د. صالح الفهدي | سلطنة عمان
أَكْبَرْتُ نفسيَ أَنْ تَصْبُو عَنِ الرَّشَدِ/
في حالةِ الْبُؤْسِ، أوْ في قِلَّةِ الرَّفَدِ
//
عزيزةٌ هِيَ نفسي لا أَذُلُّ بها/
مالًا؛ فأَكْرَمُهُ عندي قِطَافُ يَدِي
//
لَوْ شِئْتُ أُوْرِدُ بِالتَّزْوِيقِ مِرْفَدَهُ؛/
لَكَانَ أَتْخَمَنِي بِالْغَثِّ والزَّبَدِ
//
وكُنْتُ في حَاضِرِي أَزْهُو بِقِشَّتِهِ/
أُصَعِّرُ الْخَدَّ في أثوابيَ الْجُدُدِ
//
أَحُومُ بَيْنَ عِبَادِ اللهِ أَحْسَبُنِي/
أَنا الْمُبَرَّءُ عَنْ زَيْفٍ وعَنْ فَنَدِ
//
لكنَّمَا انْتَصَرَتْ نفسي فَمَا عَلِقَتْ/
في مِحْضَنِ السَّفْهِ جَمَّاعًا لِكُلِّ رَدِي
//
سَمَتْ، فَمَا غَرَّهَا في التِّيهِ بَارِقَةٌ/
ولا تَعَطَّفَها لِلَّهْوِ لَمْعُ دَدِ
//
ما قيمةُ الْمَرْءِ إنْ أَلْقَى مَبَادِئَهُ/
في هُوَّةِ الزَّللَِ الْمُلتَاثِ بِالْعُقَدِ
//
إِلَّا كَهُزَأَةِ فَرْدٍ عندَ مَنْ شَمَتُوا/
إِبَّانَ سَقْطَتِهِ مِنْ أَكْرَمِ الصُّعُدِ
//
إِنِّي لَأُشْفِقُ مِمَّنْ كَانَ في وَفَرٍ/
مِنَ الْفَضَائِلِ حَتَّى فُتَّ مِنْ عَضَدِ
//
قَدْ ضَيَّعَ الْعَهْدَ إِذْ ضَاعَتْ مُرُوءَتُهُ/
فَمَا الْمُرُوءَةُ إِلَّا نَفْثَةُ الْأَحَدِ
//
قَدْ عِشْتُ أَشْتَمُّ أَشْذَاءَ الْإِباءِ فَفِي/
رُوحِي الزَّكِيَّةِ ما يَرْبُو عَنِ الْكَمَدِ
//
وَرَقْبَةٌ أَخْضَعَتْ لِلهِ جَبْهَتَهَا/
لَمْ يُحْنِها لِشَنِيءِ الْإِرْبِ مِنْ أَحَدِ
//
فَانْهَلْ مِنَ الْمَاءِ صَفْوًا لَا تُبَارِحُهُ/
لِلْوِرْدِ مِنْ مَسْرَبِ الْأَقْذَاءِ وَالثَّمَدِ
//
(دَعْ عَنْكَ كُلَّ لَئِيمِ الطَّبْعِ مُبْتَذَلٍ/
أَذَلَّ في عَرَصَاتِ الدَّارِ مِنْ وَتَدِ
//
إِنْ هَمَّ بِالْخَيْرِ عَاقَتْهُ عَزَائِقُهُ/
و إِنْ مَضَى في طريقِ الْحَمْدِ لَمْ يَعُدِ
//
وَلَا تُؤَاخِ مِنَ الْأَقْوَامِ مُنْطَوِيًا/
على الضَّغِينَة ِ مَمْلُوءًا مِنَ الْحَسَدِ)
//
وَعِشْ عزيزًا، عَلِيَّ النَّفْسِ مُكْتَسِيًا/
أثوابَ عِفَّتِكَ الشَّمَّاءِ يَا وَلَدِي
...........
هوامش:
الأبيات الثلاثة بين الهلالين للشريف الرضي.
الفند: الباطل
الثمد: الماء القليل الذي ليس له مدد
دد: اللهو واللعب
العزيق: السهل المنخفض من الأرض
الأحد: هو الله.، والمعنى أنَّ من ضيَّع مروءته فقد ضيَّع عهدهُ مع الله فهي نفثةٌ منه سبحانه.