يستهدف تنمية المهارات القيادية لـ10 آلاف كادر وطني

تدشين البرنامج الوطني لتمكين الإدارات العمانية الوسطى والعليا بالقطاع الخاص "اعتماد"

 

 

< تشرف على تنفيذه "القوى العاملة" ضمن مبادرات مختبر سوق العمل والتشغيل في "تنفيذ"

< يستهدف 500 مرشح من شركات القطاعات الواعدة في المرحلة الأولى

< يجسد الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ويٌنفذ على مستوى عالمي

 

مسقط - الرؤية

رَعَى مَعَالي الشيخ عبدالله بن ناصر البكري وزير القوى العاملة، أمس، تدشينَ البرنامج الوطني للتطوير القيادي وتمكين الإدارات العمانية الوسطى والعليا في القطاع الخاص "اعتماد"، في حفلٍ بحضور عددٍ من أصحاب السعادة والمكرمين من أعضاء مجلس عُمان، وعدد من المسؤولين في الجهات الحكومية وأصحاب وأعضاء مجالس إدارات عدد من الشركات العاملة بالسلطنة.

وجاء تدشين "اعتماد" ضمن مبادرات مختبر سوق العمل والتشغيل، في إطار البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ"، ويهدف لتطوير المهارات القيادية لعشرة آلاف كادر وطني من العاملين بالقطاع الخاص خلال السنوات المقبلة، عبر برنامج تدريبي قيادي بمستويات عالمية، ومن ثم تمكينهم في الوظائف الوسطى والعليا بمؤسسات القطاع الخاص.

وقال معالي الشيخ عبدالله بن ناصر البكري وزير القوى العاملة، إنَّ برنامج اعتماد من المبادرات المنبثقة عن توصيات مختبر سوق العمل والتشغيل بالبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ"، لتطوير وتأهيل الكوادر الوطنية وتمكينها من شغل المناصب الإشرافية والقيادية في مختلف منشآت القطاع الخاص، مشيرا إلى أنَّ نسبة التعمين في القطاع الخاص في الوظائف الإشرافية والإدارية شهدت زيادة خلال السنوات الخمس الماضية؛ حيث بلغت نسبة التعمين في الوظائف الإدارية 30%، بينما بلغت نسبة التعمين في الوظائف الإشرافية 27%.

وأوضح معاليه أنَّه من المتوقع أن يعمل البرنامج على تدريب وتأهيل حوالي 10 آلاف مواطن من العاملين في القطاع الخاص خلال السنوات المقبلة، من خلال رفع مستوى مهاراتهم القيادية والإشرافية عبر برامج متخصصة بالشراكة مع مؤسسات ومراكز عالمية ومحلية ذات خبرة، مؤكدا أنَّ البرنامج التدريبي صُمِّم وفق أحدث ما توصلت إليه مؤسسات التدريب القيادي، مستخدمين أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

وأشار معاليه إلى أنَّ البرنامج يستهدف في مرحلته الأولى 500 مرشح من كبرى الشركات العاملة في القطاع الخاص في عدد من القطاعات الواعدة التي يأتي في مقدمتها قطاع السياحة، والصناعة والنقل واللوجستيات، والإنشاءات، وتجارة الجملة والتجزئة، والثروة السمكية، والتعدين والطاقة؛ للانضمام إلى البرنامج التدريبي الذي يستمر ثلاثة أشهر، كما سيفتح المجال للشركات العاملة في باقي القطاعات.

وشَمل حفل التدشين كذلك إطلاق هُوية "اعتماد" البصرية، والتي جاءت متوافقة مع قيم ورسالة ورؤية البرنامج، كما دشن الموقع الرسميwww.etimad.om الذي يُوّفر أهم المعلومات عن البرنامج وسيُتيح للشركات خلال الفترة المقبلة ترشيح موظفيها من خلاله. وعرض خلال الحفل فيلم ترويجي للبرنامج للوصول إلى أهم الشرائح المستهدفة.

من جانبه، قدم سعادة المهندس محمد بن سالم البوسعيدي رئيس فريق عمل مبادرة البرنامج الوطني للتطوير القيادي من أجل تمكين الإدارات العمانية الوسطى والعليا في القطاع الخاص "اعتماد"، عرضا مرئيا عن البرنامج، موضحا أنَّ الهدف خلال المرحلة الأولى تأهيل 500 مواطن ومواطنة ممن يعملون في كبرى الشركات بالقطاع الخاص والمسجلة في الدرجة الممتازة والأولى والعالمية، والتي يتجاوز عدد موظفيها 500 موظف، مع التركيز على عدد من القطاعات الواعدة التي يأتي في مقدمتها قطاع السياحة، والصناعة والنقل واللوجستيات، والإنشاءات، وتجارة الجملة والتجزئة، والثروة السمكية، والتعدين والطاقة، مع فتح المجال للشركات العاملة في المجالات الأخرى. وأضاف سعادته أنَّ التسجيل في هذه المرحلة سيكون محصورًا فقط للشركات التي تلقت دعوة من "اعتماد" لترشيح موظفيها للاستفادة من البرنامج، مُوضحًا أنَّ الهدف من ذلك ضمان وجود مسار وظيفي مستقبلي لخريجي البرنامج والإسراع في زيادة نسبة العمانيين في الإدارات الوسطى والعليا بالقطاع الخاص، على أن يفتح المجال أمام قطاعات أوسع من الشركات في الدفعات القادمة من البرنامج؛ حيث يستهدف البرنامج 10 آلاف مواطن ومواطنة في مراحله المختلفة يرفدون القطاع الخاص بمهارات وخبرات تُسهم في تطوير الأعمال واستدامتها في هذا القطاع الحيوي.

