لطفي بشناق.."بافاروتي تونس".. جمهور جرش بانتظار " انا مواطن".

غازي بني نصر | الأردن

 

الفنان الملتزم " لطفي بشناق"، ابن الارض، صوت الجماهير الصامتة، المنحاز للإنسان والأرض، صوت يغرد خارج السرب، في زمن الاسترخاء الغنائي، وفي زمن تحول فيه كثير ممن كانوا محسوبين على الغناء المقاوم، تحولوا إلى تجار، في هذه الظروف خرج علينا باغنية" أنا مواطن".

"لطفي بشناق"..الصوت المؤثر عند الجمهور العربي، تنتظره جرش على مدرجها الشمالي، يتبادلان التحية، جرش تقدم ضمة "دحنون أردني"، و"بشناق" ينثر الياسمين التونسي في فضاءات جرش.

"لطفي بشناق"..عندما غنى"أنا مواطن"...بكل هذا الصدق والعفوية، والإحساس الجارح، والأمل بيوم غد أفضل.. كان يغني عنا جميعا.. لأنا لانريد الكراسي.. نريد وطنا نعيش فيه بكرامة.. لذلك هو صوتنا وضميرنا، ونداؤنا الداخلي..هو المونولوج الحزين الذي يحفر في نفوسنا، ويبحث عن فرجة أمل للخروج إلى فضاءات الوطن المسوّر بالحرية والحياة الكريمة وتكافؤ الفرص والعدالة.

"لطفي بشناق"..ليس غريبا عنا في الأردن..ونحن لسنا غرباء عنه..يكاد يعرفنا بالاسم ..فهو دائما بيننا.. وبيننا وبينه مسافة من الحب.. بنفس مسافة الحب بيننا وبين فلسطين. التي يحبها.... سيصدح بصوته القوي المقاوم على المسرح الشمالي، وكل أغنية بيان.. فهو يذهب إلى العقل والوجدان.. لينير الوعي.. ويستفز الذاكرة الجمعية..للخروج من خمول التصالح مع واقع يحتاج إلى عيون مفتوحة على عدو خارجي يتربص بنا.. وعلى فاسدين في الداخل العربي، يسرقون مستقبل أولادنا.

الفنان " لطفي بشناق" لايحتاج إلى التعريف...إنما من باب التذكير بالعودة إلى بداية الموهبة المبكرة، القادمة من عائلة تونسية، لم تكن الظرف ولا الامكانيات تسمح بخروج فنان منها، لكن الروح القوية، والموهبة الكبيرة قادته بوصلتها الى حيث ماهو حقيقي واصيل..لينتسب الى اقدم مدرسة تونسية تهتم بالتراث الغنائي والموسيقي، ليتعلم على يد أساتذة "المألوف" التونسي... ليستمر على نفس النهج.. ولم يقع تحت غواية شهرة أو سلطة، ولم يخذل من راهنوا عليه، فنضجت التجربة التي تعددت جوانبها،حيث كان له حضور في الدراما، فقد شارك "غناءا" في الملحمة المسرحية المدهشة "خضراء"، من السيرة الهلالية إلى تونس 2018، والآن له مساهمة بعمل مسرحي " رسائل الحرية"، سيكون إضافة حقيقية للمسرح مع المخرج نفسه" حافظ خليفة"، وقبلها شارك بأكثر من مسلسل تلفزيوني.

قال ذات مرة""صدق الرسالة، هو سر نجاح الفنان، والجمهور العربي حساس ويُحسن جيدًا انتقاء الفن الراقي من غيره". ذلك أنه هو يحسن اختياراته، من حيث المفردة النظيفة، والجملة اللحنية الجميلة، والحضور الكبير على المسرح الذي يلغي المسافة بينه وبين الجمهور، فهو تربى في مدرسة الفن الاصيل،وتنقل بالحانه بين تونس ومصر واليمن والعراق، وغنى للانسان والأطفال، وفلسطين هي الحاضرة دائما،وغنى لأطفال فلسطين والعراق وسراييفوا.

"لطفي بشناق"ليس ظاهرة عابرة، إنما شاهد على مرحلة، وشريك بتشكيل الوجدان العربي، يدافع عن قضايا الوطن والأمة، حيث موقفه الواضح والمعلن بلا مواربة ولا مجاملة.

 

منحاز للإنسان.. لذلك من الطبيعي أن يكون هذا الحب.. وهذه الجماهيرية " رغم أنه لايسعى لترويج نفسه إعلاميا"..لكن الصدق جعل منه واحدا من اهم نجوم الصف الأول في العالم العربي.

لطفي بشناق" بافاروتي تونس"...له رصيد كبير من مختلف الوان الغناء، ومشاركات في مهرجانات، وشهادات تقدير وجوائز وأوسمة...

"لطفي بشناق"....أيها المواطن... المواطن في جرش.. بانتظارك.

تعليق عبر الفيس بوك