الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية

 

سعيد الريامي

معلم رياضة مدرسية

مدرسة الإمام المهنا بن سلطان

 

ما إن تأتي لحظة نهاية الامتحانات بالمدرسة يهرع الطلاب مسرعين إلى بيوتهم ونسمع جرس المنزل يدق بفظاعة نتفاجأ لعل زائراً في وقت الظهيرة أو أمرا طارئا بالمنطقة فإذا بالأبناء جاءوا يتلهفون لألعابٍ إلكترونية قد تكون بعضها مسلية ومفرحة أو ألعاب ذكاء.

وفي الجانب الآخر ألعاب في القتال والعنف سلبياتها أكثر من إيجابياتها نتجاهل خطورتها وكوارثها وكأن من يدس السم في العسل، عندها يبدأ مسلسل الإدمان وضياع الوقت والاستخدام المفرط طوال فترة الإجازة الصيفية وكأن الألعاب ستطير إن لم يكملها ذلكم المسكين، بل يتجاوز ذلك الأمر حتى ما بعد الإجازة فتجد بعض الأبناء يعودون من مدارسهم تاركين حقائبهم على السرير فيذهبون مباشرة للعب بالألعاب الإلكترونية الخاصة بهم وكذلك الوالدين قد ينشغلان مثلاً بالتلفاز أو القيام بأعمال المنزل فيبدأ الطفل ذو السنتين من العمر بالبكاء والغضب، وحتى يتمكنا من تهدئته وإكمال عملهما دون إزعاج، يقومان بإعطائه الهاتف المحمول أو التابلت ليلعب الألعاب المفضلة لديه لساعات طويلة، هل كثيراً ما يتكرر هذا المشهد في بيوتكم أو تسمعون قصصًا بهذا المنحى؟

لعل الأمر لا يقتصر على الصغار وإنما يتعداهم للشباب الذين دخلوا عالم ألعاب الفيديو والمحمول وباتوا يقضون أوقاتاً طويلةً في اللعب، فتشكل تلك الألعاب مخاطر نفسية وثقافية ومجتمعية فتكثر لديهم الأمراض المزمنة لاسيما السمنة والعزلة والانطواء والاكتئاب وضعف التحصيل الدراسي، والجلوس لفترات طويلة وعدم الحركة يساعد في إضعاف النظر والعضلات والمفاصل بشكل كبير، وتحتوي بعض الألعاب على مشاهد مخلة بالآداب أو ألفاظ بذيئة قد يكررها الصغير والكبير دون فهم لمعناها وتصبح جزءاً من طريقة حديثهم وقد تكون هناك ألعاب تحرض على التطرف والشذوذ والعنصرية وهذا يتنافى مع ديننا الحنيف ومجتمعنا العماني المحافظ.

لكن لكل مشكلة حل فالوقاية خير من العلاج فيجب توعية ولي الأمر بمدى خطورة الألعاب الإلكترونية وأن ينظم وقتا لابنه عند اللعب ويخلق لهم البديل المناسب كالألعاب الحركية وألعاب الذكاء والصلاة في أوقاتها وقراءة القرآن بشكل يومي، كذلك ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة نصف ساعة يحسن المستوى النفسي والصحي والاجتماعي وحثه على المشاركة في الأندية والفرق الرياضية والبرامج الصيفية وغيرها من الأنشطة المفيدة التي تصقل موهبته وتكتشف ميوله واتجاهاته بطريقة صحيحة، هذا الأمر سينعكس أيضاً على التحصيل الدراسي والوظيفي للأبناء مستقبلا حيث سيتمتعون بصحة وعافية ومقدرة على اقتناص الفرص والإبداع بها، فبهم سيكون هناك  تأثير حقيقي على الإنتاجية للوطن الغالي (عمان) لتكون في مصاف الدول الكبرى بإذن الله.

 

تعليق عبر الفيس بوك