يمر الموت مختالا من هنا


مها دعاس | سوريا

ما من شيء يستوجب كل هذا العنف بين مخالب العمر والحطاب
تقول الشجرة التي نزفت دما أسودا على الأرض الميتة
ظل يتدفق من شرايينها حتى حفر فيها ساقية تئن كلما مر من قربها فأس

عند الساعة السابعة صباحا
حينما يمر الموت مختالا من هنا
تستيقظ قطة مسكينة لم تنم جيدا بالأمس بعد أن أقلقها أنين الشجرة المذبوحة ونباح كلب مسعور

الشمس تفتح عيونها بخجل ،بنصف استيقاظ وعلى عجل من شروقها تجدد الحضور
أطفال عاديون يذهبون إلى المدارس
بشكل عادي مثل أي يوم عادي
يوميات بلا كوارث قيد الحدوث أو الإنتظار
بلا ترقب لأي نوع من أنواع الموت

أي رفاهية تلك ؟
أي يوم عادي بامتياز لا يتوارون فيه خلف كوابيسهم ؟

أدخل الآن إلى الشارع الخلفي
الممرات مرصوفة بآثار العابرين مسرعين دون أن يتركوا حزنا يجر ذيوله خلفهم

بلبل  يعانق المدى و يسقي الصباح صوته
بين حبيبات الندى المتساقطة على أجنة الورد يغفو كائن صغير جدا يغازل النسمة بنعومة
حشرات ناعمة و سنجاب يسابق الفرح
منوال توازن  الكون يجدد انتماءه للملكوت

أعد الأرصفة و حجارة الشارع الرتيبة
أصغي لهذا التناغم المثالي بين روح الوجود و مخلوقاته
بين مكنونات الجرح الغائر وهذا الجمال وأتساءل
من أين تأتي كل تلك الكراهية على هذه الأرض ؟
كيف نحارب هذا القبح ؟

حجرة، حجرة
أقف عند الرقم عشرة ماضية في ذهولي وهذياني
عند الرقم عشرة تماما يقول  لي النهر العابر لجسد المكان  وهو يرمقني باستغراب
ماذا تفعلين هنا أيتها النشاز؟

 

تعليق عبر الفيس بوك