تجربة عمان في تدريس اللغة الألمانية

 

 

 

منيرة الزدجالية

 

في إطار تطوير نظام التعليم في سلطنة عمان بما يخدم تنمية المجتمع العماني، توجهت وزارة التربية والتعليم إلى تنويع خيارات الطلبة في مرحلة التعليم ما بعد الأساس؛ حيث بدأت الوزارة في تنفيذ تجربة تدريس مادة اللغة الألمانية كمادة اختيارية في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي (الحادي عشر والثاني عشر) اعتباراً من العام الدراسي 2012/2013م كمرحلة تجريبية في ثلاث مدارس في محافظة مسقط ومدرستين في محافظة جنوب الباطنة.

يستند تدريس اللغة الألمانية بمدارس السلطنة على الفلسفة التربوية لسلطنة عمان والتي تحتوي على المبادئ والأسس التي تشجع على التواصل مع الآخر واحترامه والانفتاح على الحضارات الأخرى والاستفادة مما لديهم من معارف وعلوم ومهارات مختلفة. وتسعى وزارة التربية والتعليم من خلال تدريس مادة اللغة الألمانية كمادة اختيارية بالصفين الحادي عشر والثاني عشر إلى فتح مجالات دراسية ومهنية للطلاب داخل السلطنة وخارجها بعد دراستهم للمادة. وأيضاً يحصل الطالب في الصف الثاني عشر على شهادة عالمية (Fit in Dutsch) والتي يتم من خلالها فتح آفاق أكاديمية ومهنية في المستقبل.

ويتضح من خلال دراسة الطالب للغة الألمانية أنّه يكتسب ثقة بالنفس، حيث يتحدث اللغة الألمانية بطلاقة لأنّ لديه حصيلة لغوية من المفردات والقواعد الأساسية التي يستطيع من خلالها التواصل مع الآخر والتعاون معه بفاعلية وإيجابية، وهي تشجع الطالب على التعرف على الثقافة الألمانية والتعرّف على مكوناتها والاستفادة من الجوانب المتميزة منها.

ولكوني سابقاً معلمة أولى في اللغة الانجليزية وحالياً معلمة لغة ألمانية ومن أوائل المعلمين ذوي الخبرة والذين تم اختيارهم لتدريس هذه المادة. وبعد تدريسي لهذه المادة في في مدرسة الأمل للتعليم ما بعد الأساسي لمدة سبع سنوات، لاحظت الفرق في المخرجات من الطلاب الذين درسوا اللغة الألمانية مقارنة بالطلاب الذين درسوا اللغة الإنجليزية على مدى اثنتي عشرة سنة، فطالب اللغة الألمانية يستطيع التحدث بطلاقة ويعرض المادة العلمية بثقة ويتعلم في سنتين فقط كل المواضيع التي تتناسب مع فئته العمرية ويستطيع أن يعمل في المشاريع التعليمية بكل سهولة وثقة.

وأيضاً يستطيع الطالب أن يشارك في المسابقات العالمية ويستطيع أن يشارك في الفعاليات والبرامج الخاصة باللغة الألمانية كالمسرحيات والأنشطة اللاصفية. فمادة اللغة الألمانية تركز على تعلم الطالب اللغة الألمانية تحدثاً وكتابةً فهو يستطيع أن يتواصل مع متحدثي اللغة الأم بكل طلاقة وإيجابية. أيضًا يتعرف على الثقافة الألمانية فهو يستطيع الاستفادة من الجوانب المتميزة منها بما يتلاءم مع ديننا الإسلامي وعاداتنا وتقاليدنا في المجتمع العماني.

 إضافة إلى ذلك أقوم بالتنسيق مع الجامعات التي يتم بها تدريس اللغة الألمانية كجامعة السلطان قابوس والجامعة الألمانية وجامعة نزوى والمعهد الثقافي الألماني، والأماكن السياحية التي يتواجد فيها السواح الألمان مثل سوق مطرح، بيت النعمان، وغيرها..) وذلك لكي يتواصل الطالب مع متحدثي اللغة الأم مما يزيد من الثقة بالنفس وتواصلهم الإيجابي مع الآخر وأيضًا يتيح لهم حبّ اللغة من خلال التعرّف على الآخرين وثقافتهم وتوسيع دائرة معارفهم ومداركهم ومهاراتهم اللغوية.

ومن خلال تدريسي لهذه المادة، أنصح الطلاب بأن يختاروا تعلّم اللغات لأنّها تفتح لهم آفاقا عديدة في مجلات مختلفة أكاديمياً ومهنياً وتزيد من نسبة فرص العمل المستقبلية. وأيضاً من خلالها يكتسب لغة أجنبية تساعده على التواصل والتبادل بين اللغات والحضارات ومختلف الثقافات وهو ضرورة لمتطلبات الرؤية المستقبلية للسلطنة 2040 والتي تعتمد على قطاع السياحة كأحد أهم القطاعات الواعدة في السلطنة.

 

 

  • معلمة لغة ألمانية

مدرسة الأمل للتعليم ما بعد الأساسي (10-12)

تعليق عبر الفيس بوك