تألق جزائري

 

حسان عمر ملكاوي

تحققت الأمنية وواصل المنتخب الجزائري المشوار والانتصار المصحوب بالألق والتألق والإبداع والإمتاع واللعب الرجولي مع مدرب وطني، أعاد إلى الأذهان أمجاد محاربي الصحراء في المناسبات الكروية وعلى المستوى العالمي، وكما قُلت سابقا فإنَّ منتخب ثعالب الصحراء هو المرشح الأبرز للقب؛ لأنه يجيد الهجوم الكاسح والمتنوع والمدروس، ويجيد التركيز الدفاعي القوي بدون مبالغة أو تراجع غير مبرر؛ مما جعله يُطيح بآمال فرق كانت تعتبر مرشحة بامتياز للوصول إلى أبعد مما وصلت إليه، فبعد المنتخب العاجي الذي احتاج الأخضر الجزائري لركلات الحسم لإبعاده من البطولة بعد التعادل الإيجابي، وتلقي أول هدف في البطولة، لكن بلغة الأرقام بقي الجزائر أيضا الأول والأفضل، وبعد ذلك وفي مباراة العمر أطاح ثعلب الصحراء بالمنتخب النيجيري بهدفين لهدف، وأثبت محاربو الصحراء منتخب بلد المليون شهيد، أنهم يقاتلون بفدائية حتى آخر لحظة؛ حيث سجلوا فيها هدفا من أجمل وأغلى أهداف البطولة، بقدم الدولي رياض محرز، حملهم للنهائي، ورغم أنَّ التاريخ الكروي باللقاءات المشتركة في الأمم الإفريقية بين الجزائر ونيجيريا كان يشير إلى تعادل الكفة بالفوز ثلاث مرات لكل منهما والتعادل مرتين، وحيث إن آخر فوز كان عام 2010 كان لنيجيريا، أما الجزائر فكان عام 1990، ورغم أن النيجيري حامل البطولة ثلاث مرات يسعى للفوز باللقب والاقتراب من أصحاب المرات القياسية بالبطولة، إلا أنَّ الجزائري استطاع حسم اللقاء بأدائه المبهر واللافت للأنظار، وبالتوظيف الجماعي واتسام أدائهم بالابتعاد عن النجومية الفردية، إضافة إلى أنهم الأفضل في الالتزام بالمراكز والوظائف والواجبات، وهم بعونه تعالى الأقرب للتتويج باللقب للمرة الثانية.

أما عن نسور قرطاج، فتوقف المشوار أمام منتخب السنغال المدجج بالنجوم ذوي الأسعار المرتفعة كرويا، والذي يرشحه الكثيرون للحصول على اللقب لأول مرة في تاريخه. لكنَّني شخصيا، وبعيدا عن العاطفة وقياسا على المستوى والأداء أرى أنَّ اللقب جزائري.

وعطفا على الحديث السابق عن المفاجآت الكروية، أرى أنها توقفت في دور الثمانية وأنه لا مفاجآت في أسماء الفرق المتأهلة لدور الأربعة، رغم أن الفرق التي تأهلت عائدة للدور نصف النهائي بعد غياب مُنذ زمن بعيد؛ حيث إن النيجيري غائب منذ ست سنوات، والجزائري منذ تسع سنوات، والسنغال منذ ثلاثة عشر عاما، وتونس منذ خمسة عشر عاما عندما توجت باللقب الأول لها؛ لذا فإننا شاهدنا مباريات في دور نصف النهائي بغاية المتعة، وكانت وجبات كروية أبهرت كل من شاهدها، وأعتقد أنَّ العامل البدني كان وسوف يستمر بصنع الفارق والعامل الأكثر أثرا في الحسم، إضافة لضرورة التركيز وتجنب الأخطاء والتسجيل من أنصاف الفرص حتى يتحقق الأمل.

تعليق عبر الفيس بوك