نظمته اللجنة الوطنية للشباب بمُشاركة 40 شابا وشابة

"يشهدون" يصل محطته الأخيرة بعد نجاح تدريب الشباب على آليات توثيق التاريخ الشفوي من كبار السن

مسقط - الرؤية

في النشاط الأول للمشروع من عام 2019، اختتمت اللجنة الوطنيّة للشباب مساء أمس الورشة النظرية من مشروع "يشهدون"، التي أقامتها اللجنة بفندق مجان بمحافظة مسقط خلال الفترة 16إلى19 يونيو 2019، بمشاركة 40 شابًّا وشابّة من المهتمّين بالمجال توثيق التاريخ الشفوي وتدوين التاريخ من أفواه الرواة كبار السنّ.

وتمّ تكريم المشاركين في حفل ختامي مبسّط، ألقى فيه حمد بن سالم العلوي أمين سرّ اللجنة الوطنية للشباب كلمة قال فيها: "أتقدّم بتهنئة الشباب المشارك على وصوله لختام الورشة بعد أربعة أيام من التدريب المكثّف، نظريًا وعمليًا، على طرق وآليات التوثيق العلمي للتاريخ الشفوي من أفواه كبار السن، بدءًا من التعرف على مختلف بيئات جمع التراث الثقافي، وتكوين فريق جمع المواد الميدانيّة، وطرائق جمع المواد ميدانيا وآلياته، فضلاً عن إعداد خطة بحث مناسبة للمواد التي تم جمعها". وتابع:"لا أقول إننا ننتهي بنهاية إعدادكم خطط البحث، بل وننطلق معكم في مرحلة النزول إلى الميدان، حيث تتحوّل معرفتكم النظرية التي تلقّيتموها على أيدي أساتذة متخصصين في مجال التراث الثقافي غير المادّي، نخصّهم بالشكر من هذا المنبر، بحيث تتحول هذه المعرفة النظريّة إلى واقع عملي من الملاحظة الذكيّة، والتدوين العلميّ، والمقابلة المتمرّسة، لنتمكن معكم وبكم من حفظ تراثنا العمانيّ المرويّ من النسيان والسهو في خضمّ تسارع وتيرة الحياة، ونمارس المواطنة والانتماء إلى هذا البلد العزيز من خلال تبنّي مثل هذه المشروعات، التي لا يخفى علينا ما تؤصّله فينا وتوثّقه بهويّتنا العمانية، لنرسم لها مسارها المستقبليّ الذي لا يتناقض مع صورتها الماضية والحاضرة". واختتم كلمته قائلاً: "إنّ العمل القادم الذي سيتمّ على أيديكم وبإشراف نخبة من المختصين لن يتوقّف عندكم وحسب، بل وستشكركم عليه الأجيال اللاحقة شبابنا وأنتم تشكّلون حلقة الوصل بينهم وبين من سبقوكم من الآباء والأولّين".

ويعد مشروع يشهدون ضمن برنامج "المواطنة والانتماء" الذي تنفذه اللجنة بمعيّة 4 برامج مستدامة أخرى. وتسعى الورشة ضمن هذا المشروع إلى تدريب الشباب على طرق وآليات التوثيق العلمي للتاريخ الشفوي من كبار السن وطرق مقابلتهم وإعداد الأسئلة، والإشراف عليهم ميدانيًا أثناء قيامهم بالتوثيق، ومن ثم تقييم التجربة والاستفادة من نتاجاتها المرئيّة والمكتوبة والمسموعة؛ لنشرها وتسويقها بين الشباب؛ لتحقيق هدف المشروع بما يخدم أهداف اللجنة الوطنية للشباب.

وقال محمد الرواحي عضو اللجنة الوطنية للشباب رئيس مشروع يشهدون إن من كبار السّن من يحفظون التاريخ في صدورهم ونسمّيهم "الرواة"، وهم يملكون الكثير من مكونات الإرث الحضاري العماني، مشيرا إلى أنَّ هذا المشروع هدف إلى إشراك الشباب في جهود المحافظة على هذا الإرث من قصص وأحداث وأمثال وحكم، لتقوية تمسكهم بحضارتهم الإنسانيّة، وتأهيلهم بمهارات التوثيق، وتعزيز دورهم في المحافظة على التاريخ الاجتماعي والثقافي والاهتمام به. وأضاف الرواحي: "استهدفنا فئة الشباب من 19- 39 سنة، في دورة تتكون من 3 أسابيع، يكون الأسبوع الأول نظريًا على شكل ورشة، فيما يخصص الأسبوعان الآخران منها للتطبيق العملي، حيث ينزل المتدربون الشباب إلى الميدان ويلتقون بالرواة ويجرون معهم المُقابلات. بعد ذلك يقومون بتسليم الموادّ بعد دراستها وتفريغها كما تمّ تدريبهم على ذلك في الورشة للمتخصصين المشرفين عليهم".

وقدمت ورشة "يشهدون" الأكاديمية والباحثة العمانية الدكتورة عائشة الدرمكيّة، بمعية مساعدي الباحثين الدكتور ناصر الصقريّ، وتهاني الحوسنيّة.

وتناولت الورشة النظرية أهمية صون التراث الثقافي ميدانيًا، وبيئات جمع التراث الثقافي، وفريق جمع المادة الميدانية، وطرائق جمع المادة ميدانيًا وآلياته، وإعداد خطة بحث مناسبة للمواد التي تم جمعها. كما تناولت الورشة دواعي جمع التراث الثقافي الاقتصادية والثقافية والحضارية والاجتماعية، فضلاً عن دواعي الاستدامة. واهتمت الباحثة في الورشة بتبيان وسائل جمع التراث الثقافي من ملاحظة وتدوين ومقابلة، كما وضّحت مهامّ الجامعين والمشرفين، وطريقة إعداد دليل الجمع الميداني وكيفية الاستفادة منه، فضلاً عن مراحل الجمع الميداني للمواد وإجراء المقابلات مع الرواة الإخباريين وتفريغها وإعداد الخطة العلمية لها.

واختتمت الورشة بإجراء مقابلات افتراضية فيما بين الشباب المشاركين تم تسجيلها تسجيلاً مرئيًا وعرضها لانتقادها وتصحيح مساراتها.

وقالت الدكتورة عائشة الدرمكية: "يعُد مشروع يشهدون كوادر وطنية في مجال البحث في التراث الثقافي، وهو موضوع مهم جدًا ووطنيّ جدًا وملحّ جدًا أيضًا. سيخرّج هذا المشروع باحثين وجامعين ميدانيين سيكون لهم أثرهم في مجال توثيق التاريخ الشفوي".

تعليق عبر الفيس بوك