أَفيونُ الجُنونِ..


د. عمر هزاع | سوريا

مُنسَلَّةً..
مِن رِبقَةِ الطِّينِ..
فِي رِقَّةٍ..
كَالحُورِ..
وَالعِينِ..
تَندَسُّ..
فِي عَينَيَّ..
ناعِمَةً..
سَيَّالَةً..
فِي مُنتَهى اللِّينِ..
لَكَأَنَّها أَيلولُ..
عارِيَةً..
تَبتَزُّ تِشريني..
وَكانُوني..
فَتُبِيدُ؛ كَالمِمحاةِ؛ قافِيَتي..
وَتُعِيدُ تَدوِيري..
وَتَضمِيني..
وَتَمُدُّ أَيدِيَها..
كَقابِلَةٍ..
تَجتازُ بِي عُمرًا..
لِتَكفِيني..
فَتَفُوقُ كُلَّ تَوَقُّعٍ..
سَكَرًا..
وَتَفُوقُ؛ نَشوى؛ كُلَّ تَخمِينِ..
جِنِّيَّةٌ..
نَفَثَتْ..
وَفِي عُقَدي..
مِن (مِيمِها)..
سِحرًا..
عَلى (سِيني)..
فَتَكَوَّنَتْ مَطَرًا..
عَلى عَطَشي..
وَتَغَلغَلَتْ..
فِي عُمقِ تَكويني..
فَسَمِعتُ (نَــ..ـــهرًا) مااا..
يَمُوءُ..
بَدا مَعناهُ مُنشَقًّا..
عَنِ (النُّونِ)..
نَهرًا..
بِأَقداحٍ مُثَلَّثَةٍ..
مِن جِنِّها..
وَدَمي..
وَلَيمُونِ..
لَكَأَنَّ فِتنَةَ وَجهِها قَبَسٌ!
فِي لَيلِ تِيهي..
شَعَّ..
يَهدِيني..
وَكَأَنَّ غَمازاتِها مَلَكٌ!
يَتَناوَبُونَ فَمِي..
لِتَلقِيني..
عَينانِ..
عَينا ظَبيَةٍ أَرِنَتْ..
وَفَمٌ..
مِمَصٌّ..
مِن شَرايِيني..
تَفتَرُّ..
إِذ تَفتَرُّ..
ضاحِكَةً..
عَن لُؤلُؤٍ؛ صَفَّينِ؛ مَرقُونِ..
شَفَتانِ تَختَلِفانِ..
أَيُّهُما؟
تَسعى لِتَروِيضي!
وَتَدجِيني!
فَتَقُولُ واحِدَةٌ:
(سَتُرشِدُني)
وَتُجِيبُها الأُخرى:
(سَتُغوِيني)
فَتَشَدُّ لِي شَفَةٌ ضِمادَتَها..
وَتَشُقُّني شَفَةٌ بِسِكِّينِ..
عُنُقٌ..
كَأَنَّ اللَّهَ أَوقَدَهُ!
بِزُجاجَةٍ!
مِن غَيرِ زَيتُونِ!
وَضَفِيرَةٌ..
آياتُها تُلِيَتْ..
سِفرًا..
لِمِيلادي..
وَتَأبِيني..
تُلِيَتْ..
عَلى أَنقاضِ ذاكِرَتي..
فَحَفِظتُها..
مِن غَيرِ تَدوِينِ..
مَجنُونَةٌ بِي!
هَل أُعَقِّلُها؟
وَأَنا؛ بِها؛ مِليارُ مَجنُونِ!
ما زالَ؛ فِي البَهوِ الفَسيحِ؛ صَدًى..
مِن صَوتِها..
يُفنِي!
وَيُحيِينيَ!
- سَتَعِيشُ مَفتُونًا..
وَتُدمِنُني..
- ما أَجملَ المَحيا!
كَمَفتُونِ!
لا ضَيرَ فِي الإِدمانِ..
آنِسَتي..
ما دُمتِ فِيهِ؛ أَنتِ؛ أَفيُوني..

 

تعليق عبر الفيس بوك