وصايا الحب


د. أحمد جمعة | مصر

قال لي أبي:
يا بني، إذا أحببت فتاةً
فكن جُرحًا غائرًا
ولتكن ضمادتك التي لا اندمال لك
إلا بها.
يا بني، إن المرأة كائن
على كف كلمة،
هي تعرف جيدًا احتيالك عليها وتحبه،
فكن محتال امرأة واحدة
لا تبصر كلماته سوى ابتسامتها
ابتسامتها التي تسحبك من قلبك
لآهةٍ بكر.
يا بني،
من القدمين يبدأ الحب
لا من الشفاه؛
فالمرأة شجرة تكوين أول للجمال،
اسق جذورها جيدًا
ثم تحين موعدك الذي
تقطف فيه من شفاهها القبلات.
يا بني،
كن لها حطب موقدها في برد وحدتها
ونسمة الأنس في حر الاغتراب،
ولا تجعل من سريرك منصة قضاء
فقط ليكن قاربًا
تقطعان فيه بحر الجسدِ
لشاطئ طفلة تشبهها تمامًا.
يا بني،
كن طفلها حين تشتهي الأمومة،
كن أبًا حين تستفزها الطفولة،
وكن رجلًا
لتبقى لك دومًا امرأة،
امرأة تضمدك أيها الجرح الغائر!

 

تعليق عبر الفيس بوك