الاحساس العربي.. سر الفرحة باللقب الجزائري

 حسان عمر ملكاوي

 

 

بالامس القريب وفي احد المقاهي في سلطنة عمان الحبيبة، وبالنظر الى وجوه الموجودين عند كل فرصة وكيف كانت الفرحة باللقب الجزائري، او باستعراض قنوات التلفزيون ومتابعة الشارع المصري والجزائري بشكل خاص و العربي بشكل عام ولاحظنا الفرحة العارمة لدى الجميع ، واجد هذا الموقف مكرر لدي حيث انه مشهد مطابق لمشهد عشته قبل اشهر عندما تحقق الانجاز القطري ببطولة اسيا، استذكرت كلمات اغنية للمطرب الاردني بشار السرحان، واقتبس منها: انا في داخلي عربي، احساسيسي حكت عربي، لساني عزتي ادبي، نطق عربي، اذا سافرت في زمن ارى كل العرب وطني، والاقي فرحي الموعود بدون حدود، كأني مسافر لبلدي بداية رحلتي بلدي، نهاية رحلتي بلدي، بدون حدود، انا عربي، وعنواني بلاد العرب اوطاني انا بكل العرب مولود بدون حدود.

 

انتهى الاقتباس حقيقة كلمات صادقة تعبر فعلا عن الاحساس الذي نشعر والواقع الذي نلمسه فانا اردني المولد والجنسية، عماني الهوى، وعشقي عربي الهوية والعنوان، فنحن جميعا قضيتنا الاولى فلسطين الحبيبة، ونحمل هموما وافراحا مشتركة نتقاسم الوجع والبسمة معا، ولن يفرقنا صوت يغرد خارج هذا السرب او هذا الاطار ليخالف المسار والقناعة او يعكر صفو الاخوة والمودة او ينغص فرحتنا . وعودة على بدء اقول لقد شاهدنا جميعا الثناء والسعادة على نجاح التنظيم المصري لامم افريقيا بلد التاريخ والحضارة والنيل الذي من يزوره او يشرب منه يشتاق ويحن للعودة اليه نعم ابدعت ام الدنيا وهذا ديدنها دائما وكان الاخوة في مصر السند والداعم واهل الفزعة لكل منتخب عربي ، وقبلها النجاح الامارتي منقطع النظير لبطولة امم اسيا، بتنظيم فيه من الابهار والابداع ما يحتاج كتب وليس مقال ، فالتحدي موجود والصعوبات كثيرة والحدث كبير، ولان القدرة العربية اكبر، نحجت بشكل ابهر العالم واستحق منه الثناء والاشادة، وكلي ثقة بان قطر استحقت منحها حق تنظيم الكاس العالمي ٢٠٢٢.

 

وعلى مستوى اللقب فالمنافسة شرشة والخصوم لديهم الكثير من القوة والمهاراة والامكانيات، لكن الاصرار والعزيمة وتكاتف الجهود وتوحد القلوب وتحديد الهدف وانصهار الفرد ضمن المجموعة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، او النجومية الفردية، جعلت اللقبين الاسيوي والافريقي لصالح العرب ممثلين بقطر والجزائر، بل ان العرب حصدوا معظم جوائز البطولتين، وكان الحضور العربي متفوقا بالمجمل. ضمن الاطار والفلسفة السابقة، كان الحضور العربي حضورا مبهرا مشرفا. لذلك نقول شكرا لكل المنتخبات المشاركة، وشكرا للدول المستضيفة ومبارك للعرب والدول المتوجة والفائزة.

 

ورغم فرحتي بالانجاز الا انها كانت اقل من فرحتي بما شاهدت من احساس عربي مشترك وتوحد قلبي وفطري، دون تصنع او رياء، واقول انني لست شاعرا ولا اديبا ولكن حتى لو كنت، فانني اجزم انني لن اعطي الانجاز حقه، ولن استطيع توصيف الحالة والجهد والتضحيات والقدرة على مجابهة التحديات والصعوبات، سواء للمنتخبات المشاركة او الدول المستضيفة، ولن استطيع التعبير عن الشعور والفرحة بالتتويج، والذي انطلق من القاهرة العزيزة وكان ظاهرا وحاضرا لدى كل العواصم والمدن العربية. والله اسال مزيدا من التوفيق والانجاز والتقدم العربي.

 

وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية

 

 

تعليق عبر الفيس بوك