تزييف التاريخ في "رسائل خوفو السرية" للكاتب: د. رضا عبد الرحيم


أمين خالد دراوشة | ناقد وأديب فلسطيني

تواجه الكتاب للأطفال والفتيان صعوبات كبيرة في وطننا العربي، إذ لم يظهر إلا في أواخر القرن التاسع عشر، وتأثر كثيرا بالمؤلفات المترجمة عن اللغات الأخرى. وفي العقود القليلة الماضية اهتم كثير من الكتّاب بأدب الناشئة، ولعب التطور التكنولوجي الهائل في الأجهزة المسموعة والمرئية دورا في جذب الأطفال إليها على حساب الكتاب الورقي، لذلك فالمسؤولية على المؤلفين عظيمة، وعليهم شد الناشئة إلى كتاباتهم من خلال الإثارة والمتعة.
وتبقى المكتبة العربية فقيرة ولا تلبي حاجاتهم الوجدانية والعقلية. ولا تعمل على تنمية طاقاتهم الإبداعية، وصقل شخصياتهم، وزرع القيم الجمالية في نفوسهم. ولا ننكر الجهود الكبيرة للعديد من الكتّاب التي حققت الهدف المنشود منها.
إن الأدب هو الكلام الذي يثير عواطفنا، ويحرك الكامن في نفوسنا، ويؤثر في عقولنا، ويعمل على تغير مواقفنا من الحياة. وأدب الناشئة لا يختلف كثيرا عن هذا التعريف إلا كونه يكتب لفئة محددة من المجتمع، واسلوب هذا الأدب يجب أن يكون سهلا ليفهمه المتلقي، ومبتعدا عن التعقيد، وخلط الموضوعات، ولا يتعدى المفاهيم التي تستوعبها الناشئة.
فما الذي تناوله د. عبد الرحيم في مسرحيته؟

 يتناول الباحث الدكتور رضا عبد الرحيم في مسرحيته المدرسية موضوع غاية في الأهمية، فتزييف التاريخ أكبر جريمة يمكن أن يرتكبها البعض، فماذا لو كان المزييف يدعى إنه عالم ويبحث عن الحقيقة؟
قسم المؤلف عمله إلى مشهدين، في المشهد الأول يظهر الملك خوفو والساحر والكاهن "ددى"، ويدور حديثهما حول براعة بناء الهرم والذي أطلق عليه الملك اسم "أفق خوفو". يطالب الملك الساحر أن يحضر كتاب "تحوت" (إله العلم والحكمة عند قدماء المصريين)، كي يوضع فى مكتبة المعبد الجنائزى الواقع شرق الهرم. يتفاجأ الساحر بهذا الطلب، ويخبر الملك إن تعاليم وأسرار المعبود "تحوت" موجودة في صدره، وهو لا يستطيع أن يبوح بها لأحد.
يغضب الملك، ويحاول ددى أن يلطف الجو، قائلا: "مولاى و سيدى الملك الإله. فمثلى لا يجرؤ على غضب إله عظيم مثلك، لكن ربما كان فى الكتاب ما يغضبكم، ويعكر صفو حياتكم، ولا أريد أن أسبب لكم أى ضيق".
خوفو يتسائل بحيرة: وهل فى الكتاب حقا ما يغضبنى؟! فيخبره إن الكتاب يحتوي أخبار السابقين وأنباء اللاحقين. تاريخ الأجداد، ومستقبل الأحفاد.
خوفو يندهش هذا الكلام، فهل مستقبل الأحفاد في خطر. ويتحدث عن مقدرات الساحر الخارقة كأن يجبر أسدا على السير خلفه، أو يقطع رأس أحدهم ويعيده بتعاويذه.
طالب الملك أن يرى إحدى معجزات ددى، الذي يحاول الهرب بحديثه، ومع تصميم الملك، يقول ددى: إن سيحدث الملك عن قصة مثيرة ستحدث آخر الزمان، وستعرف فيها مستقبل "كمت" (اسم كان يطلق على مصر)، يبدي خوفو شغفه بسماع القصة، ويطلب ددى الأمان ففي القصة ما قد يزعج الملك، وينال مراده.
في المشهد الثاني يبدأ ددى بسرد حكايته، موضحا إن "التنبؤ بحوادث المستقبل ليس معناه التمكن من التحكم فى نتائجه…وإن لكل عصر منطقهُ، وأن المبادىء التى يتبنها أو يعتنقها عصر معين ليس من الضرورى أن يتبنها عصر آخر أو يسلم بها".
يستعجله خوفو بالدخول في لب القصة، فيخبره إنه في آخر الزمان سيزور هرمه العظيم إناس كثر ويحجون إليه. ينبسط الملك، ويضيف ددى: وسيأتي إناس أيضا يكرهون نسبه إلى أصحابه، ويحاولون أن ينسبوه لأنفسهم ولأجدادهم.
يستهزأ خوفو بالكلام، ويستمر ددى بالحديث، ففي آخر الزمان سيعلو العبيد فى الأرض، ويكون لهم دولآ وأمبراطويات، ولأنهم يفتقرون إلى جذور سيحاولون سرقة أحفادكم بحقهم التاريخى فى هذا الصرح العظيم.
يستغرب خوفو، ويتساءل: كيف يكون ذلك؟
يقول ددى: "سيحضرون للتنقيب عن آثاركم فى كل بقاع الأرضين "كمت"، سينبشون كل مقبرة ليثبتوا لهم تواجد فى صنع حضارتكم التليدة، سيزيفون التاريخ، ويحرفونه من أجل الحصول على حق تاريخى فى هذه الأرض الطيبة".
وهنا، يتدخل خوفو ليعبر عن حيرته، وهل سيختفى المصريون فى أخر الزمان؟ أم سيغزو "كمت" شعوب الصحراء؟
يطمئنه ددى، إن المصريين سيتوالدون ويتكاثرون كأرنب برى، ولن يستطيع أحد غزوهم.
ولكنهم سيحضرون بزي علماء، ويقنعون أحفادكم بعملهم العلمي.
سيأتى أثنان، ويستهزأ خوفو بالعدد، ويطال باحضارهما أمامه الآن، وإلا أعتبر ددى كهلا مخرفا، وأمر بعودته إلى مدينته ميدوم، ومنعه من الخروج منها ويضيف: استخدم سحرك، أريد معجزة تنقذ إسمى من العدم والفناء، إن الأمر جد خطير.
يتلو  ددى تعاويذه فيظهر على المسرح إثنان بملابس حديثة ،وملامح أجنبية، يتحدثان بلغة أجنبية، ويظهر على ملامحهما الإندهاش. ويمثلان دور العلماء وهم بالحقيقة لصوص تاريخ.
فمن هم هؤلاء اللصوص؟
هم من أصحاب الشعر الأصفر والعيون الزرقاء، وبطريقته يجعلهم الساحر يتحدثان بالعربية، يندهشان لوصولهم ووقوفهم أمام الملك خوفو.
يتحدث اللصان عن كونهما باحثين وعالمين قدما ليدرسا ما خلفته الحضارة المصرية من آثار، وليحافظا عليها من الاندثار والعبث.
يغضب الملك، فيقول أحد اللص: "إن حضارتكم وما خلفتموه من أثار ليست ملكا لكم وحدكم، إنها ملك الإنسانية".
يخاطب خوفو الكاهن المبجل: صدقت، إنهم يقدمون لأحفادي العسل والسم في داخله.
اللص الأول يحاول تهدئة الملك خوفو: أخذنا عينة بسيطة لا تتعد 2 مل  فقط من خرطوشكم، ومن تحليلها أثبتنا أن الهرم الأكبر عمره 15 ألف سنة.
خوفو يبادر بالحديث: معنى ذلك "أن هرمى (أفق خوفو)  ليس ملكا لى، بل ربما ذهبوا إلى أنه لا يخص الحضارة المصرية كلها، هكذا إذا يزيفون التاريخ، يطمسون إسمى، وربما يكتبون أسماء أجدادهم !!(هازئا): ياله من علم!! أنهم يزعمون النتائج ثم يبحثون عما يؤكدها! ياله من علم!.
