ثراء الثقافة الشعبيَّة

 

تَزْخَر الثقافةُ الشعبيَّة العُمانية بالعديدِ من التفاصيلِ والتقاليدِ التي تعكسُ مَدَى ثَراء هذه الثقافة؛ ومِن أبرز التقاليد الشعبية المتوارثة: احتفالية "القرنقشوه"، التي تُنظَّم في مُنتصف شهر رمضان من كلِّ عام؛ حيثُ يخرجُ الأطفالُ بعد الإفطار وأداءِ صلاة المغرب في مجموعات مُنظَّمة، مُردِّدين عِبَارات شعبية مُخصَّصة لهذه العادة الطيبة.

و"القرنقشوه" ليست مُجرَّد تقليد عُماني فقط، بل هي أيضًا مُنَاسبة اجتماعيَّة في عددٍ من دُوَل الخليج، ويُطلِق عليها البعضُ اسم "القرقيعَان"، إلى جانب أسماء أخرى مِثل القريقعانَة، أو الكريكعان، أو الناصفة، أو الكريكشون. وهي كُلُّها مُسمَّيات تؤكِّد عمقَ الثقافةِ الشعبية، وتُظهر أنَّ الإنسان دائمًا ما يبحث عن بهجةِ الحياة في أبسط معانيها؛ من خلال مِثل هذه الاحتفالاتِ التي تُعلِي من شأنِ الفرحة التي يُضفيها الشهرُ الفضيل على جميع المسلمين.

وتتضمَّن هذه العَادة قِيَام الأطفال بزيارةِ منازل الجِيران في الحيِّ أو الحَارة، بَيْنَما يَنتظرهُم الكبارُ ليقدِّموا لهُم الحلوَى والنُّقُود وكل مَا مِن شأنِه أن يَرسم البَهجة على محايا الأطفال.

... إنَّ الحرصَ على إحياءِ مثل هذه العادات يُعزِّز في نفوس الأطفالِ روحَ الانتماء إلى الوطن الذي يعيشون على ترابه، ويمنحهم فرحة توارثتها الأجيال على مر الزمن.

تعليق عبر الفيس بوك