سميرة الزغدودي و فريد مرازقة
فريد مرازقة:
خذني إليك فانت سحر مشاعري
أنت القصيد ومقصدي بدفاتري
//
خذني وكن نبضاً يعانق أحرفي
كن أوّلي يابن الجمال وآخري
//
خذني ففي عينيك هامت مهجتي
كالظبية العطشى لنبع هادر
//
ما انفك نبضي في هواك مدندنا
لحنا كزقزقة لأجمل طائر
//
دعْني أذُبْ كالشمع في حضن الهوى
وأعشْ على قمم الرؤى يا شاعري
//
إنّي على أمل اللّقاء كطفلة
تهفو لبغيتها بصبر حائر
//
عيناي تسرح في الخيال طموحة
وأناملي تختال بين ضفائري
//
أهفو ليوم لا كأيّام الدّنا
لمّا أراك بأمّ عيني زائري
//
سبحان من وهب القلوب غرامها
وبحبّك الفوّاح عطر خاطري
//
خذني بذنبي لا تدعني للجوى
لا تهجرنّ صبابتي يا آسري
//
صلوات عشقي تعتريني كلما
ترتيلة العشق اعتلت بمنابري
//
صلني وأَنقذ لي الحشاشة مرّةً
ليظلّ بي دوماً جنون مشاعري
//
واستقبل الاشواق من وصل اللّمى
لنذوق من عذب الرضاب النادر
//
عيناك سرّ سعادتي وصبابتي
بهما يظلُّ جمال لحظك آسري
//
وعلى الشّفاه الناطقات تورّدتْ
أحلى القصائدِ في بهاء ساحرِ
***
سميرة الزغدودي:
.. حَسْبِي وَحَسْبُكَ مِن غَيُورِ قَد غَوَى
يَا نَبْضَ قَلْبِي أَنْتَ إِلْفِي وَالهَوَى
//
ياَرَبِّ عُذْنَا مِن فِرَاقِ قَاتِلٍ
فَبِنَارِ شَوْقِي ذَابَ قَلْبِي وَاكْتَوَى
//
لِهَوَاكَ فِي الوِجْدَانِ خَيْرُ تَفَتُّحٍ
كَالوَرْدِ قَدْ مَسَّ الربِيعَ وَمَاذَوَى
//
أَوْدَعْتَ فِي الأَعْمَاقِ سِحْرَ تَأَرُّجِ
وَالعِشْقُ عَطَّرَ مُهْجَتِي لَمّا اسْتَوَى
//
قَلْبِي وَقَلْبُكَ لُغْزُ نَبضٍ دافِقٍ
وكِلاَهُمَا اعْتَنق الصَباَبَةَ وانْتَوَى
//
بِوُجُودِكَ الدُنْيَا تَحَلَّى طَعْمُهَا
قُلْ لِي بِرَبِّكَ مَنْ بِسُكَّرِكَ ارْتَوَى
//
يَا عِشْقَ عُمُرِي هَلْ أرَاكَ مُوَسِّدِي
حُضْنَ الحَنَانِ فَأنتَشِي بِالمُحْتَوَى ؟
//
أحْظَى بمَعْسُولِ الرُّضَابِ مُعَتَّقَا
يُنْشِي الحَشَا مِن بَعْدِ إِعْطَاءِ الدَّوَا
//
أَنْتَ الهَوَى حَيْثُ الرُّقِيُّ مَكاَنَةٌ
يُحْيِي رَمِيمِي وَاهِبًا فِيَّ القُوَى
//
إِيَّاكَ أَنْ أَلْقَى مُضَاجَعَةَ الجَفَا
وَعَذَابَ هَجْرٍ عَاصِفٌ فِيهِ الجَوَى
//
مِنْ دُونِكَ الدُنْيا أُجَاجٌ طَعْمُها
لاَتَخْنُقِ الأَحْلاَمَ قَهْرَا بِالنَّوَى
//
يَافارِسَ الأَحْلاَمِ يَا مَنْ لاَحَ لِي
كَالنَّجْمِ فِي أُفُقِي أَنَارَ وَمَاهَوَى
//
يَا مَنْ وَهَبْتَ شِغَافَ قَلبِي شُحْنَةَ
وَسَقَيْتَهُ مِن نَبْعِ حُبِّكَ فارْتَوَى
//
شُكْرَا لأِنَّكَ قَد أَنَرْتَ جَوَانِحِي
بِضِيَاء حُبٍّ مِن رَفِيعِ المُسْتَوَى
***
فريد المرازقة:
حَسْبِي وَ حَسْبكِ لَسْتُ مَنْ إيقَاعُهُ
سَهْلٌ وَ لَسْتُ أَخَافُ ذِئْبًا قَدْ عَوَى
//
وَ إذَا عَشِقْتُ فَمَا الجُيُوشُ تَصُدُّنِي
أَوْ عَاذِلٌ مِنْ فَيْضِ حُبِّكِ مَا ارْتَوَى
//
قَدْ ذُقْتُ مِنْ نَارِ المَحَبَّةِ وَ اللَّظَى
مَا ذَاقَ قَيْسٌ فِي الصَّبَابَةِ فَاكْتَوَى
//
لَكِنَّنِي مُذْ جِئْتِ صِرْتُ مُتَيَّمًا
وَ لِكُلِّ نَاوٍي فِي الصَّبَابَةِ مَا نَوَى
//
عَيْنَاكِ ضَرْبٌ مِنْ خَيَالٍ فاتِنٍ
من شَافَ حُسْنَهُما تَلَعْثَمَ وَ الْتَوَى
//
أَدْرِي بِأَنَّكِ لِلدُّنَا مَعْشُوقَةٌ
وَ الكُلُّ فِي عَيْنَيْكِ مَذْهُولًا هَوَى
//
وَ اللهِ لَسْتُ أَلُومُهُمْ فَقُلُوبُهُمْ
قَدْ هَدَّهَا بُعْدٌ يُمَزِّقُ وَ الجَوَى
//
فَلْتَرْحَمِي قَلْبًا سَكَنْتِ بُطَيْنَهُ
وَ مَلَأْتِهِ بِالحُبِّ مِنْ بَعْدِ الخَوَا
//
أَطَلَبْتِ مِنْ فَحْلِ الفُحُولِ صَبَابَةً؟
وَ جَعَلْتِهِ تِرْيَاقَ سُمٍّ وَ الدَّوَا
//
وَ نسيتِ أنَّكِ قَدْ سَريتِ بِعِرْقِهِ
حَتَّى احْتللت فُؤادَهُ خَارتْ قِوَى
//
كَيْفَ استَطَعْتِ؟ وَ قَلْبُهُ مُتحجّرٌ
مَا اهتَزَّ مِن حبِّ النِّساءِ و مَا انطَوَى
//
رَايَاتُهُ رُفِعَتْ وَ حِصْنُ فُؤَادِهِ
دَمَّرْتِهِ وَ مَلَكْتِ مَا فِيهِ حَوَى
//
هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ تَسْأَلِينَ مُجَاهِدًا
رَامَ الشَّهَادَةَ فيِكِ مُلْتَهِبَ النَّوَى
//
لَا تَقْتُلِيهِ فَإنَّهُ مَيْتٌ وَ لَا
تَتَعَجَّبِي مِنْ مَوْتِهِ فَهُوَ الهَوَى