم من أرواح فقدت وعوائل فجعت نتيجة تلك الحوادث، ويأتي قائل ليقول إن إحصائيات الحوادث الخاصة بالإبل قليلة ونرد عليه وهل أرواح البشر رخيصة حتى تقاس بإحصائيات؟! هذا إن صدقت الإحصائيات من الأساس.

والسؤال هنا لماذا هذا الصمت والسكوت من جانب الجهات ذات العلاقة فهل ينبغي للأمر أن يكون ظاهرة مستمرة لكي ترتفع نسبة الضحايا حتى يتم التحرك؟ في عام ٢٠١٦ ظهر خبر على مواقع التواصل الاجتماعي مفاده أنّ السلطنة بدأت في وضع ملصقات ضوئية على الإبل للحد من حوادث السير.. مبادرة ظاهرها جميل ومفيد للغاية ولكن ماذا بعد؟! ... لم نر بعدها أو نسمع عن المشروع شيئا، وكأنه أجهض في مهده ومن غير مرتادي الطرق من السائقين. وحتى إن افترضنا أنّ المشروع ما يزال قائما فلماذا لا يعمم على كل المحافظات لاسيما تلك التي تُشتهر بتربية الجمال وبكثرة عزب الإبل فيها ويا حبذا هنا أن تتدخل الجهة المانحة لتراخيص العزب بأن تكون بعيدة عن الطرق لاسيّما الرئيسية منها ذات الكثافة حتى لا تتسبب في حوادث مميتة. وحقيقة سمعتها بنفسي من أحد أصحاب الإبل أنّهم يخشون على إبلهم أن تفلت منهم وتعبر الطرق وهي دواب لا تعي ولا تفهم، فالواضح هنا أنّ الفائدة مشتركة في أبعاد العزب عن مرمى الشوارع فلا حوادث تقع نتيجة الإبل ولا إبل تفقد نتيجة قرب الشوارع.
من التجارب التى نالت إعجابي تجربة ولاية رخيوت بمحافظة ظفار فهي تعتبر من أنجح التجارب الأهلية في مجال حجز الإبل خلال موسم الخريف وهذا من شأنه تحقيق أهداف عدة منها. 
- الحفاظ على أروح البشر من مرتادي الطرق لاسيما عند المرور على ولاية رخيوت من مخاطر الإبل السائبة 
 - إراحة المراعي وإعطاء الطبيعة فرصة لنمو النباتات الرعوية.
كما أنّ لبلدية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية فكرة جميلة من خلال إعلان يحذر ملاك الحيوانات السائبة من تركها تتجول عبر الأحياء السكنية والشوارع وإلا سوف تتعرض للإجراءات القانونية المتبعة في هذا الشأن، وياليت مثل هذه الإعلانات لو يعاد نشرها وتوزع مرة أخرى عبر أكثر من محافظة تشتهر بتربية الإبل.
تجربتا ولاية رخيوت وجعلان بني بو علي يجب أن تعمم على سائر المحافظات، ويتم تبنيها من الجهات الحكومية ذات العلاقة ليس في موسم الخريف فحسب بل طوال العام فمثل تلك التجارب متميزة للغاية وتحد من حوادث الحيوانات السائبة ومنها الإبل بطبيعة الحال.
أيضًا اقترح أحدهم عليّ إقامة حظائر للجمال السائبة بمتابعة من وزارة البلديات الإقليمية ممثلة في بلدية كل ولاية يتم فيها ترقيم الجمال السائبة بوشم لا يمكن إزالته يتم بعدها تغريم صاحبها في حالة مراجعته وتغليظ المخالفة إن عاودت الكرة ومعرفة ذلك من خلال الرقم المدوّن عليها وفي حال لم تتم المراجعة بعد وقت معلوم تعرض الإبل للبيع عبر مزاد علني.
نداء للجهات التشريعية والقانونية هل سنرى قريبا قانونا أو تشريعا يدين تسريح الجمال والمواشي السائبة في الشوارع؟! الهدف منه بالطبع مزدوج؛ فهو يحافظ على أروح مرتادي الطرق من مخاطر الإبل السائبة من ناحية، ويحافظ على قطعان الإبل والتي تعتبر ثروة لأصحابها وموروثا شعبيا للبلد من ناحية أخرى.

تعليق عبر الفيس بوك