"الصلاح والفساد في الإنسان والعمران" موضوع العدد الجديد من مجلة "التفاهم"

الرؤية - عيسى الشامسي

صدر العدد الجديد (63) من مجلة التفاهم في شتاء عام 2019م. بعنوان الصلاح والفساد في الإنسان والعمران. وهي مجلة فصلية فكرية إسلامية تصدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. وافتتح عبد الرحمن السالمي رئيس تحرير المجلة أول الكلام فتحدث عن الصلاح والفساد في الإنسان والعمران مستدلا بالآية الكريمة "ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنّه كان للأوابين غفوراً" وقال إنّ هناك جانبان للإصلاح: الجانب الأول: ما يدعو إليه عقل الفرد تفكيرا وتصرفا بالبديهة، والجانب الآخر: ما يتوصل إليه الفرد بالدليل من كتاب وسنة. إضافة إلى توفيق الله عز وجل وهدايته وعنايته لتتحقق السعادة الأخروية جزاء الصلاح والإصلاح، ففي صلاح الجماعة صلاح للأفراد، وفي صلاح الفرد قدوة للجماعة. وأضاف السالمي، ويفرق العلماء بين الحضارة والثقافة، على أساس أنّ الحضارة هي الجانب المادي والظاهر من العمران، بينما الثقافة هي الجانب المعنوي والفكري والإبداعي. وختم السالمي أن التقدم العلمي الهائل خلخل كل الأعراف والمسلمات، فينبغي أن نسعى نحن أهل الدين ليتوازى مع تقدم إنساني أو أخلاقي.

وتعددت محاور المجلة فشملت مقدمات الإصلاح بين جدلية الوعي وقوانين التاريخ لعبد الحميد عشاق، والاستخلاص والعمران في ضرورة الوعي بقيم وسنن النهوض والسقوط لسعيد شبار، والفساد والأمن البيئي من منظور إسلامي لسامي عطا، وأزمة الأنظمة الفكرية الكبرى المعاصرة: الديموقراطية الليبرالية والرأسمالية والشعوبية لعلي الدين هلال، والعولمة والشعبويات ومصائر الديمقراطية وحكم القانون في الغرب لياسر قنصوه، والنقاشات الفلسفية القارية المعاصرة حول مسألة مستقبل الإنسان ومسألة القيم في عصر الثورة البيو-تقنية لمحمد الشيخ، وأزمة البيئة والتحديات الأخلاقية العالمية المعاصرة "قراءة فلسفية" لوجدي خيري.

وجاء المحور الثامن معنونا بـ"العقول الذكية وعبودية الآلة والمصائر الإنسانية بين الرأسمالية والشمولية" لمحمد بالراشد وتحدث في مقالة موسعة ذكر فيها من بين السطور أنّ ماهية التكنولوجيا قديمة قدم المخترعات البشرية نفسها، حيث كانت تعد وسيلة من الوسائل التي اكتشفها الإنسان عند تطويعه البدائي للطبيعة، وبعدها أصبحت أداة يستعملها لخدمته ومساعدته في قضاء حاجاته المتنامية. وعرف التكنولوجيا بأنها مجموعة من المعارف والخبرات التي تستخدم في إنتاج سلعة، أي لتلبية طلب معين والاستجابة لحاجيات محددة. ومن ثم ستتنوع التكنولوجيا بتنوع الطلبات وتعددها، وكذلك بتعدد الحاجيات وتجددها.

أما المحور التاسع فقد جاء بعنوان الفضاءات الإلكترونية من المعضلات الأخلاقية إلى الآثار السلبية لأحمد زايد، بينما تحدث المحور العاشر عن ثورة الزنج وثورات القرامطة الشعبويات والتفسير الاجتماعي لرضوان السيد وتحدث آخر المحاور عن موقع المسلمين في نظام العالم والبحث عن البدائل لعز الدين عناية.

تعليق عبر الفيس بوك