المشروع يضاعف إنتاج النفط المكرر محليا

"مصفاة الدقم".. خطى متسارعة نحو آفاق أوسع لصناعات النفط في السلطنة

...
...
...

الهذيلي: 600 فرصة عمل للشباب العماني مع بدء التشغيل

 

34 مليون دولار قيمة الأعمال المسندة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

 

92 مليون دولار مشتريات مواد مصنعة محليا

 

 

 

الرؤية – نجلاء عبدالعال

 

قال الدكتور سالم بن سيف الهذيلي الرئيس التنفيذي لمصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية إنّ العمل يسير بوتيرة جيدة جدا في مشروع المصفاة، وبلغت نسبة الإنجاز في المشروع حتى الآن 25% وحقق 15 مليون ساعة عمل بدون إصابات مضيعة للوقت، مشيرا إلى أنّ المشروع يحقق العديد من الأهداف على المستويين المحلي والإقليمي والدولي، ومنها توفير نحو 600 فرصة عمل للعمانيين مع بدء تشغيله.

وقال الهذيلي إن مشروع مصفاة الدقم يهدف إلى تعزيز الطاقة التكريرية للسلطنة من خلال تكرير 230 ألف برميل من منتجات النفط الخام يوميا وتغطية الاحتياجات اليومية المحلية والإقليمية والعالمية من منتجات الطاقة المختلفة. كما يهدف المشروع إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للموقع الجغرافي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، على مفترق طرق التجارة العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يهدف البرنامج إلى تحفيز قيام المشاريع الاقتصادية المختلفة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي ستساهم في تنويع مصادر الدخل القومي للسلطنة وخلق فرص التوظيف المباشرة وغير المباشرة للشباب العماني وخلق فرص الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وحول مسيرة المشروع أوضح الهذيلي أنّ الدراسات والتحضيرات الأولية لمشروع مصفاة الدقم بدأت في العام 2012، وفي العام 2018 تمّ إرساء عقود الهندسة والمشتريات والإنشاءات لحزم المشروع الثلاث لعدد من الشركات الإقليمية العالمية المتخصصة في هذا القطاع. كما تمّ خلال العام 2018 وإصدار إشعار البدء في تنفيذ المشروع للمقاولين وإنجاز الإغلاق المالي للمشروع بنهاية نفس العام والذي بلغ 6 مليارات و4 مليارات دولار أمريكي من مجموعة من البنوك ومؤسسات التمويل العالمية والإقليمية والمحلية. ويتوقع بدء التشغيل التجريبي للمشروع بنهاية العام 2021

وأكد الهذيلي أنّ عدد موظفي مصفاة الدقم يبلغ حاليا أكثر من 140 موظفا، وتتجاوز نسبة التعمين 80 بالمائة من إجمالي عدد الموظفين. ويتوقع أن يساهم هذا المشروع بأكثر من 600 فرصة عمل مباشرة للشباب العماني عند بدء التشغيل. كما يتوقع أن يساهم في خلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل غير مباشرة في القطاعات الاقتصادية المختلفة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

ويعد مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية أحد المشاريع الاستراتيجية المشتركة بين شركة النفط العمانية وشركة بترول الكويت العالمية، ويقع في ولاية الدقم بمحافظة الوسطى، في الساحل الجنوبي الشرقي للسلطنة، حيث يحظى بموقع استراتيجي على طريق التجارة العالمية على بحر العرب والمحيط الهندي. وبموقعه على خطوط التجارة العالمية، وسيساهم مشروع المصفاة في الربط بين الأسواق العالمية في الشرق والغرب، وذلك من خلال توفير وصول أسرع لمنتجات الطاقة للأسواق العالمية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الجدوى الاقتصادية لها. 

