أكد أهميته في توفير فرص العمل للشباب وتعميق العلاقات العمانية الصينية

السيد أسعد: افتتاح أول مصنع لإنتاج البوليمر في السلطنة يسهم في توطين الصناعات البتروكيماوية

...
...
...
...
...
...

◄ "تنمية نفط عمان" المشتري الرئيسي لمنتجات المصنع.. وآفاق تصدير واعدة لدول الخليج

◄ فيصل بن تركي: نسعى لنقل التقنيات الحديثة للسلطنة وإيجاد فرص عمل للمواطنين

◄ المصنع يطور الدراسات البحثية والعلمية بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس

أكَّد صاحبُ السُّمو السيِّد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، أنَّ افتتاحَ أول مصنع في السلطنة والمنطقة لإنتاج مادة البولي أكريلاميد -"المعروفة باسم البوليمر"- يُسهِم في توطين الصناعات المرتبطة بقطاع النفط، وتوفير فرص العمل للشباب.

ويأتي التدشين الرَّسمي إيذانًا باكتمال الإنتاج التجريبي للمصنع، الذي أقيم في منطقة ريسوت الصناعية بمحافظة ظفار، بشراكة عمانية- صينية، وبتكلفة إنشائية بلغتْ حوالي 20 مليون دولار أمريكي، وبطاقة إنتاجية تبلغ 15 ألف طن من البوليمر سنويًّا حاليًا، وترتفع الطاقة مع اكتمال المراحل المقبلة إلى 70 ألف طن سنويًّا.

الرؤية - نجلاء عبدالعال

تصوير/ راشد الكندي

 

 

وعَقِب حفلِ التدشين، أدلَى سموُّه بتصريحات للصحفيين؛ أكد فيها أنَّ المصنع يعدُّ استثمارًا متميزًا، خاصة وأنه الأول من نوعه في إنتاج هذه المادة على مستوى المنطقة، ويعكسُ عُمق العلاقات الإستراتيجية بين السلطنة والصين، لاسيما وأنَّ الصين هي الشريكُ الإستراتيجيُّ الأول للسلطنة في استيراد النفط العماني. وقال سموه إنَّ المصنع يُسهم في توفير فرص عمل نوعية وفنية لأبناء السلطنة، وهو التوجُّه الأهم حاليا، مُعربا سموه عن ثِقته في قدرة أبناء عُمان على اكتساب الخبرات والمهارات العالمية اللازمة، ليس فقط في قطاع النفط والغاز بل في جميع القطاعات. وأشاد سموه بهذا التوجُّه الاستثماري للقطاع الخاص في جلب شراكات عالمية مهمة في مجالات صناعية واقتصادية إلى السلطنة، وما تُوجِده من قِيمة مضافة عالية مع توفير فرص عمل للشباب العماني في مختلف التخصصات.

من جهته، قال صاحبُ السُّمو السيِّد فيصل بن تركي آل سعيد -مُمثِّلا للشركة- إنَّ التدشينَ الرسميَّ للإنتاج يعد احتفاءً بإضافة لبنة جديدة لقطاع الصناعة في السلطنة، وتحديدا في قطاع النفط والغاز، بالتعاون مع إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال وهي شركة ZL الصينية، مُوضحا أنَّ المجموعة تُعنى بتصنيع وتسويق باقة من المنتجات التخصصية ذات الجودة والتقنية العالية في مجال حقن آبار النفط. وأشار سموه إلى أنَّ منتج "البولي أكريلاميد" يعدُّ أحد أهم العناصر في عملية تعزيز استخلاص النفط من الحقول، والذي تتجه إليه بعض الشركات المنتجة للنفط في منطقة الشرق الأوسط، وأجزاء من العالم كالصين وكندا؛ نظرا لصعوبة استخراج النفط باستخدام التقنيات التقليدية، ومن بين هذه الشركات: شركة تنمية نفط عمان، والتي تعتبر أكبر شركة لاستكشاف النفط والغاز وإنتاجهما في سلطنة عُمان.

ولفتَ سموُّه إلى تمتُّع السلطنة بعلاقات وإرث تاريخي عريق مع جمهورية الصين الشعبية، وامتداد هذه العلاقة في إطارها الرسمي لأكثر من أربعة عقود من العلاقات الدبلوماسية التي تثمِّنها السلطنة والصين، وقال إنه ومنذ صدور البيان الرئاسي بين قيادة البلدين بشأن إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية في شهر مايو من العام الفائت، وتسعى الشركات من البلدين الصديقين للاستفادة من هذه الفرصة لتعميق العلاقات الثنائية الاقتصادية في مجالي الطاقة والتكنولوجيا... وغيرهما من المجالات التجارية والثقافية.

