"واشنطن بوست": ترامب يحتاج لمخرج دبلوماسي لتفادي الحرب مع إيران

ترجمة– رنا عبد الحكيم

قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها أمس أن الرئيس الأمريكي دونالد وترامب محاصر الآن في الاختيار بين استخدام القوة ضد إيران أو السماح لها بتجاوز "الخطوط الحمراء"، فيما يخص برنامجها النووي وتهديد طهران باستئناف تخصيب اليورانيوم.

وأكدت افتتاحية الصحيفة أن المخرج الوحيد لترامب يتمثل في العودة إلى الدبلوماسية بالتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين، علاوة على كبح جماح "الصقور" من مساعدي الرئيس في البيت الأبيض، وأن يُسرع نحو هذا المسار قبل فوات الأوان.

ووصف وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الخطرين الرئيسين اللذين يكمنان في التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران؛ وهما: خطر نشوب صراع فجأة، مع تصعيد غير مقصود من أي من الجانبين، والثاني: احتمالية وضع إيران على طريق التسليح النووي مرة أخرى.

لكن ما لم يقله أن كلا الخطرين ينتجان مباشرة عن تصعيد إدارة ترامب للضغط على النظام الإيراني في الأشهر الأخيرة، فسياسة الإدارة لا تسعى لهدف واضح في النهاية، وبالتالي لا يمكن توقع نتائج إيجابية معقولة.

ويصر ترامب وكبار مساعديه على أنهم لا يسعون إلى الحرب، لكن يبدو أن الإجراءات التي اتخذوها الشهر الماضي- بما في ذلك محاولة منع جميع الصادرات الإيرانية من النفط وكذلك منتجات الصلب والنحاس وغيرها- تسببت لهم في الانزلاق نحو أتون حرب وشيكة. وفي مواجهة الأزمات الاقتصادية ردت إيران بما كان متوقعا من خلال التهديد باستئناف تخصيب اليورانيوم على مستوى عال، وهو أخطر نشاط تم وقفه بعد توقيع الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب دون حكمة.

ووفقا لمسؤولين أمريكيين، تخطط طهران لشن هجمات ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط أو ضد السفن التجارية والعسكرية في الخليج العربي. والهجمات التي استهدفت أربع ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات يوم الأحد الماضي لم تُنسب إلى إيران حتى الآن، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الثلاثاء أن الحادث ما زال قيد التحقيق. وإذا تم اعتبار طهران مسؤولة عن ذلك، فسوف يتعرض ترامب لضغط من أجل الرد. ووصف بومبيو هذا الموقف بأنه سيكون "مشكلة سيئة لإيران". ويخطط البنتاجون لإرسال قوات إضافية إلى المنطقة، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه تم وضع خطط لإرسال عشرات الآلاف من القوات الأمريكية إلى الخليج، لكن ترامب نفى ذلك لاحقا. بينما نقلت مجلة تايمز عن الاستخبارات الأمريكية أن إيران ربما تسعى لاستفزاز ترامب بعمل عسكري.

وإذا كان الأمر كذلك، فليس من الصعب معرفة السبب؛ فالولايات المتحدة ليست مستعدة لصراع آخر في المنطقة، ولن يحظى ترامب بأي دعم من أي من حلفائه في حلف الناتو ولا حتى بريطانيا، كما أكد وزير خارجيتها. ومن المحتمل ألا يحول استخدام أمريكا للقوة العسكرية دون استئناف إيران لبرنامجها النووي، أو تغيير النظام في إيران دون غزو عسكري واسع النطاق. ولن يلقى ذلك دعما من الأمريكيين لسبب وجيه أن إيران لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي ولم تشكل تهديدا وشيكا للولايات المتحدة حتى بدأ ترامب تصعيده.

ويقول ترامب إنه مهتم بالتفاوض مع النظام الإيراني، لكن من الواضح أن كبار مساعديه لا يتفقون معه، فقد طرحوا سلسلة من المطالب يدركون أن إيران لن توافق عليها. واعترف بومبيو بأنه من غير المرجح أن تدفع الإستراتيجية الأمريكية الزعماء الإيرانيين إلى تقديم تنازلات، لكنه أشار إلى أن "الذي يمكن أن يتغير هو أن الشعب الإيراني يقوم بتغيير حكومته". غير أن الولايات المتحدة كانت تنتظر- عبثا- ثورة شعبية في طهران منذ عقود.

تعليق عبر الفيس بوك