وبهدف إنشاء مصفاة وقود بمستوى عالمي، فإنّ مشروع مصفاة الدقم يطمح إلى أن يكون حافزا للنمو الاقتصادي، وأن يساهم بشكل فاعل في تحقيق الرخاء والازدهار للسلطنة في المستقبل بإذن الله. كما يهدف إلى تحقيق أثر إيجابي في مسيرة التنمية الشاملة للسلطنة تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-. 

وباكتمال مشروع مصفاة الدقم، ستصل طاقتها التكريرية إلى 230 ألف برميل في اليوم لمختلف أنواع النفط الخام، حيث سيكون الديزل ووقود الطائرات والنافثا وغاز البترول المسال من المنتجات الرئيسية للمصفاة. وبموقعها الحيوي في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ستعمل مصفاة الدقم كمحرك أساسي لنمو المنطقة، وذلك من خلال توفير الفرص الاستثمارية للمشاريع الجديدة في المنطقة، والتي ستتداخل بشكل مباشر وغير مباشر مع عمل المصفاة.

وفي إطار حرصها على تعزيز القيمة المضافة لمشروع مصفاة الدقم، أعلنت الشركة مؤخرا عن إسناد مرحلة التصميم الأولي لمجمع الصناعات البتروكيماوية بالدقم. وقد تمّ إسناد مناقصة المشروع إلى شركة وود البريطانية للقيام بأعمال التصميم الهندسية الأولية لمشروع مجمع الصناعات البتروكيماوية بالدقم ووحدة استخلاص المواد السائلة من الغاز الطبيعي وأنبوب لنقل هذه المواد السائلة من مناطق إنتاج النفط، والذي يأتي ضمن نطاق عمل مجموعة النفط العمانية وأوربك. وسيتضمن نطاق العمل لمشروع مجمع البتروكيماويات وحدات وتقنيات متعددة من مرخصين عالميين للعمل في المراحل الأولى للمشروع.

ويساهم مشروع مجمع الصناعات البتروكيماوية في الدقم في تعزيز القيمة المضافة للمصفاة وتوفير البنية الأساسية لقيام العديد من الصناعات القائمة على المشتقات النفطية، الأمر الذي سيؤدي إلى ازدهار العديد من القطاعات الصناعية الأخرى وتعزيز الناتج الإجمالي المحلي للدولة، وخلق فرص عمل للشباب العماني وغيرها من الأهداف الإقتصادية البعيدة المدى وفق رؤية السلطنة للتنويع الاقتصادي 2040.

كما يساهم المشروع الوطني الهام إلى جانب مشروع مصفاة الدقم في تعزيز الإيرادات النفطية للدولة من خلال رفع الطاقة التكريرية للسلطنة لتصل إلى تكرير ما يقارب نصف مليون برميل من النفط الخام يوميا، بالإضافة إلى خلق فرص التوظيف للشباب العماني وتحقيق الأثر الدائري للمشروع ليشمل تنشيط العديد من القطاعات الاقتصادية المتعلقة بعمل المصفاة كالقطاعات الخدمية واللوجستية وقطاعات النقل وغيرها.

وقد نجحت جهود فريق مصفاة الدقم في تأمين مجموعة من القروض من عدد من مؤسسات التمويل العالمية والإقليمية والمحلية. ولا تعتبر عملية تمويل المشروع متعددة المصادر والتي تصل إلى 4.6 مليار دولار أمريكي الأضخم في تاريخ السلطنة فحسب، وإنما تتجاوز ذلك لتكون الأكثر توافقا مع قواعد الشريعة الإسلامية في السلطنة والتي وفرتها مجموعة من المصارف وشركات التمويل الإسلامية. تم توفير هذا التمويل من 29 مؤسسة تمويل مرموقة من 13 دولة وبضمانات من ثلاث مؤسسات ائتمان عالمية كبرى، لضمان ثقة الممولين العالميين والإقليميين والمحليين بالأداء الاقتصادي للسلطنة ولنيل ثقة المستثمرين بنجاح المشروع بإذن الله.