وأضافَ سموُّ السيِّد فيصل آل سعيد أنَّ افتتاح هذا المصنع في محافظة ظفار -والذي يعدُّ الأول من نوعه في السلطنة ومنطقة الخليج العربي- يُمثل ترجمة للتوجيهات السامية بتطوير القطاع الصناعي، معربا عن أمله في أنْ يكون المصنع في مُقدِّمة المبادرات التي من شأنها ترجمة الشراكة الإستراتيجية بين السلطنة والصين، إضافة لكونه يأتي امتثالًا للتوجيهات السامية بتشجيع القطاع الخاص للقيام بدور أكبر في التنمية الاقتصادية، خدمةً للأهداف التي ترتبط بالتنويع الاقتصادي، وإيجاد فرصة عمل للكوادر الوطنية، وتحسين الميزان التجاري، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وتابعَ قائلًا: إنَّ قرارَ إنشاء مصنع مُتخصِّص في إنتاج البولي أكريلاميد جاء بعد مناقشات طويلة ومستفيضة مع شركة تنمية نفط عُمان، المستخدِم الرئيسي للمنتج، كما أنَّه يتماشى مع سياسة السلطنة الاقتصادية، ويمثل تطبيقا فعليًّا لإستراتيجية القيمة المحلية المضافة الرامية لتعزيز إسهام قطاع النفط والغاز في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد؛ من خلال تحقيق أربعة محاور أساسية؛ هي: البضائع والخدمات، وتطوير قدرات الموردين المحليين، والاستثمار الاجتماعي، والتعمين والتدريب.

وأكَّد سموُّه أنَّ الجانب العُماني سيسعى -بالتعاون مع الشريك الإستراتيجي- إلى تفعيل مساهمة المصنع على مستويات عدة؛ أهمها: نقل التقنيات الحديثة في هذا المجال، وتطوير الدراسات البحثية والعلمية من خلال التعاون مع جامعة السلطان قابوس، وإيجاد فرص عمل للجادين من أبناء الوطن، وفتح فرص تدريبية للمهتمين.

وفي تصريحات للصحفيين، قال صاحبُ السمُّو السيِّد فيصل إنَّ اختيارَ منطقة ريسوت الصناعية لإنشاء المصنع كان خيارًا إستراتيجيًّا؛ نظرًا لقربه من حقول عمل شركة تنمية نفط عُمان -المشتري الرئيسي للإنتاج- موضحا أنَّ هناك مساعِيَ لجلب المزيد من الشركات العالمية لتوطين صِناعاتها في السلطنة. وأشار سموُّه إلى أن وجود شركات عالمية -مثل الشركة الصينية في السلطنة- يحفِّز بدوره الشركات الأخرى، خاصة إذا ما تعرَّفت على إمكانيات السلطنة والتسهيلات الجاذبة للاستثمار.

وألقَى الدُّكتور سُلطان بن سعيد الشيذاني المدير التنفيذي لهندسة النفط بشركة تنمية نفط عُمان، كلمة الشركة في الحفل؛ أكد فيها أنَّ افتتاحَ هذا المصنع في منطقة ريسوت الصناعية يُمثل حدثاً له أهميته الكبرى في الصناعة النفطية في السلطنة، بل وفي العالم، كما أنَّه يُمثِّل إضافةً قيِّمة في رصيد الاستثمار المحلي، وتجسيداً حقيقيًّا للشراكة المثمِرة بين الحكومة والقطاع الخاص. وأعربَ عن سعادة شركة تنمية نفط عمان بمُساهمة هذا المصنع في إيجادِ فرص عملٍ جديدةٍ ذات مستوى رفيع للشباب العماني، ونقل للتكنولوجيا والمعرفة، ولاستخدامه أحدث آليات الإنتاج والتصنيع، وهو مصدرُ فخرٍ كَوْن شركة تنمية نفط عُمان دعمت هذا الإنجاز وأسهمت في تحقيقِهِ. وقال إنَّ تصنيعَ البوليمر كان من الفُرص التي تمَّ تحديدها في إستراتيجية القيمة المحلية المضافة للنفط والغاز، والتي أُمِيط عنها اللثام في العام 2013، وهي واحدةٌ من بين 53 فرصةً تولَّت شركة تنمية نفط عمان قيادة أغلبها في السنوات الأخيرة، مُضيفا أنَّ الشركة حدَّدت مع شركائها في الحكومة، والمشغِّلين الآخرين والمؤسسات الخاصة المجالات التي يكون الطلب عليها عاليًا في الصناعة، بينما تنخفضُ فيها نسب التعمين، فكانتْ فرصة تصنيع البوليمر -الذي هو عِبَارة عن مواد كيميائية تُستخدم في عمليات الاستخلاص المعزِّز للنفط- من بين تلك المجالات التي توفِّر إمكاناتٍ كبيرةٍ للنمو في المستقبل، وتوفر فرصًا جيدة للعمل.