واستعرضَ سعادته المعايير والشروط التي يجب توافرها في المُتّقدم للبرنامج لضمان قدرته على الاستفادة من التدريب المكثف الذي سيحصل عليه؛ حيث يجب أن يكون عُمانيًا من الحاصلين على شهادة الدبلوم العام على أقل تقدير وبسنوات خبرة لا تقل عن 6 سنوات، أو الدبلوم العالي مع 4 سنوات من الخبرة، أو البكالوريوس فأعلى مع سنتين من الخبرة، مع إجادته للغة الإنجليزية والتي ستكون لغة المسار التدريبي، إضافة لتخطيه العديد من الاختبارات في مرحلة التقديم، لضمان عدالة الاختيار، ووصول الكفاءات الحقيقية التي ستستفيد من التدريب، وتترك أثرا أكبر في مواقع عملها.

ويتحرَّى برنامج "اعتماد" أحدث ما وصلت إليه البحوث في مجال القيادة والإدارة، ويستخدم أفضل الممارسات التدريبية المعتمدة من خلال شركاء التدريب للبرنامج؛ حيث يُنفذ "اعتماد" بالشراكة مع "تكاتف عمان" وهي شركة محلية رائدة في التخطيط والتنفيذ للبرامج التدريبية والقيادية على مستويات عالية. وتقدم تكاتف تجربة تدريبية فريدة؛ حيث ستستخدم إستراتيجيات التدريب القيادي المعتمدة من مركز القيادة الإبداعية (CCL).

وقدم هلال الجديدي مدير الخدمات الاستشارية في "تكاتف عمان"، عرضًا مرئيًا عن المسار التدريبي، موضحا أنه يشمل العديد من المحاضرات والتدريبات العملية والدراسة عن بُعد، إلى جانب المشاريع التي سيتم تنفيذها في بيئة العمل. ويتكون المسار التدريبي من ثلاث وحدات؛ هي: "القيادة من الداخل"، و"القيادة بالمنصب"، و"قيادة التغيير والتعاون"، وستُشكل التدريبات الصفية ما مجموعه 15 يومًا مُوزعة بالتساوي على الوحدات الثلاث، فيما سيكون على المشارك في باقي الفترة مواصلة تعلم وتطبيق المهارات التي يكتسبها من خلال المشاريع على رأس العمل والتعلم عن بُعد والتدريب الشخصي (Coaching)، الذي سيتلقاه كل مشارك بشكل منفرد خلال فترة البرنامج.

ويكتسب البرنامج قوته من الثقة العالية في قدرات الكوادر العمانية على تولي المسؤوليات القيادية في شركات القطاع الخاص، ومن النهج الحكومي في توفير كل ما من شأنه تأهيل الكوادر الوطنية، والعمل على شراكة مع القطاع الخاص تضمن لهذه المخرجات مسارات وظيفية متقدمة في الوظائف القيادية وهو ما سينعكس إيجابا على أداء هذه الشركات بوجود قيادات وطنية مسؤولة ومؤهلة لتطوير الأعمال في شركات القطاع الخاص.

كما تكمُن قوة البرنامج في شركاء التدريب؛ حيث تُعَد "تكاتف عمان" من المؤسسات العمانية الرائدة في مجال تقديم الاستشارات وتطوير رأس المال البشري برؤية عالمية، وقد خرَّجت برامجها التعليمية أكثر من 3000 مشارك لأكثر من 50 عميلاً من القطاعين الحكومي والخاص في السلطنة منذ تأسيسها في 2012، كما أن مركز القيادة الإبداعية (CCL) يُعّد من أبرز المراكز التدريبية في مجال القيادة على مستوى العالم؛ حيث يُعتبر المركز من أفضل عشر مؤسسات في العالم في مجال تقديم البرامج المفتوحة لتعليم المديرين التنفيذيين بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز"، وقد عمل في أكثر من 160 دولة منذ تأسيسه في سبعينيات القرن الماضي، ويقدم خدماته لثلثيّ المؤسسات الخمسمائة المدرجة على لائحة مجلة "فورتشن".

وتشرف وزارة القوى العاملة على تنفيذ مبادرة البرنامج الوطني للتطوير القيادي وتمكين الإدارات العمانية الوسطى والعليا في القطاع الخاص "اعتماد"، بالتعاون مع فريق المبادرة الذي يأتي معظم أعضائه من القطاع الخاص، فيما تدعم وحدة دعم التنفيذ والمتابعة المبادرة وتتابع سيرها.

تعليق عبر الفيس بوك