23 يوليو.. يوم خالد في نفوسنا

 

عباس المسكري

 

 في كل عام منذ تسعة وأربعين عاماً تُشرق شمس يوم الثالث والعشرين من يوليو في قلب كل مواطن عماني، إنِّه اليوم الذي وبكل فخر واعتزاز نقول إننا ولدنا فيه، يوم سجل فيه التاريخ ميلاد شعبٍ في صدر الشمس، اليوم الذي أقبل فيه فارس عُمان الأول على صهوة جواده منادياً بأعلى صوته،، يا شعبي العزيز إني قادم لكم ولأجلكم، من أجل عُمان التاريخ والحضارة والعراقة، فهذا اليوم الذي ينتظر إشراقة شمسه أبناء عُمان بكل لهفة وشوق، يعني الكثير والكثير لأبناء هذا الوطن الغالي، إنِّه يوم خالد محفور في قلوب الأوفياء من أبناء عُماننا، إنه يوم المجد العماني، يوم بزوغ شمس النهضة العُمانية المباركة، اليوم الذي أتى فيه فارس السلام على صهوة جواده حاملاً شعلة العلم ومعول البناء ليُرسي قواعد التقدم والازدهار. ها نحن نحتفي بمضي تسعة وأربعين عاماً، على مقدم سلطان القلوب بشعلة العلم، نحتفي بمقدم رجلٍ أشار إليه العالم بالبنان، وأحبه الجميع بقدر حب شعبه له، تسعة وأربعون عاماً وهو يحمل على كاهله هم وطن ومواطن، فمنذ عز شبابه كان لنا الأب والأخ والصديق، وسهر الليالي وقطع البراري، تاركاً القصور ورفاهيتها خلفه ومن أجل وطنه ومواطنه، نعم لقد جاب الصحاري ليقضي الشهور في خيمة من أجل أن يكون قريبًا منِّا، وفتح لنا قلبه قبل أذنيه وأنصت لنا جميعاً، ووقف مع الكبير وأنحنى ليسمع الصغير، شمَّر عن ساعده، وتنقل من مشروع إلى مشروع ليُتابع مسيرة البناء لهذا الوطن الذي أخرجه من عالم الجهل والظلام إلى عالم العلم والنور، داهمته العلل والأسقام وتحمَّل كل ذلك من أجل أن يجعل من دولته وطناً للمحبة والسلام، مدَّ جسور الصداقة والمحبة واستطاع أن ينجو بوطنه من تيارات الفتن وجنبها ويلات الحروب في زمن تُعاني فيه البلدان وتقاسي الشعوب، فجعل من عُمان واحة للأمن والأمان وغدت مرتعاً للود والوفاق، احترمته الشعوب قبل الحكام ورافق اسمه كل معزوفة للسلام، حبه الجميع وتمنوا أن يكون لهم ولياً للأمر، عشقوه عشقاً لم يحظ به سلطان ولا حاكم من قبل، وعندما قدَّر الله له أن يصاب بوعكة صحية أقيمت الصلوات من أجل الدعاء له في كل مسجد ودير وفي كل شبر من هذه المعمورة كل على حسب ديانته، لأنهم يؤمنون بأنَّه رجل الإنسانية وحكيم الأمة بأكملها، ويؤمنون أيضًا بأنه الوحيد الذي استطاع أن يجعل من وطنه معشوقة للجميع في هذا الزمان الذي قلَّ ما تجد فيه شخصاً مثله بذكائه وحكمته وحنكته، فهو فعلاً الرجل الذي يحمل فكرًا ثاقباً وبُعد نظر في سياسة السماحة والتوازن. تسعة وأربعون عاماً وهو واهب كل حواسه من أجل عُمان وأبناء عُمان، فلقد أولى كل اهتمامه بل جعل سعادتهم فوق كل شيء وما زال يعمل ليلا ونهارا من أجل الوطن والمواطن فهما بالنسبة له كل شيء، جاعلاً من أمن عمان ومواطنها وكل من داس ترابها مسؤولية على عاتقه يسهر الليل وعيوننا في عز نومها من أجل الحفاظ على أمنها واستقرارها، فكل عام يا وطني وسلطاني وأبناء وطني في خير وسؤدد، كل عام وأنتم في أمن وأمان واستقرار، وحفظ الله عُماننا الغالية، كل عام وقائدنا ووالدنا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يلبس ثوب الصحة والعافية وأعاد الله عليه وعلينا هذا اليوم أعواماً وأعواماً، كل عام وأنتم يا أبناء وطني في تقدم وازدهار. كل عام وعمان المحبة ينبض بحبها كل قلب محب للسلام والتسامح، كل عام نجعل الثالث والعشرين من يوليو يومًا خالداً في نفوسنا.

تعليق عبر الفيس بوك