وأشار الشيذاني إلى مَا تُمثله طبيعة وخصائص المكامِن النفطية في السلطنة من تحديات كبيرة في مجال استخراج النفط، وهو ما حَدَا بالشركة للبحث عن تقنياتٍ غير تقليدية، وتطويرها من أجل رفع نسب الإنتاج، خصوصاً من المكامِن النفطية الثقيلة، وقد تكلَّلت تلك الجهود في هذا المجال بالنجاح في مُعظم تطبيقات الاستخلاص المعزِّز؛ مثل: الحقن بالبخار في حقول "قرن علم" و"أمل"، والحقن بالغاز في حقل "هرويل"، والغمر بالبوليمر في حقل "مرمول"، ومن ثمَّ حقل "نمر" الذي يشهد توسعًا مضطردًا، واحتل مكانَ الريادة عالميًّا، ويأتي افتتاح مصنع البوليمر اليوم كرافدٍ مهمٍّ وممكِّنٍ أساسي لاستمرار هذا النجاح وتوسعه.

وتابع القول: إنَّه وتأكيداً على السَّعي الحثيث لشركة تنمية نفط عُمان لتحقيق إستراتيجية القيمة المحلية المضافة للقطاع، يأتي دعم الشركة لهذا المشروع الرائد، وعقد الآمال الكبيرة عليه في توطين تقنيات استخراج النفط وتطويرها، ومن ثمَّ تقديمها للعالم كمنتج ومنجَز عُماني عالِي الجودة والقيمة؛ ومن علامات نجاح إستراتيجية القيمة المحلية المضافة فقد أنجزتْ الشركة 27 فرصةً استثماريةً حتى الآن، شملتْ فيما شملتْ تصنيعَ السقالات والأنابيب والصمامات، وتصنيع النشا، وإصلاح أنظمة الرفع الاصطناعي وتجميعها... وغيرها من المعدات المستخدمة في الصناعة. وأشار إلى أنَّ الشركة افتتحتْ حتى نهاية العام المنصرم 10 مرافق تصنيع؛ حيث أوجدتْ 234 فرصة توظيفية للعمانيين، وأسهمت في الاحتفاظ بمبلغ 247 مليون دولار أمريكي داخل البلاد.

واستطردَ: بذلك، تتبوَّأ شركة تنمية نفط عُمان دورًا قياديًّا في مجال القيمة المحلية المضافة كمًّا وكيفًا، فقد مضينا قدمًا رغم التحديات في التزامنا بالاحتفاظ بالمزيد من عوائد قطاع النفط والغاز داخل عُمان، وتمكنَّا من الاحتفاظ بما نسبته 44% في العام 2018، وهو ما يزيد قليلاً عن معدل العام 2017 البالغ 43%، وأسندت كذلك عقودًا بقيمة تربو على 37 مليار دولار أمريكي لشركات مسجلة محليًّا.

وأكَّد الشيذاني أنَّ إيجادَ فرص تدريب وعمل للمواطنين الباحثين عن عمل يتصدَّر أولويات إستراتيجية القيمة المضافة للشركة -تنفيذاً واسترشاداً بالتوجيهات السامية- وقد أوجدتْ الشركة مُنذ أن انطلق برنامجها للقيمة المحلية المضافة في العام 2011، أكثر من 63 ألف فرصة تدريب وتوظيف وإعادة استيعاب.

وأكَّد أن شركة تنمية نفط عُمان تُثمِّن الشراكة مع شركة الجزئيات المتعددة "بوليمر إكسبيرت"، مؤكدا استمرار الدعم والتعاون لما فيه من نماء وتقدم. واختتم الشيذاني كلمته بتوجيه الشكر لجميع المشاركين في تحقيق هذا الإنجاز، الذي يعدُّ مبعثَ فخرٍ للجميع، مُنوِّها بالدور المهم الذي قامت به كافة المؤسسات الحكومية في التعاون لإنجاز المشروع، وعلى رأسها وزارة النفط والغاز، وكذلك بالدور الذي قام به فريق كيمياء الإنتاج والقيمة المحلية المضافة بشركة تنمية نفط عُمان.

وعقب الحفل، أثنى عددٌ من الحضور من الجانب الصيني على التعاون البناء بين الشركات العُمانية والصينية، وحضر حفل تدشين المصنع عددٌ من أصحاب السمو والمعالي وأصحاب السعادة، وعدد من المسؤولين في شركة تنمية نفط عمان... وغيرها من شركات التشغيل والصيانة في السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك