ارتفاع عدد مصابي "حادثة دبي" إلى 17 شخصا

خبراء الطرق: السرعة وعدم الانتباه للافتات التحذيرية من أبرز أسباب الحوادث المرورية

...
...
...
...

 

الرؤية - مدرين المكتومية

كشف الحادث الأليم الذي وقع في إمارة دبي لإحدى حافلات شركة النقل الوطنية العُمانية "مواصلات" وأسفر عن وفاة 17 شخصاً وعدد من المصابين، عن جانب بالغ الأهمية فيما يتعلق بمسألة السلامة المرورية وإجراءات الأمن والسلامة على الطرق، وأكد خبراء طرق أنَّ السرعة وعدم الانتباه للافتات التحذيرية من أبرز أسباب وقوع الحوادث المرورية، كما دعوا سائقي المركبات إلى توخي الحيطة والحذر دائماً، وعدم الانشغال بغير الطريق.

ويقول حمد بن سالم العلوي خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور إنه إذا وقع الحادث كما ظهر في الفيديو المنتشر فإنَّ المسؤولية تقع على السائق، حيث أظهر الفيديو أن الطريق كان مزوداً بالإشارات الدالة على منع دخول المركبات التي يزيد ارتفاعها عن 2.5 متر، مضيفاً أنَّ وجود إشارات ممنوع الدخول للحافلات والشاحنات، لم تكن ظاهرة في الفيديو. وأوضح العلوي أنه في حال وجود كل هذه الاشتراطات الخاصة بالسلامة المرورية، فإنَّ مسؤولية التجاوز في مثل تلك الحالات ربما تقع على عاتق السائق، لكن يجب التأكد من أن اللوحة المانعة للدخول كانت قبل وقوع حادث الاصطدام بمسافة كافية، كما أظهرها الفيديو بنفس الاشتراطات، ومضاف إليها الشرائط الحديدية المتدلية بسلاسل، الهدف منها أن ترتطم بمقدمة الحافلة، فهي وإن سببت بعض التلفيات في الحافلة، لكنها لن تسبب ذلك العدد الكبير من الضحايا. وبين العلوي أن تجاوز هذه الشرائط يؤكد الخطأ الجسيم الذي اقترفه سائق الحافلة، أما إذا لم يكن هذا الحاجز المانع الأول موجوداً وبكل الاشتراطات اللازمة- أي الشرائح المتدلية على ارتفاع مترين ونصف المتر- فعدم وجودها أمر آخر، لأنَّ السائق قد لا يستطيع أن يقرأ كل اللوحات على الطريق، وكذلك يجب أن يرافق هذا الحاجز لوحات ممنوع الدخول ويرسم بداخلها صورة حافلة لتحديد نوعية المنع، وإلا صار منعاً عاماً دون استثناء. واستطرد أنه دون توفر هذه الاشتراطات، فإن العمود الحاجز يعد وجوده خطأ وتربصا بالآخرين، وعلى تلك الجهة التي وضعت العمود الحاجز تقع المسؤولية الكاملة في كل ضرر يقع على الغير.

وأشار العلوي إلى أنَّه يجب أن تكون هناك مسافة لا تقل عن 300 متر بين الحاجز المنبه للمنع والحاجز المانع، وهذا الفاصل غير كافٍ، كما يظهر في الفيديو حتى يتمكن السائق من تصحيح الخطأ ويتفادى الاصطدام.

وكانت شركة مواصلات أصدرت البيان رقم 3 أمس أوضحت فيه أنَّه تمَّ بالاتفاق مع هيئة الطرق والمواصلات في إمارة دبي استئناف رحلات خط "مسقط - دبي" اعتبارًا من يوم أمس السبت، وذلك بعد قرارها السابق وقف الرحلات، بعد وقوع الحادث؛ كإجراء احترازي حرصًا من الشركة على سلامة الركاب. وقالت الشركة إنِّه تم إقرار تشكيل فريق تحقيق مستقل يرأسه فريق التحقيق في الحوادث بدائرة سلامة النقل بوزارة النقل والاتصالات بالسلطنة يضم خبراء في السلامة المرورية ومختصين في أنظمة إدارة السلامة لتقصي الأسباب المُباشرة وغير المُباشرة التي أدت إلى وقوع هذا الحادث واتخاذ الإجراءات التصحيحية والتنظيمية للحد من وقوع حوادث مشابهة مستقبلا.