ويتميّز المشروع بأنّه أول مشروع استثماري عابر للحدود في منطقة الشرق الأوسط في مجال مصافي النفط، كما أنّه أول مشروع مشترك بين شركات نفطية مملوكة لحكومات في منطقة الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر مشروع مصفاة الدقم الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والذي يتم بموجبه تكرير النفط الخام لدولة في دولة أخرى بموجب تعاقدات طويلة الأمد.

ويتكون مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية من ثلاث حزم، حيث تتضمن الحزمة الأولى وحدات المعالجة الرئيسة للمصفاة فيما تتكون الحزمة الثانية من المرافق والخدمات الداعمة للعمليات التشغيلية للمصفاة والتي منها على سبيل المثال مبنى مكاتب الشركة.

أمّا الحزمة الثالثة فتشمل منشآت تخزين وتصدير المواد البترولية السائلة والسائبة في ميناء الدقم ومنشآت تخزين النفط الخام الخاصة بالمصفاة في رأس مركز وخط أنبوب نقل النفط الخام بطول 80 كلم من رأس مركز إلى مصفاة الدقم. وقد أسندت بالفعل مشروعات ضمن حزم المشروع، حيث أسندت في الحزمة الأولى (وحدات المعالجة الرئيسة) لكل من شركة تاكنيكاس روينيداس وشركة دايو للهندسة والإنشاء، وفي الحزمة الثانية (المرافق والخدمات) لشركة بيتروفاك العالمية المحدودة وشركة سامسونج الهندسية، وفي الحزمة الثالثة (المرافق الخارجية) لشركة سايبم العالمية وسي بي آند آي.

وصممت المصفاة لإنتاج طيف واسع من المشتقات النفطية، بوحدات تكسير وتفحيم هيدروكربونية تستخدم تقنيات متطورة وذات جدوى اقتصادية عالية، مدعومة بتقنيات متقدمة ومرخصة من مؤسسات عالمية. وقد تم إسناد عقود الهندسة والانشاءات والمشتريات لمتعاقدين عالميين. وقد أصدرت إشعارات البدء في تنفيذ المشروع للشركات المتعاقدة في شهر يونيو الماضي.

ويهدف برنامج القيمة المحلية المضافة لمشروع مصفاة الدقم إلى تحفيز قيام المشاريع الاقتصادية المختلفة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي ستساهم في تنويع مصادر الدخل القومي للسلطنة وخلق فرص التوظيف المباشرة وغير المباشرة للشباب العماني، وخلق فرص الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما يهدف البرنامج إلى تحقيق الفائدة القصوى من المشروع لدعم القطاعات التنموية بالمحافظة الوسطى وبقية محافظات السلطنة، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومقاولي المجتمع المحلي، من خلال إسناد بعض أعمال التوريد والإنشاءات لهذه المؤسسات.

وضمن مكوّنات برنامج مصفاة الدقم للقيمة المحلية المضافة، خصصت مصفاة الدقم 10٪ من إجمالي قيمة عقود مشتريات وخدمات المشروع في كل حزمة للمؤسسات المحلية الصغيرة والمتوسطة. وبشكل عام، سيتم إعطاء الأولوية للسلع "المصنوعة في عُمان" في مرحلة التشييد، مع تخصيص 20٪ من عقود مشتريات وخدمات المشروع في كل حزمة لتوريد المنتجات المحلية.

وتنفيذا لخطط برنامج مصفاة الدقم للقيمة المحلية المضافة، حققت بالفعل إنجازات مميزة حتى الآن حيث بلغ معدل التعمين في شركات الحزم الثلاث للمشروع والشركات الفرعية المتعاقدة معها نسبة 5% و38%، وبلغ إجمالي المبالغ المصروفة على الأعمال المسندة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية حوالي 34 مليون دولار أمريكي، وتتضمن بعض هذه الأعمال تسوير أرض المشروع وتقديم خدمات الصرف الصحي للمياه وتوفير مياه صالحة للشرب وغيرها، ووصل إجمالي المبالغ المصروفة على المواد المصنعة في السوق العماني حوالي 92 مليون دولار أمريكي وتتضمن الكابلات والأدوات الكهربائية وغيرها من المواد، فيما وصلت المبالغ المصروفة على السلع المصنعة خارج السلطنة والموردة بواسطة موردين محليين ما يقارب 11 مليون دولار أمريكي كالمضخات المتخصصة للمشروع، وتم إسناد أعمال لتقديم خدمات من شركات السوق المحلي بمبلغ يقارب 800 مليون دولار أمريكي لأنظمة المراقبة البيئية والأعمال الإنشائية للمشروع.

وفي مجال برامج التدريب والتطوير المرتبطة ببرنامج مصفاة الدقم للقيمة المحلية المضافة، فقد استقبل برنامج التدريب من أجل التطوير 190 من الكوادر العمانية في مختلف مجالاته، بينما استقبل برنامج التدريب المقرون بالتوظيف 500 شاب وشابة عمانية. كما استقبل برنامج المنح الدراسية الذي تم الإعلان عنه مؤخرا والذي يقدم أكثر من 100 منحة دراسية محلية ودولية 392 طلبا للمنح الدراسية الداخلية، واستقبل البرنامج 466 طلبا للمنح الدراسية الدولية.

وحول آلية تنفيذ برنامج مصفاة الدقم للقيمة المحلية المضافة قال الدكتور سالم الهذيلي الرئيس التنفيذي إنّه للتأكد من التزام الشركات المقاولة بتنفيذ تفاصيل برنامج مصفاة الدقم للقيمة المحلية المضافة، تقوم الشركات بتقديم تقارير ربع سنوية للشركة وفق آلية محددة تضمن التزام الشركات المقاولة بتطبيق سياسة القيمة المحلية المضافة للشركة. مشيرا إلى أنّ مشروع مصفاة الدقم بادر بإطلاق برنامج القيمة المحلية المضافة في مرحلة الإنشاء، حيث تمّ صرف المبالغ خلال فترة وجيزة من إطلاق البرنامج وهي ثمانية أشهر. 

وبجانب برنامج القيمة المضافة فإنّ مصفاة الدقم وضعت برامج للاستثمار الاجتماعي، شملت عدة مبادرات منها مبادرة معرفة ومبادرة النوخذة، والتي تستهدف فئة الشباب الباحثين عن عمل وطلبة الكليات والجامعات لتزويدهم بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل من خلال عدد من الدورات التدريبية التي تهدف إلى صقل خبراتهم وتنميتها. كما نفّذ فريق الاستثمار الاجتماعي بالمصفاة برنامج علوم المصفاة لطلبة مدارس محافظة الوسطى لتعريفهم بطريقة عمل المصفاة بشكل مبسط ومحبب لهم لتشجيعهم على اختيار التخصصات العلمية في المستقبل، والحصول على فرص وظيفية في مشروع المصفاة في المستقبل. كما كان لبرنامج النوخذة الأثر الإيجابي الكبير في صقل خبرات ومهارات طلاب المدارس. وقد نفّذت المصفاة مؤخرًا مبادرة بيئتي لتنظيف شواطئ ولاية الدقم ونشر الوعي البيئي في المجتمع المحلي.

ومنذ بدء المشروع استطاعت المصفاة أن تنال جوائز دولية مرموقة ومنها جائزة بي أف آي، وجائزة آي جي، وجائزة تي أكس أف كأفضل صفقة في قطاع النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وجاء الفوز بعد نجاح الإغلاق المالي للمشروع والذي حقق توفير تمويل للمشروع في شهر ديسمبر من العام الماضي. وإقليميا فاز المشروع بالجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية عن فئة الشراكة والتعاون، وذلك تقديرا للجهود المبذولة من الشركة في هذا المجال.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z