د. صالح الفهدي | سلطنة عمان
أَرَاعَكَ من بَعْدِ الشِّقَاقِ مَصِيْرُ/
عَمَيْتَ غرورًا، لم يُعِنْكَ نذيرُ؟!
تَكالَبَتِ الأَعْدَاءُ حَيْنَ تَشَاجَرَتْ/
أَسِنَّةُ قُرْبَى، والزَّمانُ كسيرُ..!
"إذا احتربَتْ يومًا ففاضتْ دماؤها"(1)
تَمادتْ تَنُزُّ الجُرْحَ وهوَ يَفورُ..!
فَلَمْ تَرْعَ مِنْ وُدٍّ بهيٍّ ومونِقٍ/
لياليَ غصنُ الدَّهْرُ فيه نَضِيرُ
وما ذَكَرَتْ عَيْشَ الصِّبا إِذْ تَسَامَرَتْ/
قلوبٌ، لها كأسُ الزَّمانِ يدورُ ..!
فما كانَ من وُدٍّ تَجَدَّبَ ماؤهُ/
وشَحَّ فما يسقي رُباهُ مطيرُ
تطيشُ عقولٌ حين تُغلِظُ لُبَّها/
رعونةُ نفسٍ، والمُرادُ حقيرُ!!
"فيا قاتلَ اللهُ الهوى ، ما أشدَّهُ/
عَلى الْمَرْءِ إِذْ يَخْلُو بهِ فَيُغِيرُ" (2)
فيا أمَّةً أنَّى نَظَرْتَ بَصُرْتَها/
تُحِدُّ نصالاً نَزْفُهُنَّ غَزِيْرُ ..!
"تحزَّبتِ الأَحْزَابُ بعدَ محمدٍ/
فُكُلٌّ إِلى نَهْجٍ رآهُ يَصِيرُ"..!(3)
تُقِيْمُ صلاةَ اللهِ، تتلو كتابَهُ/
وليسَ لها في الآيتينِ بصيرُ!!
ولا "اعتصموا" قد أَيْقَظَتْها فَحَرَّكَتْ/
بَها نَخْوةٌ تصحو بها وغديرُ!
وتَزْعُمُ أَنَّ الحَقَّ أَصْلَ مُرادِها/
وَحَقُّ الَّذي يُغني رِضاهُ أسيرُ ..!
فَكَمْ يدَّعي وَصْلًا لِلَيْلاهُ دونَما/
تُقِرُّ له ليلى، فذاكَ غرورُ..!
فلا شَمَتَ الأَعْدَاءُ يومًا بأُمَّةٍ/
تَحَارَبَ أَهْلُوها، وماتَ ضَميرُ..!
.............
هوامش:
1- شطر البيت للشاعر البحتري
2- البيت للشاعر محمود سامي البارودي
3- البيت للشاعر أبي مسلم البهلاني