في 23 يوليو .. كيف نريد أن نرى عمان

 

ناصر بن سلطان العموري

 

تعتز وتفخر الأمم بأعيادها الوطنية باختلاف مُسمياتها فهناك أعياد النهضة وعيد الاستقلال وبعضها يطلق عليها عيد الثورة وعيد الوحدة وعيد التحرير وتختلف المسميات والمغزى واحد وهي فرحة وطن وشعب عبر أجيال وأجيال والواجب هنا أن تستحضر هذه الفرحة حتى عبر النشء الصغار وتعليمهم بل تلقينهم أهمية مثل هذه الأحداث والمناسبات حتى يستشعروا عظمة أهميتها لقلب كل عماني يعيش على أرض هذا الوطن المعطاء.

 

23 يوليو حين أشرقت شمس النهضة على عُمان وبدأت مسيرة البناء بقيادة عاهل البلاد المفدى وقائدها الأبي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم (حفظه الله ورعاه) حين جاب ربوع عُمان من أقصاها إلى أقصاها ليشرف ويستطلع بنفسه احتياجات البلد وقتها، وهكذا يجب أن يكون القائد قريباً من أبناء شعبه مطلعًا على احتياجاتهم ومتطلباتهم عبر تلاحم وطني آخاذ بين القائد وشعبه وتمر السنون وتطوى الأيام وها هي عُمان أصبحت درة الأمن والأمان مكتملة البنيان واحة للسلام ليس على المستوى المحلي فقط بل وحتى على المستوى العالمي فهي صديقة الجميع دون استثناء بتوازن سياستها ورجاحة عقل سلطانها وطيب شعبها الأصيل.

وبعد اكتمال منظومة الدولة من مؤسسات وهيئات حكومية ومجالس برلمانية بات السؤال الآن كيف نريد أن نرى عمان فهي دولة ذات تاريخ تليد تشهد عليها مجلدات التاريخ فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل... الجميع مطالب الآن من مسؤولين وولاة أمر ومواطنين وكل من يعيش على أرض عمان بأن يحافظوا على هذه المكتسبات فهي لم تأتي من فراغ فقد بذل فيها الغالي والنفيس حتى تصل إلى ما وصلت إليه.

 

والهدف الأسمي يجب أن يكون مصلحة عمان أولا وأخيرا والبعد عن أي مصلحة دنيوية والضرب بيد من حديد على كل من خان الأمانة وحاد عن الدرب القويم في خدمة الوطن ومواطنيه وللأجهزة الرقابية هنا جهد جهيد وعمل دؤوب في ضبط ورقابة ومحاسبة كل من تسول له نفسه التعدي على حرمة الوطن وعلى الجميع أن يكونوا معاول بناء لوطن أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا لا معاول هدم بانتقادات سلبية وفكر عقيم وفعل مشين لا يخدم البلد.

 

 نعم نختلف من أجل صالح البلد فلا يجب أن ندعي المثالية فلا وطن مثالي إلا في مخيلة الفيلسوف اليوناني أفلاطون ومن هنا وجب معالجة الأمور بحكمة وعقلانية (نصيحة) لكل مواطن يعيش على أرض (الغبيراء) لا تنقادوا وراء كل ناعق لاسيما على وسائل التواصل الاجتماعي فالمتربصون وأعداء النجاح كُثر ... حكموا عقولكم فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

والنطق السامي لعاهل البلاد المفدى من خطب وكلمات على مدى مسيرة النهضة المُباركة ينبغي أن يكون أنموذجا يلهم رجال الحاضر وشباب اليوم وجيل المستقبل، ولم لا تكون نبراسًا على رأس كل مسؤول يسترشد ويعمل من بالأفعال لا الأقوال فمثالها كلمات وحكم يجب أن تكون منهجاً يدرس في المدارس والجامعات لا أن تطويها الأيام والسنون عبر الكتب والمجلدات.

 

تعليق عبر الفيس بوك