د. ريم سليمان الخش | باريس
يُعذّبني اليباسُ إذا اعتراكا
فأجعلني غمائمَ في مداكا
//
وتهمي الروحُ غيثا مستفيضا
لترويَ كلّ جدْبٍ في ضِناكا
//
أنا يا قلبُ قنديلٌ مشعٌ
وزيتك عنه لاينوي انفكاكا
//
تسّربَ في مساماتي بعمقٍ
لتحرقني إذا أشعلت فاكا
//
ويرسلني شعورا سرمديا
فراشاتٍ تحوم على ضياكا
//
ومشكاة الجوارح في انثيالٍ
مُذابٍ لاينوخ به سواكا
//
ألمْ يُسعفك لثميَ ذات جرحٍ
به امتصت شفاهيَ ما اعتراكا
//
وقد نزعت سموم الحزن رشفا
لتمشي في فؤادٍ قد فداكا
//
يُحبك لا يُريد عليك أجرا
وقد باع الدُّنا حتى اشتراكا !!
//
فلا تسأله عن أشياء تبدو
كلغزٍ قد أهمكَ واعتراكا
//
إذا أسرجت زيت الروح تسري
معانٍ كاشفات ما وراكا
//
سيخبرك الوراء بأنّ قلبا
جليل القدر للمعنى اصطفاكا
//
ونيراني أتت سِلْما وبَردا
وقلب الريم بالبشرى أتاكا
//
لتكتب وعيّك الكوني سطرا
به اتسعت بلا حدٍ رؤاكا
//
يُعيذك أنْ تظلّ بيمِ جهلٍ
وملحُ البؤس قعرا قد دعاكا
//
ليبقى جرحك العربيّ دهرا
وتُلقى باجتراحك وانطفاكا
//
وقد يصطاد كلب البحر حوتا
إذا كان الفسادُ له الشِباكا
//
بعوْلمةٍ تصيدُ كنوز عُمْرٍ
لنجترّ المذلةَ والهلاكا
//
تُقيمُ لنا قيودا خانقاتٍ
وتجعلنا عبيدا لا أباكا !!!
//
وقودا من دماءٍ ليس إلا
تُحرّكُ من تدفّقها المِلاكا
//
وتُبقي في ترائبنا طعونا
بخنجر من على حُكْمٍ عَلاكا
//
وتنكحه كغانيةٍ ذلولٍ
ولايرجو عن العُهر انفكاكا !!
//
فيرمى في الجوار كظل كلبٍ
بطوقٍ لا يطيق به حراكا
//
ويُغريك الذليل بكأس عرٍّ
ويثملك الخطابُ إذا دعاكا
//
لتحملِ سيف حربٍ خُلّبيٍّ
وتضرب رادعا وهما عِداكا
//
تحررْ من خنوعك لستَ عبدا
وقاوم كلّ من شاءَ الهلاكا
//
صعاليكٌ وعروةُ فيك وشمٌ
فلا ترهب سوى ربٍ هداكا
//
تحررْ من لجام الخوف وانزعْ
رداءً في صقيعك ما كفاكا
//
وثوب الخيْشِ للأحرار عزّ
فدع عنك الحرير وما غزاكا
//
سينقذنا همامٌ عنتريٌ :
ولا يخشى لعولمةٍ شِراكا
...............................
دعوة للثورة على العولمة وتحكم الشركات الكبرى