٢٣ يوليو الشعاع الساطع

 حسان عمر ملكاوي

 

 

 في هذا اليوم نحتفل جميعا مواطنين ومقيمين، ويشاركنا كل من يحسن قراءة التاريخ  والتقييم او يسلك درب الاعجاب بالتميز السليم،  والانجاز  العظيم.  ورغم تسابقنا كل بطريقته واسلوبه من اجل  التعبير، لكنني مؤمن ان النهضة حدث اكبر من ان نمتلك طريقة عنه للتعبير وكل ما يكتب او يقال او يفعل هو جزء يسير ونقطة من نهر غزير وذرة من شيء كبير، لان ٢٣ يوليو علامة فارقة في التاريخ ونجمة في السماء  ومحطة  اشراقها مضيء في الفضاء،  ومشرفة لكل من يعشق البناء  ومثال يضرب في العطاء ونقطة تحول وشعاع انطلق لعنان السماء ليعلن النهضة العمانية بالطابع والبصمة الخاصة من قائد المسيرة وربان المركب والسفينة مولاي  حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، ومتعه بموفور الصحة والعافية، لتزهو به الاعوام عاما بعد عام.

وقد شكلت حكمة وفكر واسلوب وخطابات  جلالته استباقا للزمن والاساس للبناء  والمنهل العذب الذي اسلتهمت وارتوت منه النهضة،  وحددت اركانها و عناصرها،  حيث بنيت النهضة على اسس مدروسة وخطط واضحة المعالم واهداف عظيمة تحمل المعاني النبيلة والقيم السامية، واعتمدت الانسان محورا واصلا وهدفا للتنمية والتفوق للوصول الى القمم العالية في جميع المجالات، نعم ٢٣ يوليو شعاع انطلق وصل حد الافق في التالق بابداع غير مسبوق ليشكل هذا التاريخ اجمل ذكرى واعظم حدث، وان العين لتشهد على تلك الانجازات.

 

والقلب يعشق ذلك التميز والعقل يتفكر في هذا الابداع على مدار نصف قرن  للنهضة الخالدة  الزاهرة التي نثرث عبيرها. ليلمس اثارها  الجميع، ويشيد بها العالم لانها راعت كافة الجوانب والتفاصيل وعملت على اسس حل ومعالجة الاسباب والاشكالات  واجتتاث موجبات  التفرقة، ودعم وتسليح الانسان بالعلم والمعرفة والثقافة والمواطنه والانتماء، وزعت في النفوس مبادىء ومشاعر التفاعل والنخوة والفزعة للامة العربية والاسلامية والانسانية. جمعاء ولقد تميزت السلطنة الحبيبة بسياستها الخارجية والاحترام المتبادل وعدم التدخل بشؤون الاخرين الداخلية والوقوف دائما الى جانب الاصلاح بين الخصوم، واغاثة الملهوف وفزعة المحتاج، وكانت السلطنة في الطليعة دوما   في الانتصار للحق العربي والاسلامي، و ابرز الداعمين والمشاركين في الانتصار لقضيتنا الاولى فلسطين العزيزة .

 

 ٢٣ يوليو تاريخ يشهد  على ارث  الماضي وابداع الحاضر واستشراف المستقبل،  ولقد صاغت حكمة وحنكة القيادة مفردات النهضة التي يلمسها ويعيشها كل من يقيم او يزور هذه الارض الطيبة ويدرك انها دولة القانون والمؤسسات تحكمها سيادة القانون ورافة القيادة الابوية، التي زرعت في  النفوس رفض العنف والدمار وغرست  حب التوافق والسلام وحسن الجوار وحرية الاديان وقبول الاخر واحترم الفكر والاراء والمعتقدات، نعم في عمان ترى التعاون والاتفاق  والمضي قدما للعمل  ضمن خطط استراتيجية ومنهجية علمية وعملية   وترى قبول الراي والراي الاخر و التماس العذر عملا بمبدا ان الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية،  لذلك لم تنغمس السلطنة في متاهات الفرقة والصراعات.

 

وعندما ترى شعبا بكافة اطيافة ومكوناته عمانيين وغير عمانيين ، يحتفل بالنهضة تدرك أن النهضة سطرت  امجادها وحروفها  بماء الذهب، وعندما ترى ان الاحتفال هو تجديد العهد والوعد  بمواصلة العطاء والبذل بسخاء للارتقاء تدرك انك امام نهضة مستمرة ذات معان سامية واهداف عظيمة، فلا عشوائية في الفكر ولا تخبط في التنفيذ، تلك هي بعض ملامح النهضة العمانية ولكل ما سبق ولاسباب ومعطيات اكبر واكثر ولا يسمح المجال لذكرها نقول: نحبك قابوس حكيما وقائدا وابا وانسانا، نحبك قابوس قولا واحدا لا رياء ولا تصنعا، نحبك قابوس على مدار الزمان، ونقول ان مدلولات النهضة التي اوقد شعلتها  جلالتكم واضحة وراسخة وعميقة  وشاهقة الاثار والنتائج، وحقا انها نهضة تدرس، وانكم تربعتم على عرش القلوب.

 

وانني ادعو الى جمع كل معاني ومنجزات النهضة وخطابات وافكار  جلالة السلطان المعظم  في منهاج يدرس لجميع المراحل في المدارس والجامعات. والله اسال ان يحفظ عمان الحبيبة ارضا  شعبا وقيادة وحكومة، وكل عام والسلطنة والامة والقيادات العربية والاسلامية بالف خير .

 

وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية

تعليق عبر الفيس بوك