السباق إلى مجلس الشورى

 

سالم بن سيف الصولي
تواصل وزارة الداخلية تحضيراتها لانتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة على التوالي، ومن ناحية أخرى المترشحون بعد أن أطمأنوا بظهور أسمائهم من الجهات ذات الاختصاص بالدولة لخوض هذه الانتخابات البرلمانية الوطنية، فالكل يستعد على ما يبدو لجمع الأصوات والتحرك كلٌّ في محيطه، وذلك لاستخراج الموافقات من البلديات المختصة لوضع اللوحات الإعلانية والصور والسير الذاتية على الطرقات والشوارع العامة، وذلك لتعريف الجمهور بالمترشح؛ ففي حقيقة الأمر كنت أتطلع لهذه الدورة على أن تكون لها معايير نموذجية أفضل من غيرها، ومعايير معقولة تواكب التطور الفكري للمواطن العماني، ونظم علمية صارمة أفضل مما كانت عليه، وذلك لتقليل الأعداد التي تتسابق على هذه المنظومة الانتخابية والبرلمانية الوطنية الجميلة التي تطل علينا كل أربع سنوات مرة واحدة.
ونحن في الدورة التاسعة كنت أتمنى في حقيقة الأمر أن يقتصر الأمر على فئة الأكادميين وذوي حملة الشهادات العليا والمثقفين والإعلاميين وذوي الخبرة المالية والإدارية لتمثيل شرائح المجتمع، فالوطن به نخبة عالية من الوعي والثقافة، وهو غير مقتنع بهذه النظم التي تعمل بها وزارة الداخلية منذ عدة أعوام، ولم يطرأ عليها جديد في آلية منظومة مجلس الشورى، وآلية الترشح؛ فبعض الشخصيات التي تتسابق للترشح لعضوية مجلس الشورى غير قادرة على حمل هذه الرسالة والأمانة، فالعقبة كؤود أمام هذه الرسالة الوطنية؛ فالتمثيل ليس تشريفًا وإنما مسؤولية وطنية عُظمى، وبالتالي فالمضمون العلمي والفكري هو التمثيل الحقيقي الذي يتطلع إليه المواطن وفق معايير حقيقية وفعالة، وإنني لا ألاحظ أي رقابة أمنية ولا متابعة قانونية تضبط عملية سير المنظومة الانتخابية لتحقيق الهدف المرجو منه للوصول إلى درجة عالية من النزاهة والفوز بكفاءات تشريعية.
لذا كان ينبغي أن تكون هناك معايير تلزم المعنيين بأن تكون لديه حصيلة علمية تؤهله لخوض هذه الانتخابات؛ لذلك يبرز دورهم من خلال المشاركات والمداخلات والمطالبات التي تقدم للضيف تحت قبة مجلس الشورى، وتكون منطقية وإيجابية، وفي حدود المعقول، وعلى حسب الوضع المالي للدولة، وليس مجرد مشاركة ومداخلة للمشاركة والمداخلة.
إنَّ تطوير المنظومة بشكل عام بات اليوم مطلبا ملحا، وإصلاح الخلل ضرورة لمواجهة العديد من القضايا التنموية المختلفة، لتأخذ مسارها الصحيح، وعلى رأسها بكل تأكيد قضية الباحثين عن عمل.. وهذا يبرز دور البرلماني تحت قبة البرلمان، ونتمنى أن يكون للإعلام دور توعوي خلال الفترة المقبلة للمواطن الناخب والمترشح على السواء.

 

تعليق عبر الفيس بوك