الداعية أبو أفلح العبري: صلة الرحم إرضاء للمولى وتعزيز للاستقرار الاجتماعي

عبري - ناصر العبري

حثَّ الداعية الشيخ أبو أفلح أحمد بن ناصر العبري جموع المسلمين على صلة الأرحام، مُحذرا من مغبة قطع الرحم، والتي يُعاقب عليها الخالق كلَّ من كان سببا في قطعها، مصداقا لقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ما من ذنب أجدر بأن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم".

وقال العبري -في حديث مع "الرؤية"- إن الله أمر عباده بعبادات عديدة من ضمنها العبادات الشعائرية؛ ومنها الصوم والصلاة والزكاة والحج والعمرة، إلى جانب العبادات التعاملية، مشيرا إلى أنها العبادات التي يرتقي بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى من خلال التعامل مع الغير. وأضاف أننا عندما نلتمس حاجات الناس ونسعى من أجل سد حاجاتهم بجبر خواطرهم؛ مثل: مشروع فك كربة، فإننا ندخل السعادة والسرور إلى قلوب كثير من الأسر. وأضاف الشيخ أبو أفلح العبري: عندما تساعد أي إنسان للخروج من السجن، نكون قد أنقذنا أسرة بأكملها وأخرجنا معه أبناءه وأسعدنا زوجته ووالديه وأهل بيته جميعا، وهذه من أعظم القربات التي نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى. وأكد العبري أن من أجمل القربات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله هي جبر الخواطر وجبر القلوب وإسعادها. وتابع: ونحن في شهر رمضان نتنافس فيه على صنوف الطاعات فنجد الناس يتنافسون على قراءة القرآن والنوافل، وهناك من يسعى من أجل الناس لإسعادهم ويلتمس حاجتهم وهذا أيضا قربة إلى الله. وشدد على أن القربة إلى الله لها أشكالٌ متعددة مُستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي"، وروي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي أنه قال: "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته".

وقال الشيخ أبو افلح العبري: أتمنى من المجتمع أن يعلم أن العبادات التي أَمرنا الله بها لا تنحصر في أداء الصلاة فقط، وإنما هي عبادات متعددة نتقرب بها إلى الله، وأن من هذه القربات فك الكرب؛ فالإنسان إذا كان في حاجة أخيه وأعان أخاه على قضاء دينه مثلا، أو أن يشفع له في حاجة يطلبها وهو غير قادر على الوصول إليها أو غيرها من الحاجات، فالله جل وعلا وعده بأن يكون في حاجته، وأن يقضي حاجته كما قضى حاجة أخيه؛ فالمؤمنون إخوة يتعاونون في حاجاتهم المباحة وحاجاتهم الشرعية، وكل إنسان له أجره في عونه لأخيه في حاجته الدنيوية والدينية جميعًا. وأشار العبري إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام: "من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة".  

تعليق عبر الفيس بوك