أحمد بن هلال العبري | عُمان
زِدِ الأيامَ بالأسفارِ سَعدا
ويَمِم حيثُ زادَ القلبُ وَجدا
//
وإنْ أعيَتْكَ وُجْهاتٌ حِسانٌ
وكان الاختيارُ عليكَ جَلدا
//
فدعْ في دورةِ الأفلاكِ داراً
زهت حُبا بقلبِكَ مستبدا
//
وسِرْ والنجم حيثُ دعاكَ قلبٌ
وقلْ يا نجمُ بَلِّغْنَا رواندا
//
رواندا.. وانتَشَتْ سحُبُ انهمارٍ
تزيدُ للُجةِ الأشعارِ مدّا
//
فقد بلَغَتْ روابيَ ألفِ حُسنٍ
بروض في مفاتِنِها تَبَدّى
//
ونادى للفؤادِ ألا هلُموا
فثوبي قد غدا للعِشقِ مَهدا
//
فخُضرتُه كمثلِ العينِ سحر
وحمرتُه تزيدُ الخد وَردا
//
وفيضُ الماءِ كأسٌ كوثريٌ
إذا أوردتَه تزدادُ وِردا
//
لتبلُغَ مُنتهى وَصْلٍ، وتدنو،
ويدنو، فالمُثنّى صار فردا
//
أمرُّ بجنةٍ فأرى رجالا
تَجلُّوا هِمةً الباني وجُندا
//
ويَبني دولةً من بعدِ عصفٍ
به اهتزّت نَواحي الأرضِ حَصدا
//
تناسَت مِحنةً وأَتَتْ بعَهدٍ
به تَرقَى لجَعلِ الحقِ عَهدا
//
وتُلبِسُ كلَّ ناحيةٍ جَمالا
وإحياءً يبثُّ المستجدا
//
وقد شكرَتْ مساجدُها زعيماً
له هَديٌ يهدُّ المستَبِدا
//
ويرفعُ سقفَ آمالٍ ويحمي
حِمى كُلِّ الروانديين عهدا
//
فتسمعُ في المآذنِ صوتَ حقٍ
لنا سبقُ النداءِ أباً وجدا
//
أرى آثارَهم فتطيبُ نفسٌ
وترجو أن يكون العودُ حَمْدا
//
وتدعونا الأسودُ إلى لقاءٍ
فطِبْ وَصْلا إذا لاقيتَ أُسدا
//
سَتلقَى في حِماها كلَّ ضيفٍ
له مجدٌ ويَحمي الدهرَ مجدا
//
برُوحِ السندبادِ أتى يُحيي
ويبسط كفَّه للخيرِ مدَّا
//
مَضى يستكشفُ الجناتِ حُسنا
ويرفعُ في رُباها السَّعيَ بَنْدا
//
وما شَغلَتْه في الغَاباتِ ريمٌ
ولو قَوسٌ بعَينِ الريمِ شُدّا
//
ولو أغْوَته ما انصرَفَتْ قُواه
إلى حيثُ المها تختالُ وَجدا
//
تثورُ على الفؤادِ بلا حُدودٍ
وتجعلُ مُنتهى اللاحَدِّ حَدّا
//
فسالَ النبضُ في وديانِ شَوقٍ
وفجّرَ في سيول البوحِ سَدا
//
فطارَ بما رَآه لنا رسولٌ
بما في قلبِ زائرِها استبدا
//
وحسبُ الدارِ مجدا في بَيانٍ
به أَوحَتْ وللعُشَّاقِ يُهدى
//
ستَحمدُ ما كتبتُ بها ويبقَى
مدى الأزمانِ دَينا مُستَردا
//
فخُذْ منه الجميلَ إلى جميلٍ
وخُصَّ بما اصطفيتَ لديك عِقدا
//
ولا تسلِ الأحبةَ عن فراقٍ
تعدُّ بليلِه الساعاتِ عَدَّا
//
إلى أنْ يسقيَ اللقُيا سحابٌ
بأنهارٍ منابعُها رواندا
................
*الأبيات جاءت توثيقا لزيارتي لجمهورية رواندا في الفترة ١٠-١٦ يوليو ٢٠١٩م