القنوات الرسمية الأقل احتياجا لها بسبب "مقص الرقيب" الدائم

تصنيف أعمار المشاهدين.. تأييد واسع بضرورة الإجراء رغم التباين في آلية التنفيذ

 

 

الرؤية- عيسى الشامسي

أجمع مختصون في مجال السينما والتليفزيون على ضرورة تصنيف أعمار المشاهدين في البرامج والأعمال الدرامية والسينمائية، بما يضمن مناسبة المحتوى المعروض مع عمر المشاهد، مؤكدين أن ما يناسب البالغين لا يتناسب تماما مع الأطفال أو المراهقين، وغيرهم من الفئات العمرية.

وقالوا إنّ تأثيرات المشاهد أو لغة المحادثة في العمل الفني تختلف باختلاف أعمار المشاهدين، فما يمكن أن يكون ملائما للشاب لا يكون كذلك مع الطفل أو المراهق. وأشاروا إلى أنّه فيما يتعلق بالبرامج التلفزيونية فغالبا ما تكون عامة لجميع الفئات العمرية، ويستطيع الطفل والشاب والشيخ الكبير أن يشاهد نفس البرنامج التلفزيوني، لكن أثناء عرض المسلسلات الدرامية أو الأفلام السينمائية سواء على شاشات التلفاز أو في دور السينما، تختلف طبيعة المحتوى مع اختلاف أحداث ومشاهد العمل الفني. غير أنّ المختصين اختلفوا في كيفية تصنيف أعمار المشاهدين وآلية التنفيذ، وخاصة في التليفزيون.

وقال محمد الكندي رئيس جمعية السينما العمانية إنّ وجود علامات المراحل السنية أو التصنيفات السنية أمر مهم للغاية للعائلة بشكل خاص لكي يستطيعوا تدارك ما قد يظهر في الأعمال الفنية من مشاهد أو توجهات قد لا تليق بالمشاهِد المصنف له متابعته. وأضاف أنّ من الممكن وضع هذه التصنيفات في بداية العرض أو الظهور على فترات أثناء العرض أو وضعها بصفة ثابتة على الشاشة أثناء العرض، وبأي من الطرق التي تضمن عدم التأثير على مشاهدة العمل، بحيث لا تستحوذ على مساحة كبيرة من الشاشة أو أنها تتنقل من مكان لآخر خلال العرض الواحد، ما قد يتسبب في تشتيت المشاهِد. ويرى الكندي أنّه في ضوء وجود القنوات البديلة كالمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي قد تثير الفضول وحب الاكتشاف في نفس المشاهد، فقد يكون من الصعب منع الفئات العمرية غير المسموح لها بمشاهدة المحتوى المحظور عليها. وتابع الكندي أنّ البرامج التلفزيونية الأجنبية تضع التصنيف لهدفين، أولا تحذير المشاهد ولوقاية نفسها من مسألة التأثير على المشاهد بما قد يعود بالسلب عليها، لكنّه يوضح أنّ ذلك غير مُتبع في الوطن العربي سابقا لما تتميز به القنوات الفضائية سابقا من اتزان في الطرح وكذلك النزعة الدينية لدى المشاهد التي تأبى مشاهدة أعمال بعينها قد تتضمن مشاهد جنسية أو ألفاظا خادشة للحياء، أو عمليات قتل وغيرها من المشاهد التي قد لا يقبلها جموع الجمهور. إلا أنّ الكندي اعتبر أنّ تراجع هذه الضوابط السابقة فإنّه من الضروري وضع التنبيهات وتصنيف أعمار المشاهدين في مختلف الأعمال.

أمّا محمد الدرمكي المسؤول عن اختيار البرامج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون فيقول إنّ القنوات التلفزيونية في بداياتها كانت تستهدف الجميع، ولا تقتصر برامجها أو الأعمال المعروضة عليها على فئة معينة دون أخرى. وأوضح أنّ هذه القنوات تعرض المحتوى الثقافي وبرامج الأطفال والرياضة وغيرها، في حين أنّ المشاهد نفسه هو من يحدد الوقت الذي يشاهد فيه ما يريد وما يتناسب مع فئته العمرية. لكن في الوقت الحالي، وبحسب الدرمكي، بات أغلب المحتوى التلفزيوني تنتجه مؤسسات خاصة، إلى جانب القنوات الرسمية الحكومية التي تقدم محتوى مختلفا نسبيا وتشدد الرقابة على محتوى الأعمال المعروضة. وأشار إلى أنّه ربما في الأعمال المعروضة على التلفزيونات الرسمية لا يستدعي وضع تنبيه حول التصنيف العمري، لكن ربما يكون ذلك مطلبا ملحا في حالة القنوات الخاصة التي تعرض بلا حساب أو رقيب. وأوضح الدرمكي أنّ هذه القنوات التلفزيونية ربما تؤثر بالسلب على المشاهِد في نوعية المحتوى المعروض، خاصة على بعض الفئات العمرية ولاسيما فئة صغار السن لعدم قدرتهم على التفكير النقدي وتفنيد ما يشاهدون من محتوى. وأكد أنّ وضع التصنيفات العمرية قد يكون حلا مساندا لأولياء الأمور في ضبط المحتوى الذي يشاهده أبنائهم، لكن إمكانية تنفيذ هذا التصنيف للأعمار قد يواجه الرفض من قبل بعض القنوات الفضائية. وزاد الدرمكي قائلا إنّ هناك قوانين تتعارض مع إمكانية وضع تصنيفات للأعمار على شاشات التلفاز، مشيرا إلى أنّ القنوات الرسمية قد تعتبر ذلك تقليلا من رقابتها على المحتوى المعروض، في حين أنّ القنوات الخاصة تستهدف زيادة أعداد متابعيها وفي حال وضع تنبيهات بالتصنيفات العمرية فإنّ ذلك قد يحد من أعداد مشاهديها، ما يعود عليها بالضرر.

تعليق عبر الفيس بوك