سعادة لي لينج بينج سفيرة جمهورية الصين الشعبية لدى السلطنة لـ"الرؤية":

تدشين أول مصنع صيني بالدقم أغسطس المقبل

وضعنا الدقم في قائمة العشرين منطقة نموذجية للتعاون الدولي

الرؤية – نجلاء عبدالعال

كشفت سعادة لي لينج بينج سفيرة جمهورية الصين الشعبية لدى السلطنة أن أول مصنع في المدينة الصناعية العمانية الصينية في الدقم سيجري تدشينه في السادس من أغسطس المُقبل، وأن العام الجاري سيشهد تدشين ما بين 8 إلى 10 مصانع في المدينة، بالإضافة إلى المزيد من الاستثمارات في العام القادم.

وقالت سعادتها في تصريحات خاصة لـ"الرؤية" إن سلطنة عُمان يحق لها أن تفخر بما حققته في منطقة الدقم والتي بُنيت على أسس تخطيطية مميزة تراعي التنويع الاقتصادي والتوسعات المُستقبلية، مشيرة إلى أنَّ الحديقة الصناعية العُمانية الصينية في الدقم تشهد هذه الفترة جهوداً جبارة من قبل جميع الجهات، والسفارة وأنا شخصياً نتابع عن كثب ومن خلال زيارات دورية مستمرة هذا المجهود الكبير الذي ينعكس على أرض الواقع في الدقم، وفي جميع النواحي والقطاعات، ودائماً ما أجد جديدا في كل زيارة.

ووجهت سعادتها التهنئة لشعب السلطنة وقائدها، قائلة: إن ذكرى يوم النهضة المجيد يمثل علامة فاصلة في تاريخ عُمان، وهو يوم مهَّد لبناء دولة عصرية تتمتع بعلاقات ممتازة مع جميع الدول، ويسعدني أن أرفع أسمى التهاني والتبريكات للشعب العماني وقائده العظيم السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه-، وتهنئة خالصة على الإنجازات التي تتحقق في سلطنة عُمان يوماً بعد آخر، وقد كانت وستظل العلاقات الودية بين البلدين والشعبين علاقات استراتيجية قوامها الاحترام المتبادل والسعي لما فيه خير العالم أجمع.

وأضافت أنها ترى في الدقم تجربة نهضة اقتصادية جديدة لعُمان بما تمثله من موقع استراتيجي مهم ونشاط دؤوب وحركة مستمرة لجذب الاستثمارات، مشيرة إلى أن الحديقة الصناعية العمانية الصينية في الدقم أحد أمثلة هذه النهضة، حيث وصلت بالفعل العديد من الاستثمارات الصينية وهناك حالياً 5 شركات صينية تم تسجيلها في الحديقة، واستثمارات بحجم كبير، مشيرة إلى أن يوم 6 أغسطس المُقبل سيشهد حفل تدشين أول مشروع صيني في هذه الحديقة الصناعية وبعدها ستأتي العديد من الشركات الواحدة تلو الأخرى، وإن شاء الله قبل نهاية العام الجاري ستكون هناك من بين 8 إلى 10 شركات واستثمارات صينية ومع بداية العام المقبل ستأتي مجموعة جديدة.

وأعربت لي لينج بينج عن تفاؤلها وسعادتها بما تراه من تدفق من الاستثمارات الصينية التي تتوالى على الاستثمار في الدقم، وأكدت أن هناك العديد من المسؤولين في الشركات الصينية ورجال الأعمال يتواصلون مع السفارة للاستفسار عن الحديقة الصناعية في الدقم ومع اطلاعهم من قبل السفارة على القوانين والتشريعات الجديدة التي تضيف مزيداً من التسهيلات للاستثمار بدأ كثير منهم يتحمسون للاستثمار في عُمان في ظل المناخ الاستثماري المحفز، والمميزات التي تتمتع بها السلطنة من موقع استراتيجي وأمن واستقرار، بجانب طبيعة شعبها المضياف.

وقالت سعادتها إنَّ الاستثمارات الصينية في الدقم تمثل أحد أوجه التكامل الاقتصادي مع السلطنة في إطار سياسة الصين للتكامل مع دول العالم الصديقة خاصة مع الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" عبر مشروعات تزيد من الترابط والتواصل وتعود بالنفع على الطرفين، كما تستهدف تشجيع نقل الخبرات والصناعات والقدرة الإنتاجية بين الدول، وأضافت أن المدينة الصناعية العمانية -الصينية الواقعة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تعد أحد أبرز النماذج الناجحة للتعاون وفي عام 2016، أدرجت لجنة الصين للتنمية والإصلاح هذه المدينة الصناعية في قائمة العشرين منطقة نموذجية للتعاون الدولي في مجال القدرة الإنتاجية، وحددتها وزارة التجارة الصينية كواحدة من 16 منطقة هامة للتعاون الدولي في مجال القدرة الإنتاجية.

وأوضحت أن المدينة الصينية بالدقم تنقسم إلى "ثلاث فئات رئيسية"، الفئة الأولى مساحتها حوالي 870 هكتارا، وهي مساحة قابلة للتقسيم وستخصص للصناعات الثقيلة والمناطق ذات الاستخدام المتوسط والخفيف والمختلط. فيما تمتد الفئة الثانية على مساحة نحو عشرة هكتارات، وهي أرض تم تخصيصها لتنفيذ "فندق 5 نجوم"، في حين تشمل الفئة الثالثة مساحة حوالي 292 هكتارا وسيتم تخصيصها لإقامة مصفاة نفط بسعة 230 ألف برميل يوميًا ومجمع للصناعات البتروكيماوية.

وذكرت أن هناك بالفعل شركات بدأت أعمالها في المدينة منها مجموعة نينغشيا للبناء، وشركة يويشون لخدمات حقول البترول بمدينة ينتشوان، وشركة نينغشيا لمشروعات البناء وغيرها من المؤسسات، موضحة أن المشروعات المخطط لإقامتها في المدينة تضم توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر وصناعات النفط ومشتقات النفط ومواد البناء وإنتاج أجزاء الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، والزراعة الحديثة والسياحة والمنتجات البحرية ومعالجة المياه وإنشاء مستشفى وغيرها.

وأكدت سعادة السفيرة أنها اطلعت على تقرير بخصوص خطوات متسارعة يقطعها العمل بمشروع المدينة الصينية وفي إطار الاتفاقية الموقعة؛ حيث يقام مشروع المدينة الصناعية الصينية- العمانية على مساحة تبلغ 11.7 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ إجمالي الاستثمارات التي سيتم ضخها فيها 71 مليار يوان (بما يوازي نحو 11.3 مليار دولار أمريكي) حتى عام 2022.

وأشارت إلى المرحلة الأولى لبناء مشروع المدينة الصناعية بالدقم بدأت في أكتوبر عام 2016، وبحلول منتصف يناير من العام التالي خصص البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية 265 مليون دولار أمريكي للمساعدة على بناء ميناء الدقم، تلاه وضع حجر الأساس للمدينة في 17 إبريل لتدخل المدينة مرحلة إقامة المشروعات فعليًا، وتسارع شركة وان فانج عمان الخطى للانتهاء من إنشاء البنية الأساسية للمدينة، باستثمار يتجاوز 370 مليون دولار أمريكي، وقد وقعت الشركة بالفعل تسع اتفاقيات مع تسع شركات صينية أخرى، لتنفيذ عدد من المشروعات المتنوعة في المدينة، بما فيها مشروعات لإنتاج الميثانول والسولار وصناعة أنابيب الحفر وإنشاء محطة كهرباء ومشروع مجمع سياحي.

وأشارت إلى أنَّه خلال شهور قليلة ومع تسارع العمل استطاعت المدينة الصناعية الصينية بالدقم أن تفوز بجائزة مجلة Dossier "دوسير" البريطانية لأكبر مشروع صناعي ذي قوة كامنة، وذلك في أكتوبر عام 2017.

وفي إبريل عام 2018، بدأت أعمال التنفيذ لمشروع العمارات الشاملة التجارية والسكنية في المدينة الصناعية الصينية- العمانية بالدقم، والتي أوشكت على الانتهاء حالياً، وهذه السرعة في الإنجاز بالفعل تدل على سلاسة العمل في المدينة والرغبة الحقيقية في إنجاز هذا العمل العملاق المشترك الذي يؤطر لعلاقات تمتد جذورها عبر مئات السنوات وستمتد إن شاء الله لعقود وأجيال قادمة.

تعليق عبر الفيس بوك