أبو نبراس البوصافي | مسقط
أتيتُ أقودُ للشُّعرا كتابي
وتحتدمُ المعاركُ في غيابي
//
يقولونَ انْزوى للشِّعرِ يرْمي
بأبياتٍ لها طعْنُ الحِرابِ
//
ترانيمٌ ومحْبرةٌ وشِعرٌ
يبعْثرُها لساني في الخطابِ
//
وهذا منْ رحيقِ الشعرِ شهْدٌ
أوجِّههُ على تلْكَ الرِّكابِ
//
أتيتُ إليكمُ منْ حيلِ غافٍ
بلادِ الطُّهرِما بين الهضابِ
//
لأنْشرَ بوْحَ مشتاقٍ كريمٍ
أسيرٍ في توابيتِ السَّرابِ
//
أنا ذا اليومُ في سعدٍ بليغٍ
شكيمِ البوحِ مرْتاحِ الجنابِ
//
فتلكَ الشمْسُ في خجَلٍ تَبدَّتْ
ظننْتُ لها توارٍ بالحجابِ
//
وهذا الملْتقى ترياقُ وصْلٍ
لأجسامِ الجَحاجِحةِ النِّجابِ
//
فأهلًا بالضيوفِ أتوا ديارًا
ديارَ العُرْبِ والنُّورِ الشِّهابِي
//
وأهلاً بالأشاوسِ عزَّ فيهمْ
شآبيبُ القَماقِمةِ الخِضابِ
//
أتيتُ كذلكمْ وأقولُ إنِّي
عجَنْتُ الشِّعرَ من أرضِ السَّحابِ
//
ومنْ نفَحاتِها هذا أريجٌ
يُعطِّرُ جمْعَنا من كلِّ بابِ
//
تسابَقتِ المعزَّةُ في سطورٍ
وغطَّتْها جميلاتُ الثِّيابِ
//
أيا قلمَ المشاعرِ خذْ خطابي
وعلِّقهُ على تلْكَ الرَّوابي
//
بهذا اليومِ إني في حبورٍ
سعيدٍ شامخٍ بين القبابِ
//
وكيف أكونُ لا أُرْوى حبورًا
وأنتم منْ يجودُ لهُ خِطابي
//
لمَنْ يا شعرُ تسْتقصِي انْتباهًا
أليْسوا الفخرَ في هذا الرِّحابِ
//
أليْسوا التَّاجَ تلبَسهُ حثيثًا
بلا بأسٍ تكونُ ولا ضبابِ
//
ألا يا جمْعَنا هَا نحنُ فيكمْ
كمَنْ جمَعَ المفاخرَ باجتْذابِ
//
فيا لَغةَ الاشارةِ منْ سواكمْ
يزيحُ النَّصبَ من نابَ الصِّعابِ
//
علاماتُ النجاحِ بكل عينٍ
يُسدَّدُ نحْوها طيْرَ العُقابِ
//
وذي أيَّامُنا تحْكي زمانًا
مهابيًّا سقتْهُ يدُ الشبابِ
//
بهذا الدَّهْرِ جدِّدْ كلَّ عزْمٍ
ويمِّمْ من عزوماتٍ سكابِ
//
أيا جمْع المحامدِ خذ سلامي
إلى الجوزاءِ في أحلى ذهابِ
//
عمانٌ اِفْخري شعْبًا وتيهًا
نقبلُ وجنتيْكِ بِلا نِصابِ