وكانت إمارة دبي نشرت تفاصيل الحادث وذكرت: "انتقل إلى مكان الحادث قيادات عدة على رأسهم القائد العام لشرطة دبي اللواء عبدالله خليفة المري، والنائب العام لإمارة دبي المستشار عصام الحميدان، ومساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي اللواء خليل إبراهيم المنصوري، والمدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف خليفة بن دراي، والمحامي العام رئيس نيابة السير والمرور المستشار صلاح بوفروشة الفلاسي، ووقع الحادث في الساعة 5:40 مساء الخميس (الماضي) لحافلة مخصصة لنقل الركاب من سلطنة عُمان إلى محطة مترو الراشدية، عندما سلك سائقها المخرج المؤدي من شارع الشيخ محمد بن زايد إلى محطة المترو، ولم ينتبه إلى اللوحة الضخمة التي تشير إلى أنَّ هذا المسار غير مخصص للحافلات، كما لم يلتفت إلى إشارات تحذيرية وضعتها هيئة الطرق والمواصلات، وكذلك مطب اصطناعي، وسلسلة علوية تعرف باسم "ستارة صينية" تصطدم بسقف الحافلة لتنبيه السائقين بأن ارتفاع الطريق غير مُناسب لحافلاتهم، لأنَّ المسار يؤدي في النهاية إلى جسر ارتفاعه أقل من ارتفاع الحافلة.

وقالت شرطة دبي إنَّ السائق استمر في طريقه رغم هذه التحذيرات حتى اصطدمت الحافلة بحاجز يقطع الطريق أفقياً من جهة اليسار، واخترق هذا الحاجز الزجاج الأمامي للحافلة، ليقتل غالبية الركاب الذين كانوا يجلسون جهة اليسار. وأضافت أن السائق، أصيب بإصابات متوسطة، وبسؤاله عمَّا حدث، أفاد بأنه لم يلاحظ اللافتات الموجودة على الطريق، بسبب ستارة على الزجاج استخدمها لحجب أشعة الشمس، كما لم ينتبه إلى المطب والستارة الصينية التي تحذر من استمرار الحافلة في المسار، وأشارت إلى أنَّ قوة اصطدام الحافلة بالحاجز تدل على أن السائق لم يكن ملتزماً حتى بسرعة الطريق المحددة بـ40 كيلومتراً في الساعة. وانتقل إلى مكان الحادث دوريات من الإدارة العامة للمرور ومركز شرطة الراشدية، والإدارة العامة للنقل والإنقاذ وإسعاف دبي، وأشرفت قيادات من جميع الجهات على نقل المتوفين وهم من دول آسيوية وأوروبية مختلفة، إلى الطب الشرعي لتحديد هوياتهم وتسليم جثامينهم إلى ذويهم، ونقل المصابين إلى مستشفى راشد لتلقي العلاج، فيما تمَّ تهدئة الأشخاص الذين لم يتعرضوا لإصابات وتقديم الدعم السريع لهم.

في حين قالت سفارة السلطنة في دولة الإمارات العربية المُتحدة إنها تابعت ببالغ الأسى والحزن حادث السير المؤسف، الذي وقع بإمارة دبي لحافلة ركاب تابعة لشركة مواصلات ونتج عنه وفاة 17 راكبا من بينهم راكب عماني واحد، وأوضحت السفارة أنها تتابع مع الجهات المختصة بالسلطنة ودولة الإمارات تبعات الحادث وحالات الإصابة، لطمأنة المتابعين أولاً بأول.