ويأمر خوفو الساحر بإجراء محاكمة لهما، فالهرم مساكن الروح.
يقول ددى:
"الملك الإله العظيم خوفو سيظل هرمكم العجيبة الوحيدة الباقية على مر الزمان، وسيظل أسمكم محفوظ  مهما حاولوا طمسه.إن هرمكم الأكبر يعتبر المعجزة المعمارية الوحيدة التى وقفوا أمامها عاجزين عن حل أسرارها".
يتحدث اللصان عن قانونية عملهما فهما حصلا على تصريح من المجلس الأعلى للأثار. وكلفت الإدارة المسؤولة عن الهرم  ثلاثة مفتشين لمرافقتهم، ولكنهما دخلا إلى الحجرات الخمس التى تقع فوق حجرة الدفن وحدهم.
ددى يقول: إذن أهمل البعض، وغافلتم المرافق وفعلتم فعلتكم دون علم من أحد. أما خوفو فيسأل باستنكار عن تعاون أحد أحفاده مع اللصين.
أخذ اللصان جزء بسيط من مداد الخرطوش لمعرفة عمره، خوفو يوجه كلامه لهما: هذا العلم الي اخترعتوه يقول إن الهرم الأكبر(أفق خوفو) ليس ملكا لى ولا لأحفادى من بعدى. بناء على تحليلكم لعمر المداد الأحمر الذى كتب به الخرطوش. والذى أثبتم فى معاملكم أن المداد اقدم وأسبق من الهرم نفسهُ. ولكن: "إن عمر المادة لا علاقة لها بعمر البناء، فقد يرجع عمر الحجر إلى خمسين ألف سنة، وليس 15 الف سنة فقط!!(هازئا): فماذا تقولا فى هذا؟".
فحتى لو دفعتم الرشوة، وزيفتم التاريخ، لن تستطيعا وضع التاريخ في المعامل. يتدخل اللص الباحث الثاني ليقول للملك: أراك تحتقر العلم.
الملك بلغة صارمة: "كيف؟!!وهذا الهرم الأكبر دليلا خالدا على إيماننا بالعلم بل وبلوغنا قمته فى سائر العلوم وأولها الرياضيات والهندسة وميكانيكا التربة والفلك وغيرها".
إن التاريخ لا يمكن إخضاع وقائعه لما يخضع له العلم من المعاينة والمشاهدة والفحص والإختبار والتجربة، ولا يمكن الحصول منه على قوانين علمية يقينية ثابتة.
اللص الأول(محاولا فرض منطقه): التاريخ علم نقد وتحقيق.
خوفو(بهدوء وصرامة): النقد والتحقيق !!من يقوم بهما ؟(يشير بإصبعه إليهما، تحقيرا من شأنهما ) لصان !! إن العلم إذا لم يبنى على القيم ليس علما، "إن حضارات الأمم تقوم على دعامتين العلم والخلق،وليس العلم فقط، ويظل القلب والضمير المصدر الأعلى للقيمة وللمعرفة على السواء".
يتهم ددى اللصين بسرقة حضارة وإختلاق تاريخ. فالمؤرخ  اليهودى المعاصر لكما "شالومو ساند" "لم يجد دليل أثرى واحد على أنه كان لأجدادكم أى وجود فى مصر.
لم يكن لكم وجود إطلاقا فى الدولة القديمة، حيث بنيت الأهرامات. وأن أول ذكر لوجودكم جاء بعد أكثر من 700 عام من بناء أهرامات الجيزة."
ويتدخل خوفو بنبرة متحدية:
"إذا كان أجدادكم هم بناة الأهرام –كما تدعون- فلماذا لم يبنوا مثلها فى أى مكان آخر من العالم؟!لماذا لم يهدموها قبل خروجهم من مصر –كما يفعلون فى كل مكان يخرجون منه؟ إنهم لو كانوا إستطاعوا بناء الأهرام فما أيسر قيامهم بهدمها!".
