هلال الشيادي | سلطنة عمان
أيامَ كنا مع الأولاد في الحلةْ
نلهو ونلعب نقضي وقتنا كلهْ
//
نمد أحلامنا الحمقاء في شغفٍ
نظن كل مُنى أحلامنا سهلةْ
//
كنا إذا الليل غطتنا عباءته
يزورنا البدر والنجمات في التلةْ
//
وفي الـوسائد نلقى النوم منتظرا
بأن نعود إلى أحلامنا مثلَهْ
//
وإن بدا الصبح بسّاما بطلعته
نمضي لوضع أمانينا على سلة
//
نسعى إلى البحر في شوق لنوقظه
ونفرش السِيف فوق الرمل والغَّلة١
//
لما تخذنا جدار البيت مدرجنا
إلى السماوات مدتْ كفَّها النخلة
//
فكم لهونا بها نصغي لضحكتها
وكم ضحكنا على تفكيرنا الأبله
//
ونصنع الرمل قصرا ثم نهدمه
وكل رمل يناجي حينها رمله
//
نشارك الطير في أعشاشه لعباً
فنحن أفراخها نلهو مع الشلة
//
فوق السطوح اقتحمنا الدهر مثل دمى
نسابق الوقت لا نعطي له مُهلة
//
في كل ماء لنا من عنده لُعَبٌ
في البحر في القطر في المزراب في (الجِّلة)٢
تلك الطفولة في أدنى بساطتها
كانت لنا وإلى آمالنا وصلة
//
مرت بنا طفلةُ الأيام مسرعةً
كأنما هي من أعمارنا وهلة
//
كنا صغارا وهذا الحي عالمنا
حتى الأمانيُّ كانت مثلنا طفلة
//
يجري الزمانُ على هيئات فكرتنا
فلو تجاوَزَنا لم نستطع حمله
//
فكل شيء صغيرٌ حولنا؛ ولذا
نرى الحياة على أشكالها حفلة
//
إذا تيبست الدنيا على كمدٍ
فنحن تبقى لنا بالسعد مبتلة
//
كنا إذا باتت الأيام مظلمةً
نبدو بضحكتنا من بينها شعلة
//
تلك الطفولة ما أحلى براءتها
كالعيد كالحب كالغيمات منهلّة
//
تمضي الحياة بنا في متن أشرعة
أجْمِلْ بنا رُحَّلا أمْتِعْ بها رحلة
...............
هوامش:
هذا المقطع ألهمني هذي القصيدة
١ الغَّلّة هي بقايا ماء البحر في حالة الجزر
٢ الجلة هي مكان لتجميع الماء لتوزيعها لسقي النخيل