وسبق البيان رقم 3 لشركة مواصلات، بيانان آخران، قال الأول إنَّ رحلة رقم (EO5) المتجهة إلى دبي على خط رقم (201) تعرض لحادث مؤسف في إمارة دبي قرابة الساعة 6 من مساء الخميس، نتج عنه 15 وفاة و5 إصابات حرجة. وأضافت مواصلات: "وفور تلقيها نبأ الحادث المؤسف عملت الشركة على متابعة التفاصيل مع الجهات المختصة في إمارة دبي للوقوف على تفاصيل الحادث ومسبباته، وعليه ستقوم الشركة بتعليق جميع الرحلات على خط (مسقط - دبي) والعكس اعتبارًا من اليوم وحتى إشعار آخر وذلك بعد التنسيق مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، ونعتذر لعملائنا الأعزاء على أي إزعاج قد يسببه هذا الإجراء. وتقدمت الشركة بخالص العزاء والمُواساة لذوي المتوفين، وبالدعاء للمصابين بسرعة الشفاء".

في حين أنَّ البيان الثاني ذكر أنَّ الشركة "باشرت بمتابعة تفاصيل الحادث وزيارة المصابين بالتنسيق مع الجهات المختصة بإمارة دبي فور تلقيها الخبر المؤسف، موضحةً أن الحافلة كان على متنها 31 راكبًا من الجنسيات العمانية، والألمانية، والإيرلندية، والهندية، الباكستانية، والبنغلاديشية. وأفادت مواصلات بأن الحادث نتج عنه وفاة 15 راكبًا مباشرة في موقع الحادث، ونقل 16 راكبا إلى مستشفى راشد بدبي. وفي وقت لاحق وافت المنية راكبين آخرين في المستشفى ليكون إجمالي عدد الوفيات 17 شخصًا في حين ما زال 6 ركاب يتلقون العلاج اللازم في المستشفى بما فيهم سائق الحافلة، كما توجد حالة واحدة حرجة و8 حالات غادرت المستشفى. وأوضحت الشركة في بيانها أنه تم تسليم جثامين 4 متوفين حتى الآن إلى ذويهم وسفارات بلدانهم، وجارٍ التواصل مع بقية السفارات لإجراء اللازم بالتنسيق مع جهات الاختصاص. وثمنت الشركة تعاون جميع الجهات المعنية في السلطنة وفي دولة الإمارات العربية الشقيقة واهتمامهم ومتابعتهم لحيثيات الحادث، مؤكدة أنّ التحقيقات ما تزال جارية بالتنسيق مع الجهات المُختصة.

وسعت "الرؤية" للحصول على تصريحات من مسؤولين في الجهات المعنية داخل السلطنة وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، لكنهم رفضوا التصريح واكتفوا بالتعليق على أنَّ القضية قيد التحقيق وأن أية نتائج سيتم الإعلان عنها عبر الطرق الرسمية.

وقد أثار الحادث العديد من ردود الفعل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ففي موقع "تويتر" نعى الكثيرون ضحايا الحادث وألقوا باللوم على "السرعة المتهورة" للحافلة. وقال حساب يحمل اسم المنذري: "الله يرحم المتوفين ويشفي المصابين. ولكن ومن خلال السير بجانب هذه الحافلات فإن أغلبها يسير بسرعة متهورة، والحل في تركيب أجهزة تحديد السرعة داخلها، مع منح السائقين الراحة الكافية".

في حين قال خالد السعدي: "إنا لله وإنا إليه راجعون، الخطأ يتحمله السائق وإدارة الطرق بمدينة دبي لأن وضع مثل هذه الأعمدة الفولاذية تسببت بفاجعة".

أما  @Mr_Cadillac  فقال: "السائق دخل منطقة غير مخصصة للحافلات وهي مدخل محطة مترو الراشدية بدبي وموجود فيها حاجز حديدي ضخم بعرض الطريق وطوله 2.2 متر فقط، وهناك لوحة معلقة تقول إنه ممنوع دخول الحافلات وأقصى ارتفاع مسموح هو 2.2 متر.. البقاء لله وحده ولكن الحادث ناجم عن خطأ بشري من السائق".

في حين غرد علي العمري وكتب: "نسأل الله أن يتغمد المتوفين برحمته ويشفي المصابين.. على شركة مواصلات أن تقوم بتهيئة كادر السائقين للحافلات، للأسف رأيت منهم من لا يعرف طرق دبي وتهور في القيادة بشكل غير طبيعي من السائقين وتتحمل الشركة مسؤولية هذا الحادث".

تعليق عبر الفيس بوك