اللص الثاني (محاولا الدفاع ):لا يوجد علم يقينى كل العلوم قابلة للتغيير، وكل تجربة يلحقها شكل من أشكال التغيير. إستنتاجاتنا تقريبية وإحتمالية وبالتالى غير يقينية.
خوفو غاضبا: إنكم "لن تستطيعوا إدخال التاريخ فى معاملكم. التاريخ هو علم الإنسان فى الزمن، والزمن هو المادة الأساسية للتاريخ، فهل تستطعون أن تضعوا الزمن فى المعامل؟"
ويضيف: إن حقدهم الدفين، وإفتقارهم إلى جذور يدفعهم إلى تدميرنا نحن.
اللصان: إنه العلم.
خوفو(واهنا): إنه لعب بالنار، هل يستطيع أحفادى الوقوف أمام كل هذه الإدعاءات والأكاذيب؟!
 يطلب خوفو من الكاهن أن يسجل: أن بناة الأهرام لم يكونوا مخلوقات غريبة من كوكب آخر؛ فأسماؤهم مصرية، وأنهم عمال مصريون دما ولحما. وإن "الحياة الإنسانية  نهر متصل، ينبع من حيث بدأت الإنسانية –هنا- فى مصر، ويتسلل من خلال العصور والأجيال، يسقى أبناء اليوم من رحيق ما خلف أباؤهم حتى يبلغ بالإنسانية غاية المدى من الكمال".
خوفو(حاسما):قل لأحفادى أن للأموات وجودا هو وجودكم. وإن لهم تقدمهم وهو تاريخكم، فحافظوا على تاريخكم التليد .
يأمر خوفو حراسه بإدخال المهندس حم – إيونو مهندس الهرم الأكبر، يأمر الملك المهندس بإجراء تعديلات في تصميم الحجرات الخمس، رغم الانتهاء من بناءها، ولكن لا بد  من أن تكون مساحة الفتحات التى تؤدى إليها صغيرة جدا حتى يصبح الوصول إليها صعبا.
يهمس لنفسه "ربما تمكّنا يا ددى من التحكم فى نتائج المستقبل!!". ويطالب بعدم وضع جثمانه في حجرة الدفن، وعدم نقش اسمه، ويرد المهندس:
"سامحنى وأغفر لى، فقد قمنا بالفعل بكتابة أسمكم العظيم داخل أهليج يليق بكم داخل الحجرة الخامسة".

جاء عنوان المسرحية ملائما، ويثير الرغبة في المعرفة، والأحداث متسلسلة ومترابطة ومتماسكة، ومثيرة وتدخل حب الاستطلاع في نفوس الناشئة، وتساعد في توسيع مداركهم، وهي قصة تربوية هادفة.  والقضية الرئيسية فيها هي التحذير من سرقة التاريخ المصري من قبل الحركة الصيونية التي تحاول بشتى الطرق إثبات ما لا يمكن إثباته، وإذا اختار المؤلف الاهرامات وبناؤها كمكان إلا إنه يمكن إسقاط المسرحية عى ما يحصل في فلسطين، وخصوصا إشارة الكاتب إلى  أصل الباحثين اللصّين، ومؤلفات المؤرخ شلومو ساند الذي نفى أي حق للصهيونية في فلسطين وغيرها.
يجنح الاسلوب إلى استخدام اللغة الفصحى كونها مسرحية تربوية، وجاءت اللغة بسيطة وواضحة أحيانا، وفي بعض الحوارات كانت فوق مستوى الناشئة مثل قوله على لسان خوفو: "إن تفكيركم العلمى البرجماتى يستعير الأساليب العقلية التى يرى أنها نجحت عمليا فى مجال من المجالات العلمية ليستخدمها ويطبقها فى مجال آخر دون أن يعرف نتيجة هذا التطبيق. إنه يشبه شباك الصيد تلقى فى البحر دون أن يعرف ما ستحمل هذه الشباك . فعمليات العلم هنا عمياء".
يتميز أدب الناشئة عن أدب الكبار في أنه يحتاج للالتزام بشروط تربوية وثقافية من قبل الكاتب، فعليه أن يراعي السياق التربوي، "وأن يتجنب غريب الألفاظ ومجاز الأساليب وأن يجعل جمله قصيره تدع الفرصة للقارئ، أو السامع لإدراك الحوادث وتخيلها، وأن يختار من الألفاظ ما يثير المعاني الحسية كالمبصرات والمسموعات والمتحركات والملموسات والمشمومات، بغير مبالغة وتفصيل". (نبيه القاسم. أدب الأطفال..مفهومه وأهميته. في: مؤتمر أدب الأطفال لفلسطيني الداخل. عكا والجليل: منشورات مركز ثقافة الطفل. ط1. 2006م. ص23) بحيث يتم مراعاة قاموس المتلقي اللغوي. ويحمل أدب الناشئة الجيد المعرفة لهم، ويتيح لهم التعرف على التجارب الإنسانية عبر المتعة واللذة، فهو أبدا ليس عبارة عن سرد لا فائدة منه سوى إضاعة الوقت.
وليس أدب الناشئة لمجرد التوضيح وتقديم الاستنارة، بل هو "يكشف للأطفال سرّ الجمال والحقيقة، كما أنه ليس لمجرّد أن يشرح الإنسان به نفسه لنفسه، ولكنه بالإضافة إلى ذلك يمكّن الأطفال من أن يقبلوا الحياة كما هي وأن يعيشوها إلى أبعد أعماقها". (عبد الفتاح أبو معال. أدب الأطفال..دراسة وتطبيق. عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع. ط1. 1984م. ص 17)
فالكتابة للناشئة مسألة معقدة وغير سهلة، فأدبهم هو "خبرة لغوية في شكل فنّي من التعبير الأدبي، له قواعد خاصة، ومناهج خاصة، يأتي في صور مختلفة، وأشكال متعدّدة، وموجه لفئة معيّنة...، وله قاموس لغوي خاص، ويتمشى هذا الأدب مع قدرات الطفل، ليجعل منه كائنا اجتماعيا وتربويا، ليتكّيف مع مجتمعه وعصره". (بشارة مرجية. الترجمة للأطفال تثقيف واتصال. كفر قرع: دار الهدى للطباعة والنشر. ط1. 2001. ص73)
ويمكن الكتابة للناشئة شعرا أو نثرا، على أن تمتاز بالخيال الممتع، ومضمون تربوي يهدف إلى تنمية المعرفة لديهم، ويحقق لهم المتعة والإطلاع على تجارب الآخرين.
 ارتكز المؤلف في كتابته على استثارة ملكة الخيال لدى الناشئة، فينقلهم على بساط الريح إلى عوالم جديدة، فشخصية الساحر ددى لديها قوى خارقة. وتتعامل مع الزمان والمكان بصورة غير منطقية. "وتسعى إلى تنمية طاقات الطفل الإبداعية تأكيدا للعلاقة الوثيقة بين الخيال والإبداع". (فوزي عيسى. أدب الأطفال. الاسكندرية: منشاة المعارف. ط1. 1998م. ص288)
إن من المهم أن يعمل التربويون على استثارة الخيال، وإذكاء جذوته عند الطفل بأساليب وطرق متنوعة.
لا شك إن المسرحية ستحدث تأثيرها الإيجابي والعميق على الناشئة، فهي تزيد خبرتهم، وتفعّل مقدرتهم الفكرية، وتشبع فيهم حب الاستطلاع لمعرفة ذواتهم، ومعرفة البيئة حولهم وما يدور فيها. وجاءت النهاية مفتوحة، وكأنها تقول: لقد قام أجدادنا بما عليهم، فهل نحن على قدر المسؤولية للمحافظة على انجازاتهم؟
كما أنها تشبع خيالهم، وتهبهم المتعة واللذة، فالأدب القيم هو من يتناول العواطف الإنسانية، ولا يهمل بالطبع الجوانب الأخرى التربوية والتعليمية والترفيهية.

 

تعليق عبر الفيس بوك