ترجمة- رنا عبد الحكيم
لماذا لون النمور برتقالي؟ هذا السؤال آثار حيرة العلماء لفترات طويلة، فللوهلة الأولى يعتقد المرء أن هذا اللون غير مناسب للاختباء خلف الأشجار المورقة، لكن الجواب الآن بات واضحا.. الفريسة ترى النمر بلون مختلف!
ويمكن للبشر القادرون على رؤية الألوان طبيعية، أن يتعرفوا على الألوان الحمراء والزرقاء والخضراء، لكن بالنسبة للغزلان- على سبيل المثال- لا يرون سوى اللونين الأزرق والأخضر فقط، ويعانون من نوع من "عمى الألوان" يشابه ما لدى بعض البشر، وهذا يعني أن ألوان النمور البرتقالية تبدو خضراء بالنسبة لهم، مما يسمح للنمور بأن تندمج تماما مع الخلفية التي تختبئ وسطها لتنقض على فرييستها.
ويقول الدكتور جون فينيل من جامعة بريستول إنه قام بالاشتراك مع زملاء له باستخدام أجهزة الكمبيوتر لمحاكاة كيف ترى الفريسة بعض الحيوانات المفترسة، وفعلوا ذلك من خلال استخدام صور البيئة التي يعيش فيها الحيوان، ثم أنشأوا صورا أخرى لمعرفة ما إذا كان التمويه يساعد الحيوان على الاندماج والاختباء.
وكتب الدكتور فينيل أنه من خلال محاكاة ما يشبه عالم للحيوانات التي تعاني من عمى الألوان، وجدوا أنهم لا يفرقون بين الأحمر والأخضر. وبعد كثير من الأبحاث توصل العلماء لتحديد الألوان المثالية للإخفاء والرؤية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يكون للنمور فراءً خضراء؟ الإجابة أن الثدييات غير قادرة على إنتاج فراء خضراء، وللقيام بذلك "يتطلب تغييرا كبيرا في الكيمياء الحيوية للثدييات". وهذا اللون البرتقالي ناتج عن مادة كيميائية تسمى فيوميلانين.
أما السؤال الأخر فهو: لماذا لم تتطور الرؤية لدى الغزلان؟ فهذا يساعدهم على نجاتهم من الوقوع فريسة؟ الإجابة ذكرها دكتور فينيل قائلا: "الأفراد الذين يعانون من عمى الألوان استطاعوا اكتشاف الأعداء المموهة بصورة أفضل من أولئك من ذوي الرؤية الطبيعية".