العباءة والأناقة

المصممة/ أمل الريامية

 

تتميز المرأة الخليجية بحرصها الشديد على الظهور بكامل أناقتها في كل المناسبات، مراعيةً أدقَّ التفاصيل التي تجمعُ بين الحشمة والأناقة.

وحديثنا في هذه المقالة يختص بالعباءة وهي بالنسبة لنا كخليجيات تعتبر من الأزياء الرسمية، فدعونا نتعرف على العباءة، ومصدرها الذي جاءت منه.  .

العباءة أو ما يعرف قديماً بالجلباب هي في الأصل عبارةً عن قطعةٍ من القماش الأسود الغامق، تُلبس فوق اللباس المعتاد بأكمامٍ طويلةٍ، تكون في العادةِ واسعة من أجلِ حرية الحركة.

وتروي مصادر تاريخيَّة مختلفة أنّ العباءة جاءت إلى دول الخليج العربي من سوريا والعراق عن طريق النساء القادمات لأداء مناسك الحج وأيضاً عن طريق التجارة التي ازدهرت في ذلك الوقت.

وتتميَّزُ العباءة بأنها واسعة، فضفاضة، حتى تخفي تقاسيم وجمال وأنوثة جسد المرأة، ويرتبط اللون الأسود بالعباءة، لمميزاته المعروفة بأنه سيد الألوان يخفي العيوب، حيث يوضِّح للناظر أن الجسم أصغر من حجمه، ولا توجد به درجة سطوع، كما أنه يُبرز أي لون يمتزجُ به، وهو أيضاً رمز الأناقة في الأزياء.

ويرى علماء النفس أن اللون الأسود يحمي الإنسانَ من الإجهاد النفسي ويطردُ عنه الطاقة السلبية.

كانت العباءة قديماً قطعة واحدةً تستخدم في كل المناسبات بغض النظر عن نوع المناسبة، سواءً كانت زيارة أو أعراس أو تسوق، أما في السنوات الأخيرة ولمواكبة الموضات العصرية ومع ظهور أعداد من المصممين فقد أصبح للعباءة عدة تصاميم، بقصَّات، وزخارف مختلفة، وأقمشة متنوعة، حيث أصبح لكل مناسبة عباءة خاصة بها وأصبحت جزءاً مهماً في عالم الموضة، فالأسواق مليئة بشتى التصاميم من العباءات، وقد ألهمت العباءة بعض المصممين الأوروبيين فقاموا بتغيير اللون الأسود المرتبط اجتماعياً بالعباءة فأضافوا عليها الرسوم والزخارف المستوحاة من بيئتهم.

وللإجابةِ عن سؤال: كيف أختار عباءتي؟ فإن اختيار الفتاة في سن المُراهقة للعباءة يختلف عن اختيار المرأة الناضجة، لذلك لابد أن نراعي المرحلة العمرية.

اختلفت استخدامات العباءة بحسب المناسبات والأمكنة، ومن هنا يجب أن نُفرِّقَ بين عباءة الخروج إلى الأسواق، وعباءة حضور المناسبات، فالأناقة لا تعبِّر عنها كميَّة الزخارف أو القصَّات الموجودة على العباءة أو نوعية القماش والسعر المرتفع وإنما في المقدرة على ترجمة ما يناسب المرأة على أرض الواقع. إذن لابد للمرأة أن تزيدَ من معرفتها بعالم الموضة وذلك حتى تكون أنيقة، وقادرة على انتقاء المناسب لجميع المناسبات.

إنَّ العباءة الخليجية تزداد جمالاً يوماً بعد يوم محافظةً على هويتها العريقة حيثُ تضعُ بصمتها في عالم الموضة العربية، متجاوزةً من يسعون تشويهها بذريعة التحضر.

دمتم في أناقةٍ ورقي.

@darzafaf

تعليق عبر الفيس بوك