فتيات: طموحنا يحده تعاملات بعض السائقين

"تاكسي نسائي".. مقترح لتقليل معاناة الطالبات والموظفات في المواصلات

الرؤية - عذراء البكارية
المواصلات.. مُعاناة خفية تُعانيها بعض الموظفات والطالبات يوميًّا، خاصَّة في الولايات البعيدة؛ إذ تتحوَّل أحيانا من وسيلة توصيل لأعمالهن ودراستهن إلى عائق في سبيل طموحاتهم؛ لذلك تقترب "الرؤية" لترصد حالاتهن، وتناقش ما يَطْرحن من حلول؛ بينها: تخصيص تطبيقات طلب التوصيل عبر الهاتف، و"التاكسي النسائي" الذي تقوده امرأة لتوصيل النساء فقط.
وعن ذلك، تقول مريم السيابية (طالبة): إنَّ خجل الفتيات واعتراض بعض الأهالي على سياقة ابنتهم للسيارة، أو تعسر الظروف المالية، تضطر معها معظم الفتيات في بلدتها لاستخدام الحافلة للذهاب إلى دراستهن يوميا، ويخرجن من بيوتهن، متوقعات لما قد ينتظرهن من مفاجآت؛ فأحيانا يتأخر سائق الحافلة فتفوتها محاضرة، وأحيانا تفاجأ برفع سعر النقل بسبب ارتفاع أسعار البترول. وتتساءل السيابية عن عدم المبادرة بوجود تاكسي مخصص للفتيات فقط تقوده امرأة؟ أو تبنِّي إحدى الشركات هذه الفكرة؟ وتقول: إنَّ هذه الفكرة إن تحققت ستسهل الأمور كثيرا على الفتيات، ويُمكن أيضا إدراج هذه الخدمة عبر تطبيق جديد، أو ضمن التطبيقات المتوفرة بالسلطنة كتطبيق تاكسي مرحبا، وكريم، وتاكسي عمان "أو- تاكسي".
وتقول زينب العوادية: إنَّ عدم وجود نساء يقدن سيارة لنقل الموظفات، وعدم تعاون بعض الفتيات مع بعضهن البعض للذهاب إلى العمل في سيارة واحدة، أدى لاضطرار الفتيات إلى الذهاب إلى أعمالهن أو دراستهن باستخدام حافلة، مُضيفة أنَّ الذهاب في الحافلة يعني تضييع وقت في انتظار الحافلة أولا، ثم تضييع وقت داخلها؛ لأنه كما هو معروف فإنَّ السائق يمر على العديد من الفتيات من مختلف القرى؛ مما يأخذ الكثير من الوقت قد يتعدَّى نصف الساعة بالجلوس في الحافلة، هذا بخلاف العوامل الأخرى كالطقس وإهمال صيانة المركبة والزحمة في الطرق، وأيضا هناك حالات لا تُقدَّر فيها الظروف تضطر معها المرأة العاملة للتأخُّر قليلا عن التواقيت التي يحددها السائق، وإذا تأخرت لبعض الوقت يذهب سائق الحافلة عنها مما يجعلها تتغيب عن العمل.
وتُرحب منال الهدابية بفكرة تعميم سيارات أجرة تقودها وتركب فيها نساء، وتقول: يجب توفير هذه الخدمة في أسرع وقت ممكن؛ وذلك لتسهيل التنقل على الفتيات العازبات، ممن ليس لديهن من ينقلهن؛ كما أنه سيرفع الحرج عنهن.
من جانبها، تقول جيهان العوفية: إنَّ الفكرة ليست بجديدة ومتداولة نوعا ما في قريتهم؛ حيث تقوم بعض النساء بقيادة التاكسي أو الحافلة لنقل الفتيات بأجر مادي، ولكن فقط في حدود القرية، بينما تعتبر الفكرة غير مقبولة بأن تنقل فتيات من خارج المنطقة أو إليها.
وأبدتْ قطر الندى المجرفية إعجابها بالفكرة، وقالت: إن المواصلات تعتبر أحد أكبر التحديات التي تقف أمام طموح الكثير من الفتيات؛ فأحيانا يتعذَّر على الفتيات الالتزام بدراستهن في الكلية بسبب عدم توافر حافلة أو عدم مواءمة مواعيد الحافلة التي تشترك فيها العديد من الأخريات للجميع، وترى أن فكرة انتشار تاكسي للنساء قيادة واستخداما سيحل كثيرًا من هذه العقبات، وفي نفس الوقت سيوفر فرصة للفتيات المتفرغات والعاطلات عن العمل في إيجاد دخل يساعدهن في تيسير أمور الحياة.
وتُشير آمنة الحضرمية إلى أنَّ السائق أحيانا يأخذ مبلغا مُبَالغًا فيه عند ذهاب الفتيات دون إياب من مكان الدراسة أو العمل، وتقول إنه في بعض الأيام يأخذ السائق مبلغ 8 ريالات لإيصال الفتاة لمسافة قصيرة بين مكان الدراسة والمسكن؛ لذلك ترجو أن يتم المساهمة في حل المشكلة.
ولم تبدِ رقية الندابية قبولها لفكرة أنْ تقود المرأة التاكسي حتى لو خصص للنساء، وتقول: من الصعب أن تقبل فتاة عمانية بقيادة التاكسي، خاصة الفتيات الشابات، ربما تقبل بعض النساء ممن قد تدفعهن الحاجة للعمل، ويمكن أن تنجح الفكرة إذا استقدمت عمالة وافدة وتم توزيعهن على مناطق محددة كمناطق الدراسة والعمل؛ حيث تعتبر أكثر الأماكن التي تستلزم وجود نقل للنساء.
ورغم الموافقة على قيادة المرأة لسيارة الأجرة، تبدي فاطمة الهنائية استغرابها، وتقول: لم أجد نساء يزاولن المهنة رغم أنَّ معظم النساء يقمن بقيادة السيارة فقط من أجل الوصول لمكان معين دون التفكير أنه بالإمكان بهذه الطريقة أن تساعد رب الأسرة في توفير حاجيات بسيطة للمنزل أو ربما لها؛ وذلك من خلال الاتفاق مع عدد من الفتيات لتوصيلهن في التوقيت الذي يناسبهن جميعا.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z